د. جابر بن سالم القحطاني
الثألول هو نتوء خشن وصلب ينمو على سطح الجلد. ويظهر في عدة أشكال وأحجام وأعداد في أي جزء من الجلد. وقد يظهر على الشفة واللسان وفي أماكن متعددة من الجسم. ينمو الثألول على شكل كتل القنبيط الصغير وينمو في أسفل القدم مثل حبة الذرة مما يجعل المشي مؤلماً. ويكون الثألول الذي ينمو على الوجه زوائد شبيهة باللحية ولا سيما إذا كانت كثيرة.
وتنتج عدوى الثألول للاصابة بفيروس يسمى (Papillomavirus) وهذه الفيروسات التي تعيش في خلايا الطبقة السطحية من الجلد لا تصيب الأنسجة الباطنة للجلد. ويكون السطح السميك طيات يقل فيها عدد الأوعية الدموية. وينتشر الفيروس عن طريق اللمس إلى أجزاء أخرى من الجسم أو إلى شخص آخر إذا خدش الثألول.
والثآليل بوجه عام أكثر شيوعاً في الأطفال وصغار البالغين منها فيمن هم أكبر سناً ومعظم الثآليل تصل في قطرها إلى حوالي ما بين 105سم وتكون أحياناً مسطحة أو مرتفعة وجافة أو رطبة، ويغلب أن يكون سطحها خشن الملمس ومتشققة أو متحفرة ويكون لونها في الغالب بلون اللحم وإما بلون اقتم من لون الجلد المحيط بها وأحياناً يتكون على سطحها مادة بيضاء تشبه القشرة.
تتواجد الثآليل غالباً في الأجزاء المكشوفة من الجسم مثل الأصابع والأيدي وفي باطن الأصابع والأيدي وفي باطن الكف أيضاً ويمكن ظهورها على المرافق والوجه وفروة الرأس، وعندما تظهر على الركبة أو المرفق فإنها تكون عرضة للتهيج وقد تكون مؤلمة.
والثآليل الاخمصية وهي التي تظهر على أخمص القدم من شأنها أن تصير مفرطة الحساسية بسبب ما يقع عليها من ضغط وقد تكون جسأة أو ما يسمى مسمار القدم أو الكالو وهي صلبة.
وهناك أنواع أخرى من الثآليل تشمل النوع الشرجي الذي يتسم على نحو خاص بالاستحكاك أو الهرش والأكلان.
ومن الممكن إذا نمت الثآليل في فتحة الأنف أو قناة الأذن أن تسبب انسدادات في تلك المناطق.
وتتكون الثأليل في مدة تتراوح ما بين شهر إلى سبعة أشهر وذلك من تاريخ عدوى الجلد بالفيروس ويستشري الفيروس بواسطة ما يحدثه الهرش من خدوش أو بالاحتكاك أو بالقطوع الصغيرة التي يسببها موس الحلاقة أثناء الحلاقة. وبعض الثآليل يبرأ بدون معالجة وقد يكون السبب هو تطور المناعة ضد الفيروس والتطعيم يعالج الثآليل في الأبقار إلا انه غير عملي في معالجة البشر. وبعض الثآليل يمكث عدة سنوات بل قد يمكث مع الشخص مدى الحياة.
ويجب الانتباه إلى تشخيص الثآليل حيث يحدث في بعض الأحيان أن يشخص ورم من قبل الخطأ ولذا لابد من استشارة الطبيب المختص بالأمراض الجلدية إذا ما ثار الشك حول طبيعة نمو ورم يظهر على سطح الجلد.
وللتخلص من الثآليل على الشخص المصاب بها عدم قطعها أو الذهاب إلى محلات البوديكير والمانيكير الذين يكحتونها بواسطة الآلات الصغيرة المزودة بأمواس وشفرات الحلاقة أو استعمال الأحماض دون وعي بآثارها الجانبية أو استعمال بعض الأدوية التي ربما يكون لها أعراض جانبية بالإضافة إلى أن كحتها أو قصها بطريقة عشوائية ربما يلوثها بفيروسات خطيرة لا سيما وأن الكحت أو القطع سيحدث جرحاً يمكن عن طريقه دخول فيروس خطير إلى الدم وربما يحدث تجرحات أو ندب غير مرغوب فيها ولا سيما إذا كان موقع الثألول في مكان حساس مثل الوجه أو الشفة وخلاف ذلك.
وأخصائي أمراض الجلدية هو أعرف الناس بهذا المرض ويجب أن يعهد إليه بإزالته حيث يقوم باستخدام الكي الكهربائي أو التجميد أو الأشعة السينية وبعض وسائل واساليب الجراحة المتعددة الأخرى ولكن يحدث في أغلب الحالات لا يزول الفيروس من الجلد ومن ثم يمكن أن ينمو الثألول مرة أخرى في نفس مكانه الأول قبل استئصاله.
ويجب على المريض أن يبادر إلى المختص حال ظهور أي ثآليل وخاصة في الأطفال إذ ان تركه دون علاج يؤدي إلى انتشارها بواسطة خدوش الحك والهرش والتصرفات الأخرى التي يعملها الطفل دون علمه بضررها مثل نتف الثألول بأظافره أو حتى نتفه بأسنانه.
علاجات :
@ هل هناك علاجات أخرى لإزالة الثآليل غير طرق الجراحة والكي الكهربائي والتجميد والأشعة وخلافه؟
نعم هناك ممارسات شعبية لاستئصال الثآليل وهي ناجحة جداً وقد توارث الأجيال هذه الممارسات عن الأجداد وهي ذات جدوى كبيرة في فعاليتها بالإضافة إلى عدد من الأبحاث العلمية التي تمت على خلاصات أو زيوت بعض النباتات الطبية أو المشتقات الحيوانية وثبت جدوى فعالية هذه الأبحاث على استئصال الثآليل وعدم عودتها مرة أخرى وسأورد فيما يلي ممارسات شعبية عملت على مرأى مني وهي لعدة حالات وعايشت هذه الممارسات وسجلت نتائجها وذلك عندما قمنا بدراسة الطب الشعبي في المملكة العربية السعودية. "مساوئه ومحاسنه" والمدعم من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ويعتبر هذا المشروع من المشاريع الوطنية الكبيرة.
1- طريقة الكي غير المباشر :
لقد تم استعمال هذه الطريقة على 18مريضا وكانت اسطح أياديهم وباطنهم منثورة بعدد كبير من الثأليل منها الكبير المفلطح ومنها المتوسط ومنها الصغير. هذه الطريقة لا تصلح إلا للثآليل الموجودة على الأيادي أو الأرجل ولكنها لا تصلح للثآليل الموجودة على الوجه والشفتين لصعوبة تطبيقها في هذه الأماكن.
هذه الطريقة لا تطبق على كل الثآليل المنتشرة في الأيادي أو الأرجل وإنما تطبق على أول ثألول ظهر على اليد أو الرجل وهو عادة يعرف بأنه أكبرها ولابد التأكد من المريض بأن هذا هو أول ثألول ظهر على جسمه. تؤخذ قطعة قماش من القطن وتقطع في حجم لفافة سجائر التبغ ( حوالي 7سم ) ثم تطوى جيداً مثل السجارة، ثم يوضع غراء بسيط بدل اللعاب الذي يستعمله المدخنون الذين يدخنون التبغ عن طريق لف التبغ في أوراق خاصة به تثبت هذه اللفافة فوق الثألول "أقدم الثآليل" ثم يشعل الكبريت في قمة اللفافة فتبدأ تحترق ببطء بالضبط كالسجارة وتترك تحترق حتى النهاية وحتى تكون رماداً فوق الثألول الذي قد نضج حرقاً وهو يزول بطريقة لا يتصورها شخص ويخرج من موقع الثألول دم أسود لا يلبث أن يتجلط ويوضع فوقه الرماد المتخلف من اللفافة المحروقة.
يجب على الشخص بقاء موقع الثألول بعيداً عن الماء، بعد أسبوع إلى أسبوعين كحد أقصى يشفى مكان الثألول تماماً ثم في الأسبوع الثالث يقوم الشخص المصاب بحك جميع الثآليل الموجودة على يديه أو رجليه فتنقشع بسهولة ويبدو كأنه يزيل شيئاً عالقاً بجلده بكل سهولة وفي نفس اليوم تكون الأيادي والأرجل نظيفة مغسولة من الثآليل ولا يوجد أي ندب واضحة لجميع الثآليل عدا ندبة حرق الثألول فقط.
هذه الطريقة مجربة والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن كيف يكون أثر الكي لأول ثألول على الثآليل الباقية وما هي العلاقة وأوجه السؤال إلى أخصائي الأمراض الجلدية لدراسة هذه الظاهرة ويمكن لأي أخصائي جلدي تطبيقها وسيرى النتيجة.
2- طريقة الكي المباشر :
وهذه الطريقة مؤلمة نوعا ما ولكنها أيضاً ناجحة والطريقة أن يحمى مسمار تكون قاعدته في حجمها متواكبة مع حجم أكبر وأقدم ثألول ثم عند احمرار قاعدة المسمار توضع على الثألول ماسكاً قمة المسمار بماسك ويترك المسمار مع الضغط على الثألول حتى خروج دم أسود ويختفي أثر الثألول ثم يذر فوقه رماد لقطعة قماش قطن حرقت عند عملية الكي ويجب عدم ملامسة الجرح للماء ويمكن عند الوضوء المسح من فوقه وبعد أسبوع إلى أسبوعين كحد أقصى يشفى مكان الثألول ويقشط ثم بعد حوالي أسبوع تضمر بقية الثآليل الأخرى كلها دون استثناء ويمكن حكها كما يحك أي شيء عالق بالجلد فتنظف الأيادي أو الأرجل من جميع الثآليل ولا يوجد أي أثر لها عدا الثألول المكوى.
أما الطرق الأخرى فهي طرق علمية مدروسة وهي إما نباتية أو حيوانية وتتمثل في الآتي :
- البتولا الثألولية Birch: نبات البتولا الثألولية عبارة عن شجرة والجزء المستخدم منها قشور سيقانها وتعرف علمياً باسم Betula Pendula وقد استخدمت قشور هذا النيات في علاح الثأليل وبالأخص في الصين وفي الدول الاسكندنافية وفي متشيجن بالولايات المتحدة الأمريكية.
تحتوي قشور هذا النبات على مركبين هما بتولين (Betulin) وحمض البيتوليك (Betulinicacld) والتي أثبتت الدراسات والأبحاث أن لهذين المركبين تأثيرا مضاداً للفيروسات كما تحتوي قشور هذا النبات على السلسلات (Salicylates) والتي أثبتت بواسطة منظمة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) كعلاج رسمي للثآليل.
وطريقة العلاج هي ترطيب مسحوق قشر النبات بقليل من الماء ثم وضعه فوق الثألول ويربط بقطعة قماش أو لصاق وتترك لمدة 24ساعة ثم تزال وتكرر العملية عدة مرات حتى يزول الثألول. كما يمكن أخذ ملعقة إلى ملعقتين شاي من مسحوق القشور توضع في كوب ثم يصب على المسحوق ماء مغلي ويترك لمدة 15دقيقة ثم يشرب وجزء منه يفرك به الثألول وتكرر العملية عدة أيام حتى يزول الثألول.
- عرق الدم BloodRoot: وهو عبارة عن عشب يعرف علمياً بألم Songuinaria offcinalis يحتوي العشب على مركبات مهيجة للجلد وهي شيليرابثرين (chelerythrine) وسانجوينارين (Songuinarinre) بالإضافة إلى أنزيم له خاصية إذابة البروتينات ويحضر من هذا العشب مرهم يوضع على الثألول مرة واحدة في اليوم لعدة أيام فيذوب الثألول ويشفى بإذن الله.
ملاحظة: بعض الناس لديهم حساسية من بعض النباتات التي تسبب تهيجاً مثل نبات عرق الدم وربما يحصل أن بعض مستعمليه قد يتكون لديهم احمرار يحيط بالثألول فإذا حصل مثل هذا التأثير فاغسل المكان جيداً بالماء ثم توقف عن الاستعمال.
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وهـج الشموخ
المفضلات