ألايمان بالقضاء والقدر
اخواني الاعزاء .....
اقدم بين يديكم هذا الايجاز عن ألايمان بقضاء الله وقدره...... أرجو ان يكون ذا فائدة لنا ولكم وللمسلمين أجمعين
أركان الايمان:
أركان الايمان وكما يعرفها كل مسلم يستدل منها من قول رسولنا الكريم محمد ( صلى الله عليه وسلم ) حيث قال
(صلى الله عليه وسلم ) عندما سئله جبريل ( عليه السلام ) عن الايمان :
" قال : أن تؤمن بالله وملائكته ورسله وكتبه واليوم الآخر والقدر خيره وشره "
تعريف القدر :
هو النظام المحكم الذي وضعه الله عز وجل لهذا الوجود والقوانين العامة والسنن التي ربط بها الأسباب بمسبباتها و هو سبق علم الله بالأشياء على ما هي عليه قبل كونها وكتابة الله تعالى لذلك قبل خلق السماوات والأرض .
وقد قال الله تعالى في سورة الرعد الاية 8
" الله يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ "
وقوله تعالى في سورة الحجر الاية 21
" وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ "
وقال الامام احمد رحمه الله عن القدر ( القدر هو قدرة الرحمن ) فالقدر يعني ما قرره الله سبحانه وتعالى
حيث قال الله تعالى في سورة هود الاية 133 " وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ""
وقال الله تعالى في سورة يس الاية 83 " فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ "
وغير ذلك من الايات التي تدل على انه لا يحدث شيء في الكون الا بأرادة الله ومشيئته ، وعقيدة القدر
مبنية في حقيقتها على الأيمان بصفات الله وأسمائه الحسنى حيث قال الله تعالى في سورة الحديد الاية 2 "
لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ يُحْيِي وَيُمِيتُ ۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ "
معنى الايمان بالقدر
ويقصد هنا الايمان بعلم الله ، وبمشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة ، ويجب على كل مسلم ان يؤمن بالقدر خيره وشره وحلوه ومره وأنه ما في مخلوق في الارض ولا في السماء إلا الله خالقه ولا أحدٍ سواه حيث قال الله سبحانه وتعالى في سورة الحديد الاية 22
" مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ "
وقال الله تعالى في سورة الحج الاية 70 " أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ۗ إِنَّ ذَٰلِكَ فِي كِتَابٍ ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ :
حيث كتب الله في اللوح المحفوظ مقادير الخلق ،فأول ما خلق الله القلم ، قال له أكتب ( للقلم )
قال ما اكتب ؟
قال : اكتب ، ما هو كائن الى يوم القيامة ، فما أصاب الانسان لم يكن ليخطئه ، وما أخطأه لم يكن ليصيبه ، جفت الاقلام ، وطويت الصحف .
وعن أبن تيميه رحمه الله قال : " ان الايمان بالقدر يشتمل على ما يلي :
1- الايمان بعلم الله القديم ، الله سبحانه وتعالى يعلم ما كان وما سيكون وما لم يكن ولو كان كيف سيكون .
2- الايمان بأن الله تعالى كتب كل شيء في اللوح المحفوظ .
3- الايمان بمشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة .
4- الايمان بأن الله خالق لكل ألمخلوقات وإنه الخالق وكل ما سواه مخلوق .
وأما خيره وشره فإنه منسوبٌ الى المخلوقات ، اما بالنسبة الى الله عز وجل فالقدر خيرٌ كله، والشر لا ينسب الى الله ، فله الكمال المطلق والجلال التام .
قال الله تعالى في سورة الزمر الاية 62 " اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ "
وقال الله تعالى في سورة الجن الاية 10 " وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا "
ويعتقد أهل السنة والجماعة أنه لا يجوز الاحتجاج بالقضاء والقدر على المعاصي ، ولمن يحتج بقدرتة سبحانه وتعالى على معصيته ( ولله الحجة البالغة ) قال الله تعالى في سورة
الانعام الايتان 148-149 " 148 سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ ۚ كَذَٰلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّىٰ ذَاقُوا بَأْسَنَا ۗ قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا ۖ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ 149 قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ ۖ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ "
وقال في سورة الاعراف الاية 28 " وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا ۗ قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ ۖ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ "
ومن ثمار الايمان بالقضاء والقدر :
1- الاعتماد على الله سبحانه وتعالى في كل أمر .
2- راحة النفس وطمأنينة القلب
3- طرد الاعجاب بالنفس عند حصول ما يفرح الصدر
4- دعوة الى العمل بهمة ونشاط
وأخيراً أنتم مطالبون * أخي وأختي * قبل الفعل إطاعة الله عز وجل وعدم معصيته ، فأن أطعت الله فعليك شكره أذ هداك ، وان عصيته فأنت مخاطب بوجوب التوبة على فعل المعصية والرجوع أليه وتوكل أمرك الى الله وتستقين بعدله وحكمته وأن تكره ما يكره الله ، وتحب ما يحب ، وأن ترضى بما رضي الله وتسخط مما سخط الله منه .
واعلم ان الله لا يحب الكفر ولا يرضاه لعباده ولا يجب ان يُعصى ، حيث قال في سورة الزمر الايتان 7-8 " إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ ۖ وَلَا يَرْضَىٰ لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ ۖ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ ۗ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۗ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ۚ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ 8 وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ ۚ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا ۖ إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ "
أعاذنا الله نحن واياكم من النار
رد مع اقتباس
المفضلات