نواب: «إسرائيل» خرقت معاهد وادي عربة عدة مرات وأساءت للأردن كثيرا
الانعكاسات السياسية والاستراتيجية لمعاهدة وادي عربة
السبيل - أيمن فضيلات
يرى نواب أن معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية أصبحت تمثل «عبأ ثقيلا» على الأردن الرسمي والشعبي، خاصة في ظل الاختراقات الإسرائيلية المتكررة للمعاهدة والإساءات المتتالية للوطن.
وبمرور 15 عاما على توقيع معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية، يؤكد النواب أن «الأردن بحاجة إلى إعادة النظر في هذه المعاهدة، التي أثرت على الأردن بشكل سلبي في شتى المناحي.
«السبيل» وبهذه المناسبة التي تصادف اليوم استطلعت آرا نواب حول «ماذا قدمت المعاهدة للأردن على مدى هذه السنوات؟ وهل أوقفت الأطماع الصهيونية في الأراضي والثروات الأردنية؟ وهل دفنت مؤامرة الوطن البديل المعششة في عقول وتفكير القادة الإسرائيليين؟
مقرر لجنة الحريات وحقوق الإنسان في مجلس النواب النائب الإسلامي سليمان السعد أكد في حديثه أن «معاهدة السلام الأردنية الصهيونية لم تجلب للأردن أي فائدة أو خدمة تذكر، إضافة إلى أنها أثرت على الأردن سلبيا في شتى المناحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية».
مضيفا أن «وجود سفارة صهيونية على الأراضي الأردنية بعد توقيع هذه المعاهدة المشؤومة قد أساء للأردن أمام الدول العربية والإسلامية الأخرى، وقامت بأعمال التجسس والتخريب وإفساد الشباب وإشاعة الفساد الاجتماعي من مخدرات وبيوت رذيلة وغيرها».
مشيرا إلى أن «المسؤولين الأردنيين إبان توقيع المعاهدة وعدونا بالانتعاش الاقتصادي، والاستقرار السياسي والأمن، وعودة الأراضي الأردنية المحتلة، والحصول على حقوقنا في المياه وغيرها من الوعود التي لم يتحقق منها شيء على أرض الواقع».
متابعا أن «الصهاينة هم من استفاد من توقيع هذه المعاهدة، حيث انفتحت لهم أبواب الوطن يقيمون فيها المصانع، ويستثمرون فيها الأراضي، ويروجون فيها بضائعهم وخضرواتهم وفسادهم، ولا يعود ذلك على الأردن بأي فائدة اقتصادية تذكر».
موضحا أن «الأوضاع الاقتصادية ساءت إلى حد غير مسبوق، ولم يتحقق للأردن أية فوائد سياسية على الأرض، حتى حقوق الأردن الإشرافية على مدينة القدس والمسجد الأقصى لم نعد نتمتع بها في ظل هذه الحكومة الصهيونية المتطرفة التي لا تحترم أية معاهدات سلمية، ولا تحسب حسابا سوى للمقاومة التي تفعل بها الأفاعيل».
وطالب النائب السعد كافة المسؤولين في الدولة، وفي مختلف المواقع بـ»إعادة النظر في هذه المعاهدة وإلغائها، لأن العدو الصهيوني لا يريد الخير للأردن، ويترقب الفرصة المناسبة لتنفيذ مخططاته التوسعية، وإنهاء الصراع الفلسطيني على حساب الأردن، مثلما صرح بذلك قادة العدو الصهيوني مرارا وتكرارا».
مؤكدا أن «الأطماع الصهيونية في أراضي الأردن تزيد يوما بعد يوم، وآخرها خطة الوطن البديل التي تنادي بها الحكومة الصهيونية، علاوة على أن القادة العسكريين الإسرائيليين أكدوا أن الظروف مواتية لإقامة دولة «إسرئيل» الكبرى من النيل إلى الفرات، والأردن جزء منها».
منوها بأن «مشروع القانون المقدم للكنيست الإسرائيلي الذي يعتبر الأردن دولة فلسطين، ويجب إقامة دولة للفلسطينيين هناك، أكبر وأقوى دليل على استمرار الأطماع الصهيونية في الأردن بالرغم من وجود معاهدة السلام المشؤومة».
مشددا أن «العدو الصهيوني يسعى لتحقيق تلك الأطماع من خلال الكثير من الأساليب القذرة، أبرزها إسقاط الأردن في شرك الفتنة الداخلية، وتفتيت النسيج الاجتماعي الداخلي، وإثارة النعرات والفتن بين مكونات المجتمع الأردني المتماسك».
وختم النائب السعد حديثه بالإشارة إلى أن كتلة نواب جبهة العمل الإسلامي كانت تقدمت باقتراح بقانون لإلغاء معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية، لكنه لم يتم مناقشته تحت قبة البرلمان، مطالبا رئيس مجلس النواب عبدالهادي المجالي بـ»الإفراج عن الاقتراح بقانون، وإخراجه من أدراج مجلس النواب، ومناقشته وإقراره ردا على المخططات الصهيونية المتربصة بالأردن».
بدوره، أوضح رئيس اللجنة السياسية والأمن في البرلمان العربي الانتقالي النائب محمد أبو هديب أن «المعاهدة كانت جزءا من سلام عربي شامل بعد لقاء مدريد، أي بمعنى انسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة الفلسطينية والأردنية والسورية واللبنانية، وكان هناك طموحات كبيرة يرجى تحقيقها من خلال المعاهدة بأن يعم الرخاء والأمن والاستقرار في المنطقة، لكن ما جرى أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة اكتفت بتوقيع معاهدات سلام أردنية ومصرية، ولم تعمل على تحقيق سلام شامل مع الدول العربية، ولم يتم التقدم على أي مسارات سلمية أخرى لتحقيق السلام في المنطقة».
موضحا أن «أي سلام في المنطقة إذا لم يشتمل على حل القضية الفلسطينية يعتبر فاقدا لمعناه، خاصة أن الأردن أكبر دولة مستضيفة للاجئين، وهناك تداخل ديمغرافي جغرافي بين الأردن وفلسطين، ولأن قضية القدس مهمة جدا بالنسبة للأردن».
منوها بأنه «لا أهمية لمعاهدة وادي عربة إذا لم يكن السلام في المنطقة شاملا وكاملا، وهذا ما تم التعبير عنه في الكثير من المفاصل السياسية، وآخرها مقابلة جلالة الملك مع صحيفة هآرتس الإسرائيلية، والتي أكد فيها أن عملية السلام تزاد برودة والمنطقة تنحدر نحو نفق مظلم».
وأوضح النائب أبو هديب أن «الحكومات الإسرائيلية خرقت معاهدة وادي عربة عدة مرات، أبرزها الإجراءات أحادية الجانب التي تقوم بها الحكومة الإسرائيلية الحالية تجاه القدس».
منوها بأن «المعاهدة وفي المادة التاسعة في البند الثاني أكدت على الدور الأردني الخاص في الإشراف على المقدسات في مدينة القدس، ولا يعني الإشراف على دفع رواتب الحرس والقائمين على خدمة الأماكن المقدسة فقط، بل الحفاظ عليها وعدم المساس بها، وعدم تغيير أي جزء من معالمها، وأي إجراء مخالف يعتبر خرقا للمعاهدة، وهذا ما قامت به الحكومة الإسرائيلية».
مشيرا إلى أنه «لا يمكن للقيادة السياسية الأردنية ولا للشعب الأردني أن يقيم معاهدة سلام مع «إسرائيل» في ظل بقائها محتلة للأراضي الفلسطينية، وبقاء اللاجئين على الأراضي الأردنية وعدم رغبة «إسرائيل» بعودة اللاجئين، لأن ذلك يهدد الأمن القومي الأردني والديمغرافية الأردنية، كما يهدد كينونة النظام السياسي في الأردن».
مؤكدا أن المطلوب في هذه المرحلة «مراجعة شاملة للعملية السلمية بشكل كامل، ليس من الأردن فقط، بل مراجعة عربية شاملة، لأن «إسرائيل» ترفض المبادرة العربية الشاملة التي وافق عليها العرب ومؤتمر القمة الإسلامي».
أيضا مطلوب مراجعة شاملة للوعود الأمريكية التي قطعها الرئيس أوباما بوجود خطة سلام متكاملة للمنطقة تفضي إلى حل شامل ونهائي، لكن ما تقوم به «إسرائيل» يقوض كل ما تم الاتفاق عليه، سواء في معاهدة السلام مع الأردن أو مع مصر.
مشيرا إلى أن «المنطقة برمتها على شفير هاوية، وتسير على برميل بارود لا تدري متى سينفجر، خاصة في ظل الاقتحامات الصهيونية المتكررة للمسجد الأقصى»، موضحا أن «جلالة الملك حذر من هذه الاعتداءات والاقتحامات، واعتبر المسجد الأقصى والقدس خط أحمر لا يجب الاقتراب منه، لأن من شأن الاقتراب من القدس انطلاق شرارة صراع كبير في المنطقة لا نعرف مدى نتائجه».
وأكد أبو هديب في ختام حديثه أن «معاهدة السلام الأردنية فاقدة لقيمتها إذا لم يكن هناك إقامة لدولة فلسطينية تنسحب بموجبها «إسرائيل» من الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة، ومن غير ذلك فإن كل الحديث عن سلام مع إسرائيل هو مجرد أوهام».
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رمز الوفاء
المفضلات