الملك عبدالله الثاني في حديث لـ "الحياة" اللندنية يحذر من جديد: القدس خط أحمر وعلى الإسرائيليين عدم اللعب بالنار.. وبقاء الوضع الراهن في المنطقة يعني التوجه نحو الهاوية



- قال أن المرحوم الملك الحسين ابلغه: "انني اسميك ولياً للعهد ولكنني قد لا أعيش طويلاً"



- كشف عن محاولة لـ"القاعدة" ضد قارب كان جلالته فيه





أكد الملك عبدالله الثاني دعم بلاده المطلق لحق المملكة العربية السعودية في الدفاع عن حدودها وأراضيها وسلامة مواطنيها، معرباً عن ثقته الكاملة باستقرار السعودية «الذي يشكل ركيزة لأمن المنطقة كلها». وعبّر عن وقوف الأردن الى جانب اليمن في وجه المحاولات التي تستهدف استقراره وتماسكه.




وكان الملك يتحدث الى «الحياة» التي زارته سائلة عن التطورات الراهنة وعن محطات عاصفة في الإقليم عايشها منذ توليه العرش قبل عشرة أعوام.



وحذر الملك عبدالله الثاني من ان بقاء الوضع الراهن في المنطقة يعني التوجه نحو الهاوية. وقال: «إذا لم يكن هناك تقدم الى الأمام، إذا لم يكن هنالك أفق، فعندي تخوف على فلسطين وعلى المنطقة كلها».



ودعا اسرائيل الى وقف الإجراءات المرفوضة التي تقوّض فرص السلام قائلاً: «القدس خط أحمر، وعلى الإسرائيليين ان يدركوا مكانة القدس عند العرب المسلمين والمسيحيين وعدم اللعب بالنار».



ووصف الرئيس محمود عباس بأنه «شريك حقيقي في عملية السلام، ويفعل كل ما يستطيعه لخدمة مصالح شعبه والوصول الى حقوقهم وإلى السلام على أساس حل الدولتين. وأعرب عن أمله بأن يستمر عباس في مسؤولياته، مشيراً الى ان حكومة بنيامين نتانياهو تضغط عليه لتتذرع لاحقاً بعدم وجود شريك للتفاوض معه.



ورأى انه «إذا لم يتحقق مطلب تجميد الاستيطان لبدء المفاوضات فيجب ان تكون هناك ضمانات أميركية ودولية ملزمة ومكتوبة من خلال الأمم المتحدة تؤكد ان المفاوضات ستعالج كل قضايا الوضع النهائي، الحدود والقدس واللاجئون، وستؤدي الى قيام دولة فلسطينية بحدود الأراضي الفلسطينية المحتلة في العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفي إطار جدول زمني واضح».



وقال الملك عبدالله ان طائرته كانت فوق الأطلسي في الطريق الى اميركا حين وقعت هجمات 11 ايلول (سبتمبر) التي غيرت أولويات إدارة جورج بوش ونظرة الأميركيين الى العرب والمسلمين.



وأشار الى انه بذل مع آخرين جهوداً لتفادي الحرب الأميركية في العراق، مشيراً الى انه «لم يكن سهلاً على أي عربي ان يرى جيوشاً أجنبية في بغداد». وتحدث عن تجربة الأردن في مواجهة الإرهاب والدور الذي اضطلعت به الأجهزة الأمنية الأردنية بعد العمليات التي دبرها «ابو مصعب الزرقاوي» ضد فنادق في عمان.



وكشف العاهل الأردني ان دولة أوروبية أحبطت قبل سنوات محاولة كانت تعدّها «القاعدة» ضد قارب كان موجوداً فيه. ولفت الى النتائج الكارثية التي يمكن ان تترتب على عمل عسكري اسرائيلي ضد ايران، داعياً الغرب الى ممارسة ضغوط لضمان عدم حصول ذلك قائلاً: «لا نريد مفاجآت مثل ما حدث في العراق».



وعن ظروف توليه العرش، قال ان المرحوم الملك الحسين استدعاه قبل يومين من وفاته وأبلغه: «انني اسميك ولياً للعهد ولكنني قد لا اعيش طويلاً».

المصدر : الحقيقة الدولية - الحياة اللندنية 9.11.2009