أبراج الاتصالات خطر يداهمنا.. وخبراء البيئة يؤكدون مضارها و"الشعاع ".. تدافع؟
أهالي حي الحسين بالبيادر يتظلمون لـ "الحقيقة الدولية":
أبراج الاتصالات خطر يداهمنا.. وخبراء البيئة يؤكدون مضارها و"الشعاع ".. تدافع؟!
الحقيقة الدولية ـ عمان - زياد الغويري
شكا أهالي حي الحسين الشرقي وتحديدا المنطقة المجاور للعمارة القائمة على قطعة رقم 70 حوض 22 والواقعة على شارع حسني صوبر في البيادر من قيام إحدى شركات الاتصالات والانترنت بإنشاء برج محطة إرسال فوق سطح إحدى البنايات دون الحصول على موافقة وإذن من السكان أنفسهم، وأطلقوا عليها وصف "أبراج الخوف". وأشاروا إلى "تأثير الإشعاعات الناتجة عن تشييد البرج على الصحة العامة".
وقال الأهالي في رسالة بعثوا بها لـ "الحقيقة الدولية" ان "الأمراض المحتملة بسبب هذا البرج قد تلحق الضرر بهم". وأكدوا أن "إنشاء مثل تلك الأبراج بالقرب من الجيران يشكل تجاوزا ومخالفة صارخة للقوانين والأنظمة النافذة لاسيما وأن البرج المذكور لا يبعد عن اقرب بيت سوى ستة أمتار". وهدد الأهالي بـ "تحريك دعوى قضائية في حال لم تتم الاستجابة لمطالبهم بإزالة البرج بالسرعة الممكنة".
سلاح الوثائق
واستند الأهالي على وثائق أعدتها السلطات الصحية في ولاية كاليفورنيا أظهرت أن "التعرض للمجالات الكهرومغناطيسية الناتجة عن محطات الإرسال يزيد من خطورة الإصابة بالعديد من الأمراض المحتملة لدى الأطفال وأمراض اللكويميا (سرطان الدم) بين الكبار وسرطان المخ والأورام والإجهاض وأمراض الأعصاب".
واعتمد الأهالي أصحاب الشكوى على دراسة علمية ألمانية تتحدث عن تأثير الموجات المنبعثة من الهواتف المحمولة والتي تؤدي لأضرار كبيرة بالخلايا الوراثية إضافة لما ينتج عن التعرض للإشارات الصادرة من أبراج ومحطات الهاتف المحمول "الجيل الثالث" من صداع وغثيان وفقدان للذاكرة، بحسب الدراسة.
مافيا الشركات
ويرى الخبير البيئي الدكتور سفيان التل أنه "لا توجد أبحاث ودراسات متخصصة بأبراج الاتصالات والانترنت وإن وجدت فإن شركات الاتصالات بحكم نفوذها يتم إخفاؤها وعدم نشرها بمكاشفة وشفافية".
وأكد في تصريح خاص لـ "الحقيقة الدولية" أن "بعض الدول كالكويت رفعت الأبراج التي أنشأتها إلى مسافات عالية جدا للحيلولة دون الإصابة بالآثار السلبية التي قد تنجم عنها".
دراسات مؤكدة
بيد أن الخبير الكهربائي في نقابة المهندسين الأردنيين المهندس بسام رسمي أبلغ "الحقيقة الدولية" أن "دراسات عالمية تطرقت إلى الأضرار الناجمة عن أبراج الاتصالات والانترنت وأعمدة الضغط العالي". وقال ان "هذه الدراسات لم تتبناها أي جهات رسمية عالمية".
ولفت المهندس بسام رسمي إلى أن "الدراسات العالمية تشير إلى تسبب هذه الأبراج بأضرار على السكان المجاورين لها وتسبب هذه الأبراج سرطانات متنوعة ومن بينها الجلد والدم والدماغ". ولكنه قال إنه "لا يوجد إثبات عالمي على تلك الدراسات". ورأى أنه "كخبير في قضايا أعمدة الضغط العالي التي رفعها مالكو الأراضي التي أقيمت عليها تلك الأعمدة كان يقدر تعويض الضرر بناء على الأثر النفسي الناتج عن إقامة مثل هذه الأبراج إضافة إلى اثر ذلك على أسعار الأراضي والضرر المحتمل الناجم عنها".
وقال المهندس بسام رسمي ان "القوانين والأنظمة تشترط على شركة الكهرباء لإقامة أعمدة الضغط العالي ألا يقل ابتعاد العامود ذي الضغط الفولتي المقدر بـ 132 كيلو فولت عن 4.6 متر وألا يقل عن 7.6 متر فيما يخص عامود الضغط العالي ذي الضغط الفولتي المقدر بـ 400 كيلو فولت".
ورأى أن "هذه الاشتراطات تأتي خوفا من التفريغ الكهربائي وللحيلولة دون الأضرار المباشرة الناجمة عن تلك الأعمدة".
كلام مهم
وأوضح أنه "لا يمكن لأي جهة كانت أن تنفي أو تثبت الضرر الناجم عن أبراج الاتصالات والانترنت".
وأكد المهندس بسام رسمي أن" أثر هذه الأبراج يفوق الأثر الناجم عن أعمدة الضغط العالي بحكم أن الترددات الناجمة عنها أعلى من مثيلاتها الناتجة عن الضغط العالي".
"الشعاع".. تعلق
أكد مدير الخدمات الميدانية في شركة الشعاع للاتصالات المهندس وائل المومني في تصريح خاص لـ "الحقيقة الدولية" أنه "لا يتم تركيب أي أبراج للاتصالات والانترنت من قبل الشركة إلا بترخيص صادر وفقا للقوانين وللأنظمة عن هيئة تنظيم قطاع الاتصالات وأمانة عمان".
وزعم عدم "وجود أضرار ناجمة عن الترددات والأمواج الكهرومغناطيسية الناتجة عن الأبراج".
وقال ان "منظمة الصحة العالمية أثبتت بدراساتها انه لا توجد أضرارا من تلك الأبراج، كما حددت مسافات البعد التي يتوجب أن تفصل بين السكان المجاورين والأبراج".
وأشار المهندس وائل المومني إلى أن "الشركات لا تحصل على التراخيص إلا وفقا لتلك الاشتراطات والمعايير".
وأوضح أنه "لا يتم تركيب البرج فوق أي مبنى إلا بعد إذن وتنسيق مسبق مع مالكه وبإيجار سنوي يتراوح من 1500 إلى 7000 دينار وبحسب المنطقة".
المصدر : الحقيقة الدولية ـ عمان - زياد الغويري 29.9.2009
رد مع اقتباس
المفضلات