قال حسان أيوب عبد الرحمن عبد الله العمر مؤلف كتاب (( تاريخ بلدة ماحص )) .
(( السجلات العثمانية تعتبر من أقدم المصادر التاريخية في أنساب العشائر وأماكن سكناهم ، وهي تضم أنساب العشائر ما بين سنة 1520م حتى عام 1910م ، وكثير من أنساب الناس سُمِّيت بشخصية أو لقب أو كنية رجل ما أو حادثة ، فكان لا بدَّ لمن أراد أن يعرف نسبه وأصله أن يراجع السجلات العثمانية لمعرفة حقيقة نسبه .
وكان والدي المؤرخ ( أيوب عبد الرحمن عبد الله العمر الشامي) من الباحثين في السجلات العثمانية في مكتبة الجامعة الأردنية قسم المخطوطات ، وهذه السجلات مخزَّنة على المايكروفلم ، وهي غير منظمة فالعشائر المخزنة عليها مبعثرة ، وفي الحقيقة هي للباحث متعبة وتحتاج لوقت وساعات حتى تجد فيها نسبك .
وكان والدي يبحث عن نسب عشيرته وأصلها ، وعشائر البلقاء التي يسكن فيها ، فمكث أكثر من تسع سنين بين هذه المخطوطات يطالع ويصوّر ويبحث ، حتى اجتمع لديه عشرات المخطوطات عن عشائر البلقاء وغيرها ، علماً أن كل ورقة يأخذها من الجامعة بعشرة دنانير ، والناس يأتون إلى والدي في منزله ـ وإلى الآن ـ يأخذون ما يحتاجون من مخطوطات تخصُّ عائلاتهم ، فمنهم المصوّر ومنهم من ينسخ على دفتره الذي أحضره ، ومنهم من يأخذ رقم المخطوطة فيُحضرها بنفسه من الجامعة الأردنية .
ثم كتب والدي لأهل ماحص شجرة من السجلات العثمانية ودفعها إليهم ، فما كان منهم إلا أن اتهموه بإثارة الفتنة والفوضى ، لأنهم لا يُريدون حقيقة نسبهم من (أين جاءوا) ، فكل عائلة عندها شجرة نسب عن تاريخ الأجداد من الروايات الشفوية ، وكلها مختلفة عن بعضها البعض ، ولا يتفق فيها اثنان (!!) ، ولولا الإطالة لسردتُ لكم العجائب !! ،
والغريب من الأمر أنّي ذكرتُ لبعض العشائر في ماحص أنَّهم جاؤوا من القدس ، فقال لي أحدهم - وهو غاضب - : نحن فلسطينية - !!! ، قلت له نعم ، وسجلاتُ أجدادكم في الجامعة الأردنية ، ارحلوا إليها (!!) فكأني قتلتهم !!! .
فلما كتب والدي شجرة لبعض عشائر ماحص يذكر فيها نسبهم من القيود العثمانية - وأنهم من القدس - مزقوها وحرقوها حتى لا تكشِفَ نسبهم .
وكان قد (جمعني مجلسٌ) - مع أحد - (عشائر ماحص) - من المثقّفين (!!!) - زاعمين أنهم (هم فقط!!!) يعرفون - (حقيقة تاريخ ماحص!!) ، فلما - أصغيتُ سمعي لقولهم - ، (بان لي) - أنهم لا يعرفون شيئاً !! - فحزنتُ عليهم حزناً شديداً (!!!) ، فلما (تعجبتُ) من - (زعيم المثقفين)- يقال أنه دكتور (!!!) - مما قاله - (ضحكتُ!!) ، فإذا هو (يقول لي!) : - (كلامي فقط هو الحقيقة!!) - ، هكذا (قالها!) أمامي!! : - وهو غاضبٌ ؛ وأنا ضاحكٌ -! . )) .
أنظر كتابي (( تاريخ بلدة ماحص )) (صفحة : 26 - الطبعة الثانية الجديدة ) .
رد مع اقتباس
المفضلات