الملك : ضياع فرصة اللقاء الدولي يهدد مستقبل العملية السلمية برمتها




لندن - بترا - أكد جلالة الملك عبدالله الثاني خلال لقائه رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون في لندن امس أهمية دور بريطانيا خصوصا والإتحاد الأوروبي عموما في دعم جهود إحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط في المرحلة الحالية التي تشهد مساعي إقليمية ودولية مكثفة لإنجاح اللقاء الدولي للسلام المقرر عقده في الولايات المتحدة قريبا.
وشدد جلالته خلال المباحثات التي جرت في مقر الحكومة البريطانية في 10 داوننغ ستريت، على ضرورة أن تدرك جميع الأطراف المعنية بعملية السلام، وفي مقدمتهم الفلسطينيون والإسرائيليون، أن ضياع الفرصة التي يقدمها اللقاء الدولي يهدد مستقبل العملية السلمية برمتها. وبين جلالته ضرورة أن يشكل اللقاء الدولي للسلام نقطة انطلاق حقيقية لمفاوضات جادة ضمن إطار زمني محدد. وأشار جلالته إلى أهمية تعامل اللقاء الدولي مع قضايا الوضع النهائي باعتبارها أساس الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين والتي سيؤدي الوصول إلى حلول جذرية لها الى إنهاء النزاع بين الطرفين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل. وقال جلالته خلال المباحثات التي حضرها مدير مكتب جلالة الملك الدكتور باسم عوض الله والسفيرة الأردنية في لندن علياء بوران ومستشار رئيس الوزراء البريطاني للشؤون الخارجية سايمون مكدونالد والسفير البريطاني في عمان جيمس وات..إن صيغة حل الدولتين ستبقى المخرج المقبول عربيا ودوليا لحل القضية الفلسطينية واسترجاع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، مما يمهد الطريق لمعالجة الصراع العربي - الإسرائيلي بكافة جوانبه. كما ناقش جلالته ورئيس الوزراء البريطاني سبل دعم السلطة الوطنية الفلسطينية للتخفيف من الظروف المعيشية الصعبة التي تواجه الشعب الفلسطيني..مطالبا جلالته المجتمع الدولي في هذا المجال الاستمرار بتقديم كافة أشكال المساعدة التي تحتاجها السلطة لتعزيز عمل مؤسساتها وتحسين واقع الخدمات المقدمة للفلسطينيين.
يشار إلى أنه من المقرر أن تستضيف فرنسا في نهاية العام الحالي مؤتمرا دوليا للجهات المانحة للفلسطينيين بمشاركة المبعوث الخاص للجنة الرباعية الدولية إلى الشرق الأوسط رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير بهدف حشد الدعم الدولي السياسي والمالي للسلطة الوطنية الفلسطينية.
وحول العراق أكد جلالته ورئيس الوزراء براون حرصهما على صون وحدة واستقرار العراق..مبينا جلالته ضرورة المضي قدما بجهود المصالحة الوطنية العراقية على أن تشمل جميع مكونات الشعب العراقي على أسس وطنية لضمان نجاحها بعيدا عن أي تدخل خارجي. واستعرض الجانبان تطورات الأوضاع في لبنان..حيث شدد جلالته على دعم الأردن لوحدة لبنان وسيادته الكاملة..مشيرا في هذا السياق إلى أن عقد انتخابات رئاسية حرة ووفقا للدستور اللبناني سيعمل على التخفيف من الأزمة التي تشهدها الساحة اللبنانية. وعلى صعيد العلاقات الثنائية، بحث جلالته ورئيس الوزراء البريطاني أفاق تطوير العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات، خصوصا الاقتصادية منها..معربا جلالته عن تقديره للدعم البريطاني للأردن في مفاوضاته مع نادي باريس مؤخرا وجهوده للتخفيف من أعباء مديونيته. كما عبر جلالته عن تطلعه لمساندة بريطانيا للمساعي الأردنية لتأسيس شراكة فاعلة بين مجموعة الدول الإحدى عشر التي تترأسها المملكة والدول الصناعية الثماني.
من جانبه، أشاد رئيس الوزراء براون بجهود جلالة الملك المستمرة لتوطيد ركائز الاستقرار في المنطقة ومساعدة الفلسطينيين والإسرائيليين على المضي قدما في عملية السلام. وبعد المباحثات، أقام رئيس الوزراء البريطاني والسيدة عقيلته مأدبة عشاء على شرف جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله.