رمــضــانــيــات .... الزكاة والصدقات – 3 –
الكاتب : الشيخ محمد عايد الهدبان
كم هي الأسماء التي تتشابه في ظاهرها ولكنها تختلف في جوهرها ومعناها ، وكثير من الناس يخلطون بين هذه المعاني المنتشرة بينهم ، وكما قال أهل اللغة لا مشاحة في الاصطلاح ، وذلك انه مهما ذكرنا من كلمات ومدلولات تبقى في مجال معناه وترتيبها الظاهر للعيان والواقع .
لقد ذكرت في سلسلة رمضانيات عدة أمور من السحور والإفطار والمحظورات وصلاة التراويح ، وكلها بعيدة عن بعضها من حيث المعنى ولكنها قريبة من حيث مدلول المناسبة ومكانها وزمانها ، وهنا اتكلم عن شيء مرتبط مع صاحبه في الهيئة ويختلف عنه في كيفية حسابه . هما الزكاة والصدقات .
الأولى : الزكاة .
الزكاة هي الركن الثالث في الاسلام ...
الزكاة لغة : هي النماء ، وهي مأخوذة من الزيادة والطهر كما قال سبحانه وتعالى {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا} .... لذلك أمرنا سبحانه وتعالى أن نخرجها لنطهر انفسنا ونزكيها ...
وما ذكرت الزكاة مع الصدقة الا للتفريق بينهما ، لأن كثير من الناس يخرج الزكاة فقط في رمضان ظناً منهم ان أجر الزكاة في رمضان أعظم منه في غيره , وهذا فهم غير صحيح ، حيث الزكاة فرضها الله كم فرض الصلاة والصيام والحج وكل عمل وأجره .
فنجد أن الزكاة قد حددت بمخارج معينة ذكرها الله سبحانه وتعالى في كتابه وكذلك رسوله عليه الصلاة والسلام في سنته المطهرة . ومنها (مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ) ومن مصارفها الفقراء و المساكين و الغارمين و ابن السبيل و في سبيل الله و العاملون عليها و المؤلفة قلوبهم و في الرقاب ..........
الثاني : الصدقة .
لقد قرنت بين الصدقة والزكاة للتفريق بينهما ، وذكرت ان الزكاة أجرها واحد اذا أخرجت برمضان او غيره ، والعكس من ذلك الصدقات التي تأتي يوم القيامة وهي تتباهى وتقول أنا أفضلكم ؛ لذلك حثنا الله عليها فقال : ( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْراً لِّأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) ....
وكما قال عليه الصلاة والسلام : { ما منكم من أحدٍ إلا سيكلمه الله، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، فينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، فينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة } ... نعم لأنها تطفئ غضب الرب .
واليوم نحن زمان يعيش معظم الناس في حالة فقر ظاهرة للعيان ، تبكي العيون دما عليها ، والحمد لله نحن في بلاد أنعم الله عليها بشعب يعرف حق جاره فلا يتركه الا ويد العون تُمدّ له ..... فعلينا ان نجمع أنفسنا لبعضنا بعضا ونكون يدا واحدة لمحاربة الفقر ............
ادعو الله ان ينعم على بلادنا الأردن الحبيبة بالخير واليمن والمسرة وان تكون آمنة مطمئنة وسائر بلاد المسلمين .
الشيخ محمد عايد الهدبان
المفضلات