الملكة رانيا تدعو الى تغيير نمطية عمل المؤسسات وتعزيز برامج المسؤولية الاجتماعية
عمان - سهير بشناق - قالت جلالة الملكة رانيا العبدالله ان نقطة البداية في موضوع المسؤولية الاجتماعية يتطلب تغييرا في نظرتنا الى العلاقة ما بين القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني ذلك ان القطاع الخاص يبدى كل التعاون في هذا المجال الامر الذي يؤكد اهمية توضيح ما تريد الجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني من القطاع الخاص وما هي الفوائد التي سوف يحصل عليها.
واشارت جلالتها الى ضرورة تغيير نمطية العمل في مؤسسات المجتمع المدني من خلال التركيز على التنظيم وتحديد الاولويات والمراقبة والتخطيط وتقييم النتائج.
جاء ذلك خلال مشاركة جلالتها امس في فندق حياة عمان باعمال مؤتمر تعزيز التعاون والشراكة بين المؤسسات لدعم تقدم المراة في المجتمع الذي بدا اعماله اول امس ، وبمشاركة مجموعة مختارة من قادة الاعمال والحكومات والمنظمات غير الحكومية الذين لهم دور قيادي في إنشاء وتعزيز الشراكات بين مختلف القطاعات لدعم وتقدم المراة في بلادهم .
وبينت جلالتها ان الاهتمام بالمسؤولية الاجتماعية من خلال الشركات ضرورة يجب ان يتبعها اهتمام اخر وهو مسؤولية الشركات في التعددية الثقافية واستثمار التعددية الثقافية بما يثري بيئة العمل ويعزز الرؤيا العالمية للشركات ضاربة جلالتها مثالا على التعددية الثقافية الموجودة في بيئة العمل للشركات الاردنية التي حققت نجاحات متميزة.
واشارت جلالتها الى ان معادلة العطاء اختلفت ورغم انه لا احد يرفض التبرعات لكن من الاهمية ان يكون هناك نشاطا تطوعيا قائما على تبني القضايا الاجتماعية باكملها بهدف تطوير الاحساس بالمسؤولية وتعظيم القيم المضافة لتلك المسؤولية.
واضافت جلالتها ان طريقة التعامل مع الاشياء تغيرت بحيث لم يعد هناك خطوط تفصل ما بين القضايا الاجتماعية، والقضايا العامة مشيرة بهذا الصدد الى اهمية تقليل الاعتمادية على الحكومات التي لن يتقلص دورها في التنظيم والرقابة وحماية الشعب ، وهنا لا بد من تشجيع القطاع الخاص لتصبح المسؤولية الاجتماعية جزءا من الادوار الرئيسية التي يقوم بها.
وقالت جلالتها نحن نريد من القطاع الخاص ليس الدعم فقط ولكن الشركات الفعالة التي تنعكس فوائدها على الجهتين، فعندما نتحدث عن المسؤولية يجب التركيز على توضيح الفوائد التي يحصدها المعطي وعدم اهمالها وذلك كجزء من تطوير وتعزيز مكانته الاقتصادية وتحسين ارباحه ودراسة احتياجات السوق وتلبية رغبات الزبائن.
واضافت علينا ان لا ننسى الموظف في تلك الشركات خاصة وان الموظفين عند قيام شركاتهم بدورها الاجتماعي يشعرون بالفخر وارتباطهم بالاهداف السامية ويجعلهم يتمسكون بمهنتهم وبدورهم كعناصر فاعلة في تقديم خدمة لمجتمعاتهم.
وقالت عند الحديث عن المسؤولية الاجتماعية في الشركات علينا عدم فصلها اقسام داخل الشركات ولكن يجب ان تكون ضمن المهمات اليومية للكادر الوظيفي مشيرة الى ان ذلك يشكل عناصر جلب لكوادر الوظيفية من مختلف الخلفيات دون التمييز باللون او الجنس او العرق او الدين.
وقدمت جلالتها شكرها للمشاركين في المؤتمر على ما تم طرحه من مواضيع هامة على صعيد تفعيل المسؤولية الاجتماعية لشركات القطاع الخاص وتفعيل الشراكة ما بين مؤسسات المجتمع المدني والشركات الخاصة.
وقد استمعت جلالتها لمداخلات المشاركين وآرائهم حول تعزيز دور المشاركة وخلق شراكات فاعلة في برامج المسؤولية الاجتماعية ودور المنظمات غير الحكومية في تعزيز المشاركة إضافة إلى دور القطاع الخاص في المسؤولية الاجتماعية.
وأكد المشاركون في المؤتمر دور المنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص في تعزيز قيمة وفاعلية المسؤولية الاجتماعية وحث الموظفين على التطوع و الانخراط في العمل الاجتماعي التطوعي.
وتطرقوا الى دور وسائل الأعلام في دعم ما يقوم به المتطوعون والموظفون في الشركات وخلال وظائفهم .
والمؤتمر الذي بدا اعماله امس الاول برعاية جلالة الملكة رانيا العبدالله نظمته الشراكة العالمية للأصوات الفاعلة وشركة مهارة للأستشارات المتخصصة في التنمية ومبادرة الشراكة الشرق الأوسطية ركز على ملامح النماذج الفاعلة للشراكة بين القطاعين العام و الخاص في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بما في ذلك نماذج من البحرين والأمارات العربية المتحدة .
واشتملت المناقشات العامة على عروض ودراسات حال من القادة في المنطقة في مجال المسؤولية الاجتماعتية للشركات حيث ستكون هذه العملية مدعومة بالتدريب العملي وفرص التواصل وتبادل الخبرات في مختلف القطاعات.
وركز التدريب على مجالات العمل مع الحكومات من اجل التغيير الاجتماعي وإيجاد خطط استراتيجية للمسؤولية الاجتماعية للشركات وقياس الأثر الاجتماعي لمثل هذا التواصل .
وقد قاد هذه التدربيات قادة في الميدان من الولايات المتحدة والأردن ويمثل المشاركون الاردنيون والاقليميون نخبة من رجال الاعمال و الحكومة وقادة المنظمات غير الحكومية الذين اضطلعوا بادوار قيادية في خلق وتعزيز شراكات واسعة لدعم المراة في بلادهم .
وشكل المؤتمر فرصة للتعرف على أفضل الممارسات والتدريب في الشراكات بين القطاعين العام والخاص إضافة إلى إتاحة الفرصة للمشاركين لفهم واكتساب المهارات العملية من خبراء و مدربين .
وركزت جلسات المؤتمر امس - في يوم الثاني - والذي كانت المرحلة الاولى منه عبارة عن ندوة عقدت في البحر الميت في 6-7 شباط الماضي ،ركزت على الشراكة والعلاقة بين المؤسسات والعمل مع الحكومات من اجل تعزيز الشراكات وقياس الاثر الاجتماعي اضافة الى الجلسات التدربيية التي جاءت تحت عنوانين ( تنفيذ برامج التوعية في مكان العمل ومشاركة الموظفين اضافة الى مهارات الاتصال وتشجيع القطاع الخاص على الاهتمام و التركيز على شؤون المراة ).
وشارك بالمؤتمر الذي انهى اعماله امس عدد من الشركات و المنظمات غير الحكومية كجمعية المراة للبحرين ومؤسسة نهر الاردن وشركة تطوير العقبة ومركز عائشة يتيم ورابطة صاحبات الاعمال والمهن ووزارة الصناعة والتجارة وبوابة المراة في البحرين وتكية ام علي وبرنامج تنمية الادارة المحلية ومؤسسة دبي لرعاية المراة والطفل وشركات ومؤسسات اخرى .
رد مع اقتباس
المفضلات