البخيت يؤكد أهمية تضافر الجهود لمواجهة التحديات




عمان - فيصل ملكاوي- أكد رئيس الوزراء الدكتورمعروف البخيت اهمية تضافر جهود جميع المؤسسات المحلية والاقليمية والدولية والحكومات المحلية لمواجهه تحديات العولمة في مختلف المجالات.
وقال في كلمته التي القاها وزير العدل شريف الزعبي مندوبا عنه في فندق الشيراتون بعمان امس خلال افتتاح فعاليات المؤتمر الدولي التحديات العالمية المشتركة والاتجاهات الاقليمية - العالم العربي في ازمنة التغيير الذي ينظمه المعهد الدبلوماسي الاردني والبرنامج الاقليمي للشرق الادنى والمتوسط في مؤسسة كونراد اديناور الالمانية انه في ظل العولمة فان المعرفة هي القوة الدافعة لعملية النمو والتنمية واصبح التعليم اكثر اهمية من ذي قبل في تحديد مقدرة الشعوب ومساعدتها للازدهار والنمو الاقتصادي مشيرا الى ان التعليم في المنطقة باستثناء بعض الدول غير قادر على مواكبة التحديات وتقديم الحلول والمهارات اللازمة لها في الوقت الحاضر .
وقال الدكتور البخيت ان قطاع الطاقة الذي يعتمد عليه النمو الاقتصادي والتنمية يواجه تحديا كبيرا يتمثل بزيادة الاستهلاك العالمي وبالرغم من الارتفاع في اسعار الطاقة الا ان الطلب العالمي ما زال مستمرا في التصاعد عليها حيث تتوقع وكالة الطاقة الدولية ان يرتفع الطلب العالمي على الطاقة باكثر من النصف بحلول العام 2030 واكثر من 70 بالمئة من حجم هذا الطلب يكون من الدول النامية.
وقال ان طبيعة استخدام الطاقة في المنطقة تعكس اثارا مدمرة على البيئة مشيرا الى ان تكنولوجيا الطاقة المتجددة حتى هذا اليوم غير قادرة على مواجهة الطلب المستقبلي المتزايد على الطاقة ولسوء الحظ مصادر الطاقة التقليدية سوف تبقى هي المصدر الرئيس للطاقة في الوقت القادم على الرغم من انبعاثات ثاني اكسيد الكربون وغيرها وعلينا ان نوحد الجهود لمواجهة المخاوف الخاصة بالطاقة والبيئة. وقال ان الحصول على ثقة المواطنين وبناء جسور الثقة معهم هي الاولوية الرئيسية لاي حكومة.
واشار رئيس الوزراء الى الجهود التي يبذلها الاردن لتحسين اداء الحكومة وتكريس مبدأ المساءلة والشفافية مشيرا الى ان العنصر الاساس في هذه الاصلاحات هو فتح قنوات التعاون والتشاور بين الحكومة والشعب في هذا المجال واطلاع المواطنين واعلامهم بما يجري.
واضاف ان محاربة الفساد هي امر جوهري للحصول على ثقة المواطنين خاصة وان الفساد يضعف السياسة العامة وراس المال البشري وله اثاره السلبية على الفقراء مبينا ان مواجهة ذلك تتطلب اجراء ات منظمة وشراكة حقيقية لمحاربة الفساد في المنطقة بين المنظمات الدولية والحكومات المحلية وقطاع الشركات والمجتمع المدني.
واكد اصرار الاردن على عدم التهاون او التسامح في عملية الفساد وعدم الشفافية مشيرا الى التطورات التي شهدها الاردن في هذا المجال خاصة العام الماضي. وقال ان البرلمان الاردني وضع اخيرا تشريعا خاصا يهدف الى محاربة الفساد وتم تشكيل هيئة مستقلة لمكافحة الفساد لها السلطة المطلقة في متابعة ومراقبة والتحقيق في أي عملية فساد سواء كانت فردية او غير فردية.
واشار الى قانون اشهار الذمة المالية الذي يطبق في الاردن والذي يكشف خلاله كبار المسؤولين في الاردن بما فيهم الوزراء واعضاء البرلمان وكبار الموظفين ذممهم المالية.

احلام الشباب والصراعات
من جانبه أشار رئيس المعهد الدبلوماسي الاردني حسين حمامي إلى أن المنطقة عاشت في عديد من الصراعات خلال القرن الماضي وما زالت هذه الصراعات مستمرة واعتبر أن هذه الصارعات استنزفت الموراد في المنطقة.
وتابع أن الشباب والذين يشكلون غالبية سكان المنطقة العربية لا يمكن لهم أن يبقوا احلامهم وامالهم رهنا بالصراعات المستمرة في المنطقة.
وامل في أن يسهم المؤتمر في تسليط الضوء على ابرز القضايا التي تهم جيل الشباب مشيرا إلى أن القضايا التي سيتم طرحها خلال المؤتمر ستشمل جوانب التعليم، والاقتصاد، والطاقة، والتغييرات المناخية.
رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الالماني روبرخت بولنز قال انه لا يوجد مكان افضل من الاردن لعقد مثل هذا المؤتمر الذي يهدف الى المساهمة في التغلب على النزاعات وفتح افاق للتنمية والتعاون الاقليمي مشيرا الى ان الاردن وبالرغم من مواجهته الكثير من المخاطر والتحديات ما زال يسعى جاهدا لتقريب وجهات النظر ومد الجسور بين دول المنطقة وان هذا محط الاحترام والتقدير الكبير .
ولفت الى ان الاجتماع الدولي القادم الخاص بالشرق الاوسط في انابوليس يمكن ان يكون معلما على طريق التوصل الى حل سلمي حيث قررت الولايات المتحدة ان تدعو يشكل صحيح دائرة واسعة من المشاركين من المنطقة وخارجها خاصة الدول التي تسطتيطع المساهمة بشكل فعال في الحل.
واكد ان نجاح الاجتماع يعتمد على قدرة الاسرائيلين والفلسطينين في الموافقة على وثيقة ترسخ عملية تفوضية منظمة تسمى بـ الوضع النهائي: دولتان وشعبان (...) حيث تناقش قضايا القدس والحدود وعودة اللاجئين والمستوطنات منذ البداية وبلا شروط مسبقة .
وبين ان الدول العربية المعتدلة وبشكل خاص الاردن تستطيع ان تعلب دورا رئيسيا في انابوليس والاردن على وجه الخصوص كونه يتمتع بالثقة من الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي.
وقال الممثل الاقليمي لبرنامج الشرق الادنى والاوسط في مؤسسة كونراد هاردي اوستري انه في هذا المؤتمر لابد من الانطلاق من فرضية بسيطة وهي اننا جميعا معرضين لمواجهة تحديات كبيرة في المديين القريب والبعيد اذا لم تنخرط الدول العربية اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا في عملية الجارية في انحاء العالم .
واشارالى ان مؤسسة كونراد التي تعمل في الاردن والمنطقة من اكثر من 25 عاما لانها فقط لا تبحث عن التحديات المشتركة بل عن سبل مواجهتها معا والقناعة بان أي تغيير ايجابي في العالم العربي ينعكس بشكل مباشر على اروروبا والمانيا.
ويهدف المؤتمر الذي يستمر يومين بمشاركة خبراء عرب واجانب الى مناقشة لتحديات الدولية التي تواجه النمو الاقتصادي والمخاطر التي تهدد البيئة والطاقة والتعليم وصولا الى تشكيل حلول استراتيجية للعالم العربي في هذا المجال.