متى يتحدث هشام طلعت مصطفى؟!.
متى يتحدث هشام طلعت مصطفى؟!.. رغم الحكم عليه بالإعدام ظل صامتا ورفض الحديث خلال محاكمته وفقد 18 كغم من وزنه!!
- مذكرات الطعن ستقدم لمحكمة النقض قبل24 أغسطس
- هشام طلعت قرأ حيثيات الحكم ويراجع مع أبو شقة التفاصيل القانونية
- لديه ثقة كاملة في القضاء ويرفض التطاول على قنصوة
- هالة عبدالله زوجة هشام تراه دائما ولا تتحدث نهائيا للإعلام
على مدي11 شهرا لم ينطق هشام طلعت مصطفي سوي بأربع كلمات حسبي الله ونعم الوكيل وكان هذا في بداية جلسات محاكمته عندما سأله القاضي قنصوة: عايز تقول حاجة يا هشام فأجاب بهذه الكلمات فقط أمام وسائل الإعلام ولم يتحدث الرجل المحكوم عليه بالإعدام حتى اليوم لا في المحاكمة ولا داخل السجن برغم الكثير من الطلبات التي انهالت على النائب العام لكي يسمح بالحوار معه..
وحتى الآن مازال صاحب الصيت والمال والنفوذ صامتا مثل أبو الهول وهذا ما يحسب له وليس عليه فكل أحاديثه مع أسرته ودفاعه فقط.. ومن خلف الأسوار يريد التحدث مثل غيره من المحكوم عليهم. اليوم يمر عام كامل على كشف المتهم الأول محسن السكري والإعلان من جانب شرطة دبي بأنه مرتكب جريمة قتل سوزان تميم, وكان هذا اليوم الذي سقط فيه السكري في قبضته الأمن المصري هو البداية لواحدة من القضايا التي حظيت باهتمام إعلامي مصري وعربي غير مسبوق مع ظهور اسم رجل الأعمال هشام طلعت بأن له دورا في تلك القضية,
ومع الإحالة الي المحاكمة في2 سبتمبر2008 وبدء المحاكمات وصدور الحكم وإيداع الحيثيات مازالت القضية تحتل الصدارة في المتابعة وأية اخبار حتى لو مفبركة تقرأ على نطاق واسع, لم يكن أي شخص يتخيل أسوأ من السيناريو الذي يعيشه هشام طلعت خلف الأسوار, ولا أحد يعرف ما بداخله من اسرار سوي زوجته السيدة هالة عبدالله فهي القريبة منه والتي تتردد عليه بصفة مستمرة.. وربما كان لجوؤه إلي الله هو تعبير لما يدور بداخله, لكنه لم يذهب لإلقاء الاتهامات على هذا وذاك ولم يطعن في القضاء بل لديه قناعة بأن الحق سيظهر في محكمة النقض.
ولم يكن راضيا عما حدث من نقد عنيف للقاضي قنصوه فطوال تاريخه يحترم القضاء ولم تكن له خصومة مع أي منهم, وهو ما دفعه لكي يعيد التفكير في الاختيار لتشكيل هيئة دفاع بجانب محامييه الأصليين, الذين يقتربون يوميا من هشام طلعت في السجن وهو يرتدي بذلته الحمراء, يؤكد لهم أن ما يحدث له من محنة هو ابتلاء من الله, فهو يراجع بنفسه كل شيء ويقرأ حيثيات الحكم ويؤشر على ما يراه في صالحه خلال كتابة النقض, وعلى مدي الأيام الماضية تعددت زيارات المحامي المخضرم بهاء الدين أبو شقة ونجله الدكتور محمد وكانا يناقشان طلعت في محبسه في كل شيء يتعلق بمذكرات الطعن بالنقض.
الطعن بالنقض
قبل يوم24 من هذا الشهر سيكون فريق الدفاع قد قدم مذكرتي الطعن بالنقض على الحكم الصادر ضد طلعت بالإعدام, لتبدأ مرحلة جديدة ولتفصل المحكمة في الحكم سواء بالبطلان, وبالتالي إعادة المحاكمة أو تأييد الحكم وهنا يصبح باتا وواجب النفاذ ومثل هذا النوع من القضايا يتم إيداع المذكرات الموقعة من المحامين بشرط أن يكونوا مقبولين لدي النقض, وذلك خلال المدة التي تنتهي يوم8/24 ليكتمل الموعد القانوني وهو60 يوما من صدور الحكم وفي حالة عدم تقديم المذكرات في هذا الموعد تكون المذكرات غير مقبولة شكلا ولاينظر إلي أي اسباب,
وتأخذ المذكرات رقم طعن وتقيد في جدول الطعون ثم يحدد لها جلسة لنظر الطعن ويكون السكري وطلعت حاضرين خلال نظر الطعن لكن عدم حضورهما لايمنع من الفصل في الدعوي ولايترتب عليه أي بطلان, لأن الأصل في النقض هو عدم الحضور للمتهم من محبسه, وفي المدة بين تحديد الجلسة وبدايتها تتولي نيابة النقض بحث المذكرتين وترد فيهما على كل نقطة أثيرت, وتنتهي بقبول الطعن أو رفضه ومهمة نيابة النقض في هذه الحالة معاونة المحكمة وليس إلزامها بأي رأي يصدر منها.
وتأتي المرحلة الأهم وهي الجلسة التي تصدر فيها محكمة النقض حكمها في الطعن المقدم, وهنا تكون المحاكمة للحكم الصادر ولاتتم أمامها مرافعات شفوية مثل محكمة الموضوع التي أصدرت الحكم ولاتستمع الي مرافعات من الدفاع, لكن على سبيل الاستثناء يمكنها السماح للدفاع بشرح نقطة ما بهدف توضيحها فقط, ولايوجد في القانون تحديد الوقت الذي تلتزم فيه محكمة النقض للفصل في الطعن, ولكن ولخصوصية الدعوي ولأمرين يتعلقان بها1) العرف في قضايا الاعدام بأن لها الأولوية في سرعة نظر الطعون لغلظة العقوبة وحتى لاتعلق لفترة طويلة وما أحاط بالقضية من سرعة بداية من التصرف فيها من جانب النيابة وجلسات المحاكمة وتواليها وتحديد أدوار استثنائية للانتهاء من الفصل فيها كل هذا يستدعي ان تسير محكمة النقض بذات القفزات لكي تصدر حكمها.
التركيز من الدفاع
يحرص دفاع هشام طلعت في هذه المرحلة على كتابة مذكرتي الطعن ويرفض أبو شقة ونجله الحديث لوسائل الأعلام على الرغم من قيام البعض بنسب تصريحات إليهما, ولم تكن قد صدرت منهما لحرصهما الشديد هذه الأيام في التركيز لكتابة الطعن, والذي يحتاج الي خبرة لمعرفة الثغرات التي يمكن الاستناد إليها لكي تكون دافعا تراه محكمة النقض مقبولا أمامها يقتضي نقض الحكم وإعادة المحاكمة, ويبدو أن ثمة تفاؤلا في هذا الشأن ووضع الدفاع يده على العديد من هذه الأمور والتي يرفض الحديث عنها قبل إيداع المذكرات لدي محكمة النقض,
ولم يكن هشام طلعت بعيدا عن رؤية دفاعه بل يتناقش معهما في كل كبيرة وصغيرة فهو لايريد أن يترك المرحلة الأهم في حياته وهي تحسين موقفه القانوني في ظل الحكم الصادر ضده, والحيثيات التي كتبت من محكمة متمكنة من أوجه القانون واصدار الاحكام وتسبيبها, لكن الغريب في الأمر ما جاء في تلك الحيثيات والمثبت في جلسات المحاكمة من استناد المحكمة للطلبات التي قدمها بعض اعضاء الدفاع لكي تقيم الدليل على السكري وهشام طلعت بداية من طلب سماع شهادة الدكتورة فريدة الشمالي وتولي المحكمة استجوابها وطلب ضابط الإنتربول المصري سمير سعد والذي ذكر في النيابة ضبطه للمتهم الأول السكري دون تفاصيل
ولكن عند شهادته أمام المحكمة تحدث عن اعترافات السكري له, وبالتالي تأييد ماجاء على لسانه في تحقيقات النيابة وهو ماتم تسجيله في محاضر الجلسات, والأخطر من ذلك شهادة الطبيب الشرعي حازم متولي والذي طلب ايضا من جانب الدفاع وفي مثل هذه الأمور والمنازعات القانونية حول ملابسات وظروف وتاريخ الوفاة تتم فيها المناقشة بالطريقة التي تهز وجدان المحكمة مما يجعلها تكون عقيدة الإدانة أو البراءة, وماحدث خلال هذه المراحل الطويلة والجلسات المتعاقبه والتي شملت طلب شرائط الفيديو الخاصة بالسكري وتنقلاته في دبي, وظلت المحكمة تؤجل جلستين لكي تأتي هذه الشرائط والتي أصر عليها الدفاع,
وأثبتت المحكمة في الجلسات عندما عرضت صور الفيديو أنها شاهدت المتهم الأول من نزوله من فندق الواحه ودخوله الي برج الرمال وخروجه من البرج ودخوله ثانية فندق الواحه بملابس أخري وخروجه في طريقه الي المطار وحتى دخوله مطار دبي, كما سجلت المحكمة ما شاهدته أمامها من صور وعلى مدي27 جلسة كاملة لم تجد المحكمة أيه منازعات أو ما يفند ماتراه أمامها أو تسمعه من شهادات هؤلاء الشهود أو مشاهد الفيديو والتي طلبها الدفاع وكانت هي وراء تكوين العقيدة وتأييد ما أستقر في وجدانها من حكم الإعدام.
وحسب فقهاء في القانون, فإن الدفاع عندما يطلب شيئا من المحكمة ويصر عليه ويتم الاستجابة له ففي هذه الحالة على الدفاع أن تكون لديه الأسباب لطلبه ويفتح الثغرات القانونية التي تدفع المحكمة لتتجاوب معه خلال مناقشته لمن جاءوا مثلما حدث في تلك القضية, وحسب هؤلاء الفقهاء: فالدفاع لم يتمكن من إقناع المحكمة.
هشام والعدالة
سيظل هشام طلعت مصطفي ينتظر طوال الفترة المقبلة لحين الفصل في طلبه. لكنه مازال متمسكا بالأمل والذي لم يفقده برغم الحكم والذي يقضي عقوبته حاليا, ووضعه في السجن لايختلف كثيرا عن خارجه سوي الحرية فهو قليل الكلام, لايتحدث مع أحد من المسجونين ونادرا ما يجلس مع بعضهم, ولا علاقة له بأي من المحبوسين من الجماعة المحظورة ولم يلتق بأي منهم طيلة فترة حبسه, فهو يعرف مدي خطورة ذلك فلم يغير قناعاته, ولم يتخذ مواقف عدائية من أحد حتى ممن وقفوا ضده
ويكفي ما يتعرض له من فبركة إعلامية وصحفية وآخرها مانشر قبل يومين من تورط ضابط شرطة برتبة لواء في التخطيط لتهريب هشام طلعت من السجن ومثل هذا الخبر لايحتاج الي نفي من أحد, فالحراسة على هشام والسكري24 ساعة وحتى الزيارات يوجد فيها ضابط السجن والذي يراقب ويتابع ما يحدث أمام عينيه ولا يحتاج أيضا هشام طلعت للهروب من السجن,
فإلي أين سيذهب فهذه أمور ساذجة ولن تحدث فكان يستطيع ألا يعود من خارج مصر عندما كان في سويسرا وعاد ليثبت براءته وظهر في التليفزيون المصري مرتين صباحا ومساء, وفي كل مرة كان يعتقد أن هناك من أوقعه في هذه الورطة, لكنه لم يقدم الدليل لكي يقنع المحكمة بالبراءة وعدم المساعدة, ولا التحريض على القتل, وعند إحالته للمفتي لم يصدق وكل ما فعله فور عودته للسجن أن صلي ركعتين, فلديه الاحساس بالكابوس مثلما يسيطر على نحو100 الف موظف يعملون في شركات طلعت وهو يعتبر كل هؤلاء يعملون معه ولا يعملون لديه, والفارق بين المعنيين كبير, هشام طلعت يتحدث مع نفسه والمقربين منه حول الحكم
ووجه الغرابة التي يبديها أن المحكمة لم تأخذ بما قدم إليها من مستندات ومنها قصة تأشيرة لندن والخطاب الذي أرسلته السفارة البريطانية في القاهرة وما أرسلته شركة الإماراتية, وما أرسله الوليد بن طلال, هو الذي يتساءل عن الأسباب وكأنه يقول البراءة ستأتي, ويظل هشام خلف الأسوار يتابع ما يدور في العالم من خلال الصحف اليومية والتي يحرص على قراءتها كل صباح ويقرأ الكثير من الكتب الخاصة بالمال والأعمال وربما هذا ما يطلبه فقط من زواره ان يزودوه بتلك الكتب, وطيلة الشهور الماضية فقد نحو18 كيلو جراما من وزنه,
وعادت له آلام الظهر ولم يقيم الدنيا صخبا مثل آخرين الذين كانوا ينقلون أخبارهم لكل وسائل الإعلام انتهاء بالبيت الأبيض حتى لو أصيبوا بـ الواوا هناك فارق كبير بين من يريد تشويه صورة النظام وادعاء البطولات المزيفة ومن يترك أمره لله وحده.
لا يراهن هشام طلعت على أحد فلم يجد مساندة أو دعما وربما الكل تركوه يدافع عن نفسه وببريء ساحته بنفسه, فالأمر يخص القضاء ومن هنا لا فارق بين الأشخاص أمام العدالة فالكل سواء, ولم يلق الرجل أية مجاملات حتى الزيارات تتم وفقا للوائح السجن والحصول على موافقة النائب العام, طيله عام كامل لم تكن له طلبات من مسئولي السجن ولم يرتكب مخالفة واحدة, فهو ملتزم بقواعد التريض ومواعيد الزيارات وما يدخل إليه في السجن كلها من المسموحات والتي تدخل لغيره من السجناء, لم يكن على رأسه ريشة كما حاول البعض أن يصور وضعه في السجن.
ثقته كبيرة في العدالة حتى الذين حكموا عليه بالإعدام وهؤلاء الذين سينظرون الطعنين اللذين سيقدمان الي محكمة النقض وخلال الزيارات التي تقوم بها زوجته وأسرته يبدو أن هالة عبدالله هي التي يحكي لها هشام طلعت عن كل شيء وهي بالتالي تحدثه عن أي شيء يمسه أو يقترن باسمه, لكنه مازال صامتا ولم يتحدث وربما يأتي الوقت الذي يدافع فيه عن نفسه, أما الرأي العام فهو يحاكم مرتين إحداهما أمام سدنة العدالة, والأخري أمام الملايين من الناس في مصر وخارجها,
وهم الذين يتمني الحديث لهم لكنه مطلب سيظل في حوزة النائب العام المحترم عبد المجيد محمود وهو صاحب القول الفصل ـ في مسألة متي يتحدث هشام طلعت! وحتى أسرته لاتريد الحديث مع وسائل الإعلام, فجميعهم يصمتون فهم لايريدون الدخول في معارك إعلامية وكل جهدهم يصب في مسألة نقض الحكم ثم تبدأ المرحلة التالية.
المصدر : الحقيقة الدولية – الاهرام 8.8.2009
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الدراوشه
المفضلات