بحسب مسؤولين اسرائيليين ومن الامم المتحدة وحزب الله، فان الميليشيا الشيعية الاسلامية اقوى مما كانت عليه عام 2006، عندما واجهت الجيش الاسرائيلي في حرب اسفرت عن مقتل 1191 مدنيا لبنانيا و43 اسرائيليا.
ويملك حزب الله ما يصل الى 40000 صاروخ ويقوم بتدريب قواته على استخدام صواريخ من نوع ارض- ارض يمكنها تحدي الهيمنة الاسرائيلية على الأجواء فوق لبنان.
وصرح البريغادير جنرال الون فريدمان، نائب رئيس القيادة الشمالية الاسرائيلية، لصحيفة "ذي تايمز" من مقره المشرف على الحدود الاسرائيلية- اللبنانية بأن سلام السنوات الثلاث الماضية "يمكن ان ينفجر في اية لحظة".
وترجع مخاوفه جزئيا الى التهديدات الصادرة عن قيادة حزب الله. وكان الأمين العام لحزب الله اللبناني الشيخ حسن نصرالله قد حذر الشهر الماضي من انه اذا تم قصف ضاحية بيروت الجنوبية مثلما حدث في الحرب الأخيرة، فانه سيرد بضرب تل ابيب، كبرى المدن الاسرائيلية.
وقال نصرالله: "لقد غيرنا المعادلة التي كانت قائمة في الماضي. الآن الضاحية الجنوبية هي مقابل تل ابيب، وليس بيروت مقابل تل ابيب".
وتتم اعادة تزود حزب الله بالأسلحة باسم المقاومة ضد اسرائيل. ولكن من المرجح ان السبب الحقيقي يتعلق أكثر بحليفتها ايران. واذا ما نفذت اسرائيل تهديدها بمهاجمة منشآت ايران النووية، فان الانتقام الرئيسي من المرجح ان يأتي من حزب الله في لبنان.
وأجمعت كافة الأطراف على ان التهديد لم يكن مجرد خدعة. وفي الشهر الماضي، اكتشف نطاق التعزيزات العسكرية لحزب الله في اعقاب انفجار في معقل للذخائر بقرية خربة سلم، على بعد 12 ميلا من الحدود الاسرائيلية.
واظهرت صور استطلاع حصلت عليها "ذي تايمز" مقاتلين من حزب الله يحاولون انقاذ صواريخ وذخائر من الموقع. ووضعت عراقيل في طريق وصول قوات "يونيفيل" للتحقيق.
وأبلغ ألان لي روي، رئيس عمليات قوة حفظ السلام الدولية، مجلس الامن الشهر الماضي بان الانفجار يعادل خرقا خطيرا لقرار مجلس الأمن رقم 1701، الذي فرض وقفا لاطلاق النار وحظرا على الأسلحة بعد الحرب.
وقال لي روي: "عدد من المؤشرات تقترح ان المخزن يعود لحزب الله، على خلاف اكتشافات سابقة من جانب اليونيفيل والقوات اللبنانية لأسلحة وذخائر، لم يتم التخلي عنها وانما الاحتفاظ بها بشكل نشط".
ومن المقرر ان يجدد مجلس الامن تفويض "يونيفيل" هذا الشهر، وتضغط اسرائيل من اجل ان يظهر جنود حفظ السلام حزما اكبر في منع حزب الله ومجموعات مسلحة اخرى من التسلل الى المنطقة التي تحرسها الأمم المتحدة جنوبي نهر الليطاني.
وكان حزب الله، الذي تسلحه وتدربه وتموله ايران، يشارك في جهود للتجنيد والتدريب واعادة التسلح منذ نهاية حرب عام 2006. وعلى الرغم من ان التدريب الاساسي على استخدام الاسلحة يتم في معسكرات في الجبال المحيطة بوادي البقاع، فان دورات متخصصة تعقد في ايران. وكان مئات من المقاتلين قد سافروا الى ايران منذ عام 2006 لتعلم كيفية صنع القنابل واستخدام الصواريخ المضادة للدبابات والقنص واطلاق الصواريخ.
وقال حسام، وهو مقاتل عمره 33 عاما انضم الى حزب الله عام 1987 ككشاف: "ان الحرب ستأتي لا محالة. واسرائيل لن تتركنا وشأننا ابدا".
وقالت مصادر عسكرية مقربة من حزب الله ان المجموعة تريد زيادة عدد وفعالية انظمة دفاعها الجوي. ويعتقد ان حزب الله اشترى عددا كبيرا من صواريخ "اس ايه 18" التي تطلق عن الكتف والتي يمكن ان تشكل تهديدا للمروحيات الاسرائيلية والطائرات التحلق على ارتفاع منخفض. وصرحت مصادر استخبارية غربية لصحيفة "ذي تايمز" بأن مقاتلي حزب الله كانوا يتلقون تدريبات في سوريا على منظومة "اس ايه 18". ويتم اطلاق صواريخ "اس ايه 18" الموجهة بالرادار من مركبات تعقب ويصل مداها الأقصى الى 36000 قدم (11000 متر)، وهو ما يشكل تهديدا جديا. وتستخدم الطائرات والطائرات بدون طيار الاسرائيلية المجال الجوي اللبناني بصورة شبه يومية. وقالت اسرائيل ان الطلعات الجوية ضرورية لاغراض الاستطلاع، على الرغم من ان الأمم المتحدة تعتبرها انتهاكات للقرار 1701.
وقالت اسرائيل ان امتلاك حزب الله لصواريخ متطورة مضادة للطائرات قد يستدعي ردا عسكريا لتدمير المنظومات. وقلت المصادر ان تحذيرات اسرائيلية نقلت الى سوريا يبدو انها ثبطت ادخال منظومة "اس ايه 18" الى لبنان. وتزعم اسرائيل ان حزب الله ضاعف عدد صواريخه من نوع ارض- ارض ثلاثة اضعاف منذ عام 2006، الى حوالي 40000 صاروخ.
وقال داني ايلون، نائب وزير الخارجية الاسرائيلي: "حزب الله لم يقم فقط باستبدال الذخائر، بل طور صواريخه ايضا. انهم يتباهون الآن بأن بوسعهم ضرب تل ابيب".
وبحسب مصادر استخبارية غربية، فان حزب اله يأمل في تسلم نسخة متطورة من صاروخ "فاتح-110" المصنوع في ايران، والذي يمكنه حمل رأس حربي بزنة 1100 رطل (500 كيلو غرام) لمسافة تزيد على 125 ميلا (200 كيلومتر).
ورفض مسؤولون في حزب الله تقديم تفاصيل عن تعزيزاتهم العسكرية ولكنهم لم ينفوا انهم يستعدون لحرب اخرى.
وقال الشيخ نعيم قاسم، نائب الامين العام لحزب الله، في مقابلة مع "ذي تايمز": "حزب الله اليوم في وضع افضل مما كان عليه في تموز/يوليو 2006. واذا ظن الاسرائيليون انهم يستطيعون الحاق مزيد من الأذى بنا، فانهم يعلمون ان باستطاعتنا ايضا الحاق قدر اكبر من الأذى بهم".
رد مع اقتباس
يعطيك العافية
المفضلات