السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احبتي بالله: مضت علينا سنة كاملة مليئة بالذنوب والخطايا وها نحن في شهر شعبان... نحتاج إلى وقفة محاسبة للنفس ... ومحطة للتزود قبل شهر رمضان . فأول خطوة يجب أن نقوم بها .
* الاعتراف بالخطأ والإقرار بالذنوب والمعاصي والتخلص من الكبر. والذل والانكسار . فإن الكبر يمنعك من الاعتراف بالخطأ .
* التخلص من العجب فإن إعجابك بنفسك يمنعك من رؤية عيوبك . يقول بن القيم في منزلة المحاسبة في المدارج / وقال أبو مدين ومتى رضيت نفسك وعملك لله فأعلم أنه عنك غير راضيٍ ومن عرف ربه وعرف نفسه أن له أنَّ يرضى بعمل لله . الذي يعرف عظمة الله ويقدر الله يستحي من عمله كيف يرفع لهذا العظيم خصوصاً إذا عرف نفسه وعجزها وضعفها وإساءتها وضياعها ... قال أحدهم / والله إني لأخرج من الصلاة وأنا أشد حياءً ممن قام عن الزنا أهذه صلاة تعرض على ربي .
وبعد هذه الوقفة للمحاسبة نأتي للعمل ولابد أن يكون البدء به فوري وعدم التسويف بـسوف أتوب في رمضان ... لما يبدأ رمضان سأعمل كذا وكذا ... إياك وعقدة التأخير فالمرء لا يعلم المرء هل سيعيش إلى أن يبلغ رمضان . وقد يأتيه في رمضان من الظروف أو المشاغل ما يحرمه من ما يود القيام به من طاعات لذا أعزم النية على البدء من اليوم قبل الغد .
* لابد التسلح بعدة الصبر وأحذر من أعداء الصبر الثلاث وهي الوهن والضعف والاستكانة . والوهن هو حب الدنيا وكراهية الموت ولو سألت أي شخص لماذا تكره الموت . لقال لك : أريد أن أتوب أولاً . وإذا قلت له : تب الآن قال : أخاف أن الله لا يقبل توبتي . نقول له : أصدق النية والله يقبل توبتك .
وبعدها نأتي لخطة العمل والإستعداد لرمضان
* خصص لك وقت لقراءة كل ما يخص شهر رمضان من فقه وعبادات وأمور تعينك للإستعداد لرمضان .
* أحرص على عمل الطاعات والتدرج بها . من قيام ليل وقراءة قرآن وصيام حتى إذا جاء رمضان زدت من عباداتك وتعودت نفسك على الطاعات ولم تستثقلها . فأغلب الناس يغفل عن شعبان كونه يمثل قوة دافعة وتأهيل للمزيد من الطاعات لرمضان . فعن أُسَامَة بْن زَيْدٍ رضي الله عنهما قَالَ : قُلْت : يَا رَسُول اللَّه ، لَمْ أَرَك تَصُومُ مِنْ شَهْر مِنْ الشُّهُور مَا تَصُوم مِنْ شَعْبَان , قَالَ :" ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاس عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَان , وَهُوَ شَهْر تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَال إِلَى رَبّ الْعَالَمِينَ ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ"
* عود لسانك على كثرة ذكر الله قال تعالى ( والذاكرين الله كثيراً والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجراً عظيماً ) وأكثر من الإستغفار . كان الرسول صلى الله عليه وسلم يستغفر الله في المجلس الواحد سبعين مرة، وفي رواية: مائة مرة.
قالت عائشة رضي الله عنها: ( طوبى لمن وجد في صحيفته استغفاراً كثيراً )
قال قتادة: ( داؤكم الذنوب، ودوائكم الاستغفار)
* قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " العبادة في الهرْج كالهجرة إلي " > أي العبادة في زمن الفتنة * لأن الناس يتبعون أهواءهم فيكون المتمسك يقوم بعمل شاق . فما أعظمه من اجر تناله في شهر شعبان وأنت منشغل في العبادة وغيرك مشغول بالدنيا بفتنها .
* يجب الحرص على إخفاء عملنا عن الآخرين حتى تكون العبادة سر بيننا وبين الله وتكون خالصةً من الرياء .
* وختاماً أعلم أن رمضان سوق سيقام ثم سينفض ، ربح فيه من ربح وخسر فيه من خسر . فلنعد العدة على أن نجعل شعارنا أن نكون الفائزين في رمضان .
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الاسطورة
المفضلات