يحلمون بكلمة "بابا".. احتدام الجدل فلسطينياً.
يحلمون بكلمة "بابا".. احتدام الجدل فلسطينياً.. تهريب نطف الأسرى للتلقيح الاصطناعي بين القبول والرفض
الحقيقة الدولية - غزة-علي البطة
فجر إعلان مؤسسة حقوقية مهتمة بالدفاع عن المعتقلين الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية محاولة تهريب نطف من ستة معتقلين لـ"تلقيحها اصطناعياً" في أرحام زوجاتهم موجةً من الخلافات الفقهية والسياسية في الشارع الفلسطيني بين أنصار الفكرة ومعارضيها .
وكشف موفق حميد المسئول في جمعية الأسرى والمحررين عن ست محاولات لتهريب نطف من معتقلين فلسطينيين في سجون إسرائيلية في الآونة الأخيرة لزرعها في أرحام زوجاتهم لإنجاب أطفال، خصوصاً لمن يقضي فترة طويلة من الاعتقال في السجون.
ويقول حميد : إن جمعيته التي تضم في عضويتها الآلاف من الأسرى الفلسطينيين المحررين من السجون الاسرائيلية : تؤيد فكرة النطف ، مشدداً على أنهم مستعدون لـمساعدة زوجات الأسرى للخروج من باب شائعات الـمجتمع وترتيب إجراءات معينة.
ويلفت الى ضرورة وجود شهود عدل عند إخراج هذه النطف من الـمعتقل كي لا تقع الزوجة في الشبهات، ويفضل أن يكون هناك شهود من أهل الزوجة والزوج .
وتجنب كثيرون من أطباء النساء في غزة التعليق على نجاح فكرة التلقيح الاصطناعي لزوجات المعتقلين بتهريب النطف مراعاة للحالة الإنسانية للمعتقل وزوجته وأهله.
وقال استشاري نساء وولادة فضل عدم ذكر اسمه: إن تهريب النطف ليس سهلاً بالصورة المتخيلة لدى الناس، وإجراء عملية التلقيح الاصطناعي أيضاً ليست بهذه السهولة المتصورة، وكذلك نجاح العملية ليس مضموناً.
ويقول الاستشاري : إن نجاح عملية التلقيح لا يتم من المرة الأولى ، وتحتاج عملية التلقيح تكرارها عدة مرات تصل الى خمس مرات ، وهو ما يشكل إرهاق جسدي ونفسي لكل أطراف العملية ، فضلاً عن تكاليف العملية المالية المرتفعة جداً.
ويشير الى أنه من بين حالات التلقيح الاصطناعي تنجح العمليات بنسبة تتراوح من "20-25%" من بين الملقحين ، وهي نسبة غير كبيرة بين الطلقاء الأصحاء ، فكيف بالمعتقلين الذين يعانون أوضاعاً صحياً متدهورة جراء الإجراءات الاسرائيلية القاسية التي تهدف الى تدمير صحة المعتقل داخل السجن .
ويرفض البرلماني يونس الأسطل أستاذ الشريعة في الجامعة الإسلامية بغزة الفكرة ، ويقول :"لا نبيح الفكرة لعدم ضمان وصول هذه النطف لأصحابها" فضلاً عما يترتب عليه من مفاسد اجتماعية وأخلاقية.
وينفي تماثل عملية التلقيح في حالة المعتقل مع حالة التلقيح بوجود الزوج " لو كان الزوجان في الخارج فعملية الزراعة بوجود ضمانات من الزوج نفسه، وفي حياته إلى الزوجة فـ"الأصل الجواز"، لكن داخل السجن إذا توفرت فاليهود ممكن أن يتلاعبوا في مسائل النطف.
وأوضح أنه يترتب على ذلك مخاطر اجتماعية كأن تحمل الزوجة في غياب زوجها، ويصبح عليها ألف علامة استفهام، وبناءً عليه ولسد ذريعة الفساد الاجتماعي "لا نبيح الفكرة".
ويشدد الاسطل على خطورة النطف المهربة " تكون المفاسد الاجتماعية أشد في حالة تهريب النطف " ، فلو كانت بطريقة رسمية يعلم الجميع أنها خرجت من السجن، واستلمت عن طريق المستشفى وبكل الإجراءات الرسمية، هذا يكون أخف أما أن تخرج بطريقة سرية فتحمل الزوجة تكون المشكلة اكبر، وعليه هذا الموضوع مرفوض كلياً وهو باب مغلق لما يترتب عليه من مفاسد كثيرة.
ويميل الشيخ حسن الجوجو رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي في قطاع غزة الى تأييد نقل النطف للتلقيح الاصطناعي عبر تهريبها من داخل السجون الاسرائيلية من جانب أسري وسياسي أكثر منه فقهي .
ويقول الجوجو : هناك المئات من المعتقلين في السجون لسنوات طويلة جداً ، وهناك من قضى سنوات طويلة ، ويحلم بولد يخلفه بعد الممات ، فلماذا نحرم هؤلاء من تحقيق حلم الإنجاب عبر تهريب النطف طالما أنها تتم وفق قواعد صارمة جداً.
المصدر : الحقيقة الدولية - غزة-علي البطة- 20.7.2009
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الدراوشه
المفضلات