احباب الاردن التعليمي

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 19

الموضوع: دموع في حياة رسولنا الكريم

  1. #1
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Sat Nov 2008
    العمر
    33
    المشاركات
    8,313
    معدل تقييم المستوى
    24

    دموع في حياة رسولنا الكريم

    [COLOR="Purple"]
    البكاء نعمة عظيمة امتنّ الله بها على عباده


    قال تعالى : { وأنه هو أضحك وأبكى } النجم 43

    فبه تحصل المواساة للمحزون والتسلية للمصاب والمتنفّس من هموم الحياة ومتاعبها .
    ويمثّل البكاء مشهداً من مشاهد الإنسانية عند رسول الله حين


    كانت تمرّ به المواقف المختلفة ، فتهتزّ لأجلها مشاعره ، وتفيض منها عيناه ، ويخفق معها فؤاده الطاهر .


    ودموع النبي لم يكن سببها الحزن والألم فحسب ، ولكن لها دوافع أخرى كالرحمة والشفقة على الآخرين ، والشوق والمحبّة ، وفوق ذلك كلّه : الخوف والخشية من الله سبحانه وتعالى .


    فها هي العبرات قد سالت على خدّ النبي صلى الله عليه وسلم شاهدةً بتعظيمة ربّه وتوقيره لمولاه ، وهيبته من جلاله ، عندما كان يقف بين يديه يناجيه ويبكي ، ويصف أحد الصحابة ذلك


    المشهد فيقول : " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي صدره أزيزٌ كأزيز المرجل من البكاء – وهو الصوت الذي يصدره الوعاء عند غليانه - " رواه النسائي .





    وتروي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها موقفاً آخر فتقول :
    " قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلةً من الليالي فقال : ( يا عائشة ذريني أتعبد لربي ) ، فتطهّر ثم قام يصلي ، فلم يزل يبكي حتى بلّ حِجره ، ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بلّ لحيته ، ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بلّ الأرض ، وجاء بلال رضي الله عنه يؤذنه بالصلاة فلما رآه يبكي قال : يا رسول الله ، تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ فقال له :
    ( أفلا أكون عبداً شكوراً ؟ ) " رواه ابن حبّان .



    وسرعان ما كانت الدموع تتقاطر من عينيه إذا سمع القرآن ، روى لنا ذلك عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فقال : " قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : ( اقرأ عليّ ) قلت : يا رسول الله ، أقرأ عليك وعليك أنزل ؟ ، فقال : ( نعم ) ، فقرأت سورة النساء حتى أتيت إلى هذه الآية :
    { فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا } ( النساء : 41 ) فقال : ( حسبك الآن )
    فالتفتّ إليه ، فإذا عيناه تذرفان " ، رواه البخاري .





    كما بكى النبي صلى الله عليه وسلم اعتباراً بمصير الإنسان بعد موته ، فعن البراء بن عازب ضي الله عنه قال :
    " كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة ، فجلس على شفير القبر – أي طرفه - ، فبكى حتى بلّ الثرى ، ثم قال : ( يا إخواني لمثل هذا فأعدّوا ) رواه ابن ماجة ،
    وإنما كان بكاؤه عليه الصلاة والسلام بمثل هذه الشدّة لوقوفه على أهوال القبور وشدّتها ، ولذلك قال في موضعٍ آخر :
    ( لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ، ولبكيتم كثيراً ) متفق عليه .





    وبكى النبي صلى الله عليه وسلم رحمةً بأمّته وخوفاً عليها من عذاب الله ، كما في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه ، يوم قرأ قول الله عز وجل : { إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم }
    ( المائدة : 118 ) ،
    ثم رفع يديه وقال : ( اللهم أمتي أمتي ) وبكى .





    وفي غزوة بدر دمعت عينه صلى الله عليه وسلم خوفاً من أن يكون ذلك اللقاء مؤذناً بنهاية المؤمنين وهزيمتهم على يد أعدائهم ، كما جاء عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قوله :
    " ولقد رأيتنا وما فينا إلا نائم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرة يصلي ويبكي حتى أصبح " رواه أحمد .





    وفي ذات المعركة بكى النبي – صلى الله عليه وسلم - يوم جاءه العتاب الإلهي بسبب قبوله الفداء من الأسرى ، :
    { ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض } ( الأنفال : 67 ) حتى أشفق عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه من كثرة بكائه ولم تخلُ حياته صلى الله عليه وسلم من فراق قريبٍ أو حبيب ، كمثل أمه آمنة بنت وهب ، وزوجته خديجة رضي الله عنها
    وعمّه حمزة بن عبدالمطلب رضي الله عنه ، وولده إبراهيم عليه السلام ، أوفراق غيرهم من أصحابه ، فكانت عبراته شاهدة على مدى حزنه ولوعة قلبه .


    فعندما قُبض إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم بكى وقال :
    ( إن العين تدمع ، والقلب يحزن ، ولا نقول إلا ما يُرضي ربنا ، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون ) متفق عليه .




    ولما أراد النبي صلى الله عليه وسلم زيارة قبر أمه بكى بكاءً شديداً حتى أبكى من حوله ، ثم قال :
    ( زوروا القبور فإنها تذكر الموت ) رواه مسلم .




    ويوم أرسلت إليه إحدى بناته تخبره أن صبياً لها يوشك أن يموت لم يكن موقفه مجرد كلمات توصي بالصبر أو تقدّم العزاء ، ولكنها مشاعر إنسانية حرّكت القلوب وأثارت التساؤل ، خصوصاً
    في اللحظات التي رأى فيها النبي الصبي يلفظ أنفاسه الأخيرة ، وكان جوابه عن سرّ بكائه :
    ( هذه رحمة جعلها الله ، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء ) رواه مسلم



    ويذكر أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم لزيد وجعفر وعبد الله بن رواحة رضي الله عنه يوم مؤتة حيث قال عليه الصلاة والسلام :
    ( أخذ الراية زيد فأصيب ، ثم أخذ جعفر فأصيب ، ثم أخذ ابن رواحة فأصيب وعيناه تذرفان حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله ) رواه البخاري .





    ومن تلك المواقف النبوية نفهم أن البكاء ليس بالضرورة أن يكون مظهراً من مظاهر النقص ، ولا دليلاً على الضعف ، بل قد يكون علامةً على صدق الإحساس ويقظة القلب وقوّة العاطفة ، بشرط
    أن يكون هذا البكاء منضبطاً بالصبر ، وغير مصحوبٍ بالنياحة ، أو قول ما لا يرضاه الله تعالى

  2. #2
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Jun 2008
    الدولة
    صانعة رجال البواسل رجال الهيه المملكة الهاشمية
    المشاركات
    146,552
    معدل تقييم المستوى
    11586669

    جزاك الله خيرا اختي


  3. #3
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Jan 2009
    الدولة
    Under the protection of God
    المشاركات
    5,125
    معدل تقييم المستوى
    21
    الف شكر الح اختي الكريمة
    الله يعطيكي العافية
    احترامي

  4. #4
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Sat May 2007
    الدولة
    أم الدنيا وارض الكنانه
    العمر
    39
    المشاركات
    120,668
    معدل تقييم المستوى
    21474973

  5. #5
    الاداره
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2009
    الدولة
    الرايه الهاشميه حفظها الله
    المشاركات
    212,599
    معدل تقييم المستوى
    21475063
    يعطيك العافيه وتسلم ايدك
    ليس من الصعب ان تصنع الف صديق فى سنة
    لكن من الصعب ان تصنع صديقا لألف سنة
    يكفيني فخرا انني ابن الرايه الهاشميه

  6. #6
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Sat Nov 2008
    العمر
    33
    المشاركات
    8,313
    معدل تقييم المستوى
    24
    كل الشكر الكم على هاد المرور اللطيف

  7. #7
    Senior Member
    تاريخ التسجيل
    Sat Mar 2009
    الدولة
    الزرقاء
    العمر
    65
    المشاركات
    22,550
    معدل تقييم المستوى
    21474874
    ***وسرعان ما كانت الدموع تتقاطر من عينيه إذا سمع القرآن ، روى لنا ذلك عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فقال : " قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : ( اقرأ عليّ ) قلت : يا رسول الله ، أقرأ عليك وعليك أنزل ؟ ، فقال : ( نعم ) ، فقرأت سورة النساء حتى أتيت إلى هذه الآية :
    { فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا } ( النساء : 41 ) فقال : ( حسبك الآن )
    فالتفتّ إليه ، فإذا عيناه تذرفان " ، رواه البخاري .

    ***ويوم أرسلت إليه إحدى بناته تخبره أن صبياً لها يوشك أن يموت لم يكن موقفه مجرد كلمات توصي بالصبر أو تقدّم العزاء ، ولكنها مشاعر إنسانية حرّكت القلوب وأثارت التساؤل ، خصوصاً
    في اللحظات التي رأى فيها النبي الصبي يلفظ أنفاسه الأخيرة ، وكان جوابه عن سرّ بكائه :
    ( هذه رحمة جعلها الله ، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء ) رواه مسلم


    جزاكي الله كل الخير

    اللهم صلي وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

  8. #8
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Sat Nov 2008
    العمر
    33
    المشاركات
    8,313
    معدل تقييم المستوى
    24
    كل الشكر على المرور اللطيف

  9. #9
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Thu Jun 2009
    العمر
    31
    المشاركات
    2,962
    معدل تقييم المستوى
    17
    جزاك الله خيرا اختي

  10. #10
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Sat Nov 2008
    العمر
    33
    المشاركات
    8,313
    معدل تقييم المستوى
    24

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. فلاشات جميلة نتعرف من خلالها على حياة رسولنا الكريم
    بواسطة ناناة في المنتدى السيرة النبوية الشريفة
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 05-08-2011, 04:14 PM
  2. رسولنا الكريم في عيون غربية منصفة
    بواسطة الزعيم عيناوي في المنتدى المنتدى الاسلامي العام
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 26-01-2009, 06:33 PM
  3. رسولنا الكريم في راي الغرب الفهيم
    بواسطة سمو الأميرة في المنتدى المنتدى الاسلامي العام
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 25-03-2008, 10:29 PM
  4. عظمة رسولنا الكريم مع أطفال غير المسلمين
    بواسطة عطر الشوق في المنتدى السيرة النبوية الشريفة
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 24-11-2006, 10:59 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
معجبوا منتدي احباب الاردن على الفايسبوك