طالب مصابون بإنفلونزا الخنازير، وزارة الصحة بالعمل على تحسين مستوى الخدمات في قسم العزل الخاص بمستشفى الأمير حمزة، في وقت اعتبر فيه ذوو أطفال أصيبوا بالوباء العالمي أن القسم "غير مهيأ" لاستقبال فلذات أكبادهم الذين يلزمهم البقاء فيه سبعة أيام هي فترة العلاج.
ورغم توافقه مع متطلبات منظمة الصحة العالمية من ناحية الخدمات الطبية وما يتبعها من أمور فنية، إلا أن قسم العزل، الذي يتسع لـ52 سريرا أعد لاستقبال المرضى، يخلو من أية وسائل ترفيهية، ولا يتوفر فيه حتى جهاز تلفاز للترويح على المرضى، وخصوصا الأطفال، طوال مدة العلاج.
وفي الوقت نفسه، شكا مرضى وذووهم مما وصفوه بـ"تعامل جاف" من قبل بعض الكوادر الطبية والتمريضية العاملة في القسم وفي مراقبة أجهزة المسح الحراري المثبته في المطار.
إلى ذلك، اعتبرت والدة طفل مصاب بالمرض ويتلقى العلاج حاليا في مستشفى حمزة، أن "نظافة غرفة العزل دون المستوى والشراشف البيضاء لا يتم تغييرها باستمرار، فضلا عن تدني نوعية الطعام المقدم لطفلها بحسب ما يصفه الطبيب".
ودعت الوالدة، التي اكتشفت إصابة طفلها بالمرض بفضل الماسحة الحرارية في مطار الملك علياء الدولي التي رصدت ارتفاع حرارة جسمه أثناء عودته من أداء مناسك العمرة، الوزارة إلى تحسين مستوى الخدمات في القسم، والتنبه إلى أسلوب التعامل مع المرضى احتراما لإنسانيتهم.
ولا يختلف رأي والدة طفلة مصابة وتتلقى العلاج حاليا أيضا، عن موقف سابقتها. وقالت والدة الطفلة، التي كانت قادمة من الإمارات لقضاء إجازة الصيف بين صديقاتها وأقاربها إن "القسم بحاجة إلى اهتمام أكبر من قبل كادر المستشفى وبخاصة نظافة دورات المياه".
ولفتت إلى أن القسم "يفتقر أيضا إلى أي وسيلة ترفيهية مثل جهاز تلفاز يمكن الأطفال من مشاهدة برامج تثقيفية وحتى تعليمية أو ترفيهية".
وفي الوقت نفسه، لفت ذوو مصابين إلى "أهمية سماع أخبار العالم، وسط عزلة حقيقية يقضونها في القسم من دون حتى زيارات عائلية".
ووسط حر الصيف الشديد، يفتقر القسم كذلك إلى ثلاجة لتبريد المياه "كولار ماء"، بحسب ذوي مرضى.
وردا على ملاحظات المرضى وذويهم، أكد مدير الرعاية الصحية الأولية في الوزارة الدكتور عادل البلبيسي لـ "الغد" أن الوزارة "تتبع تعليمات منظمة الصحة العالمية لضبط العدوى بدقة، إذ يستوجب تنظيف قسم العزل كل ساعتين بالمطهرات وهذا ما يتبع فعليا على أرض الواقع".
وتعهد البلبيسي بأن تثبت الوزارة جهاز تلفاز في استراحة القسم لتمكين المرضى من قضاء أوقاتهم، خلال فترة العلاج على مدار أسبوع لحين تماثلهم للشفاء، رغم أنه "لا ينصح علميا بأن يختلط المصابون".
وقال إن الإرشادات العالمية لمكافحة المرض تحظر وضع "كولار ماء" في القسم، وذلك لضبط العدوى لا سيما وأن "كل مخالط قد يشرب من فوهة الحنفية" ما يهدد بانتشار المرض بدلا من مكافحته.
وبدلا من توفير ثلاجة تبريد للمياه، تعهد البلبيسي بأن تعمل المستشفى على توفير مياه صحية باستمرار للمرضى، بالإضافة إلى توفير المناديل الصحية اللازمة لهم باستمرار.
من جانب آخر، طالبت أسر المرضى وزارة الصحة بتنفيذ حملات توعية شاملة للمواطنين، توضح لهم طبيعة المرض وطرق انتقاله وأعراضه، خصوصا وأن النظرة المجتمعية للمرض ما تزال "سلبية".
ولفتوا إلى أهمية تدريب الأطباء والفنيين في غرفة الفحص في مطار الملكة علياء ومستشفى حمزة على آلية التعامل مع المرض والمريض.
رد مع اقتباس
المفضلات