فخامة البيت وحنو المكان ,وكلاسيكيات المطبخ
المنزل، المكان الأكثر راحة وأمانًا، يشبهنا ويظهر خفايا شخصيتنا، ولكن لكلٍّ منا ذوق مختلف بنكهة تميزه عن غيره.
هذا سبب كافٍ لعدم وجود أي قاعدة أساسية لترتيب وتزيين المنزل.عامة وللتماشي مع كل المناسبات وأغلب الأذواق يتم إدخال الطابع الرسمي الكلاسيكي على أغلب البيوت الكبيرة إن كان من الداخل أو الخارج.
منازل العديد من كبار مشاهير العالم تتمتع بكلاسيكية الذوق في بنيانها الخارجي حيث يطفو القرميد الأحمر على السطوح مكللا الرؤوس لتبدو أكثر فخامة، وتكسى الجدران بألوان فاتحة تطل منها نوافذ وأبواب واسعة أغمق أو أفتح بقليل متدرجة من نفس الطابع لتكمل المزيج.
أمّا من الداخل، فإن أهم السمات المميزة ترتكز على النوافذ والأثاث والأعمال الفنية والأرضيات.
و للزيادة من شأن المنزل، فإن نقطة تنسيق مركزي يجب ان تسرق النظر لأول وهلة، بإمكانها أن تكون قطعة أثاث فاخرة أو موقدة وسط اطول حائط أو حتى مشهد جميل من نافذة مطلة على حديقة.
ويعطي الطابع الكلاسيكي فخامة للمنزل، خاصة مع إضافة المرايا الكبيرة واللماعة التي تزيده رقي، إضافة إلى التفاصيل الأخرى مثل الثريات البلورية المتلألئة والشمعدانات العالية والأقمشة الفاخرة.
نعني بمكونات المطبخ الكلاسيكي، الخزائن والرفوف المصنوعة من الخشب ذي الطراز القديم بشكله المستوي وملمسه وخلوه من الزخرفة والنقوش وبألوانه وبتوزيع المقتنيات بداخله وتقسيم أجزائه وترتيب كل جزء على انفراد، فهناك زاوية أعدت لتناول الطعام وأخرى لإعداده وتسخر جميع الأجزاء لراحة أصحاب المنزل.
يتم ترتيب المطبخ الكلاسيكي من الأرضية وحتى السقف، إضافة إلى زاوية تناول الطعام، ونزيد من اهتمامنا بالخزائن وطريقة ترتيبها لنحصل على أكبر قدر من المساحات داخل هذا الجزء من المنزل، ونولي الأهمية للترتيب داخل هذه الخزائن لتستوعب أدوات المطبخ كاملةً.
ومن صفات المنزل الكلاسيكي ارتفاع السقف وما ينعكس على ذلك من ترتيبات وتموضع لمختلف المكونات، كمغسلة الأواني التي يجب أن تناسب ربة المنزل في طولها.
بعكس المطابخ العصرية، التي توضع فيها مغسلة الأواني وتوابعها تحت النافذة، فإنه في المطبخ الكلاسيكي يستقل هذا الجزء من المطبخ تماماً، وقد يتحول إلى فاصل بين أجزاء المطبخ الأخرى وزاوية تناول الطعام.
وتمتاز الخزائن بكونها مصنوعة من الخشب اللامع والطلاء الذي يأخذ اللون الخشبي نفسه.
ولا تغيب عن البال الصفات والعناصر الأخرى والتي تتجسد في التناغم الكبير بين مختلف المكونات الداخلية، بين الخزائن والسقف والمقعد والمسطبة والأرضية التي يجتمع فيها أكثر من لون واحد.
ويزداد الاهتمام بالزاوية المخصصة لتناول الطعام لتتحول إلى ما يشبه غرفة خاصة بهذا النشاط، فيجب أن تكون دافئة ومتمتعة بكافة الصفات التي تهيأ لتناول الطعام، وكذلك المفروشات من كراسي ومقاعد منجدة بطريقة تحقق الراحة والطاولة الدائرية، واختيار الألوان المتناقضة للأجزاء المختلفة في هذه الزاوية.
وقد نستفيد من الجدار لعمل خلفية منجدة بالإسفنج الضاغط لنحوله إلى مقعد يحيط بالطاولة من أحد الأطراف.
ويستفيد من الجزء العلوي للجدار في تحويله إلى خزائن وحجرات يمكن الاستفادة، منها في وضع تلفزيون صغير أو كتب ومجلات أو إكسسوارات منزلية.الألوان في هذا الجزء تستقر على الألوان الحيادية.
و غالبا ما يكون الأثاث والملحقات الداخلية في منزل ذي طابع كلاسيكي قديمة وثمينة ولكن في حال عدم توفر المبالغ المطلوبة وللمحافظة على هذا الطابع وقيمته يمكننا تنسيق الأثاث الموجود بدمج الألوان واستخدام الغامقة للأثاث والفاتحة للزينة مع تخفيض بسيط بالإضاءة الداخلية وتسليطها على اللوحات الموجودة لزيادتها اشراقاً.
فيما يبقى لكل منا لمسة اخيرة مختلفة عن غيره وذوق متميز لإضافة روح داخلية خاصة وفريدة لمنزله تشعره بدفء السعادة وراحة البال أثناء تواجده فيه.
تندهش أحيانا لدى دخولك للمنازل المحتوية على المقتنيات الأثرية من أثاث وإكسسوارات قديمة، فتجدها كالمعارض تتوزع على أطرافها دمى وكراسي ملكية قديمة ومقاعد ولوحات تعود إلى عصور غابرة تعيدك آلاف السنين إلى الوراء.
لكن الدهشة لا تجد مكاناً لها عند أصحاب الذوق الرفيع في اقتناء أدوات الزينة القديمة.
وتحتاج المنازل القديمة إلى معرفة تامة بأصول إيجاد التناغم بين المساحات والأشكال إضافة إلى الذوق والرغبة في الحصول على هذه الأشياء من مصادرها، معتمدين على نماذج عديدة ومن مصادر مختلفة إنكليزية ويابانية..تعود إلى قرون بعيدة، القرن السابع عشر أو الثامن عشر لا يهم..إضافة إلى ما نورثه من أجدادنا من ممتلكات تخص المنزل وزينته، نشكل بها مكونات متجانسة في اللون والشكل، أو أثاث نعيد تدشينه ثانيةً.
تحتوي المنازل ذات النماذج القديمة والتي تعود ملكية بعض مكوناتها الداخلية إلى القرن العشرين، صفات تميزها عن النماذج العصرية، على مستويات مختلفة، الديكور والهندسة والمكونات.فعلى مستوى الديكور تجد الزخرفة القديمة والنقوش الأثرية التي تجسد حضارة الشعوب القديمة أما على المستوى الهندسي، فهناك ارتفاع الأسقف والمساحات الكبيرة داخل أجزاء المنزل، وهذه صفة أساسية تشمل الصالون والمطبخ وغرفة الطعام، إضافة إلى الأرضيات التي تتميز بسجاد من الطراز القديم والمفارش ذات الوبر الكثيف والسميك وأسقف مثالية بديكورها ورسوماتها القديمة.
الألوان غالباً ما تكون حيادية، حيث تتعدد درجات اللون الأصفر والبني، والنقوش الذهبية تلف هذه الألوان.أما على مستوى المواد، فإن الخشب يكسو معظم أجزاء المنزل الأثري، ثراء في هذه المادة التي بنيت على أساسها الكثير من أنماط الديكور وغطت بأجزائها الكثير من الأماكن والأسطح.
ويلهم المصمم دائماً بما يكتشف في عالم الديكور والأثاث القديم ويزود المنزل بها ويبرز أهمية القديم في التفاعل مع الجديد.
رد مع اقتباس
المفضلات