احباب الاردن التعليمي

النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: سبع حقائق تساعد على فهم المشاكل في الحياة

  1. #1
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Jun 2008
    الدولة
    صانعة رجال البواسل رجال الهيه المملكة الهاشمية
    المشاركات
    146,552
    معدل تقييم المستوى
    11586669

    سبع حقائق تساعد على فهم المشاكل في الحياة





    لا أُعني بلفظ (المشكلة) هنا مدلولها العلمي أو الفلسفي الذي يشير إلى سؤال مطروح في الجانب النظري أو العملي من الحياة، وإنما أُعني المشكلة بمفهومها الواقعي المرتبط عادة بأذهان الناس، فهي وفقاً للمفهوم الأخير: مجموعة من الظروف القائمة التي تمثل معضلة أو مُعيقاً يؤدي إلى عدم الوصول للهدف، أو يؤخر الوصول، أو ينطوي على مخالفة ما يجب أن يكون أو ما نرغب في أن يكون، وعادة ما تكون تلك المعضلة ذات آثار سلبية نفسية أو واقعية، وقد تثير حولها ألواناً من القلق والخوف والألم، وتستغرق الوقت أو الجهد أو المال، كما تتسم غالباً بنوع من الالتباس والصعوبة، وتكون في كل الأحوال بحاجة إلى حل.
    لقد كُتِبَ الكثير حول المشاكل والبحث عن الحلول، وأقتُرِحَتْ مناهج متعددة في تحديد المشكلات، ومعرفة أسبابها، وتعداد البدائل المطروحة لعلاجها، واختيار الأفضل منها وصولاً إلى الحل، لكن ما رميتُ إليه من خلال هذه المقالة هو ذكر بعض الحقائق المتعلقة بالمشاكل في الحياة، تلك الحقائق التي تهدينا إليها التجارب والقراءات والتأملات، والتي إذا ما أدركناها وتذكرناها، وامتثلنا لمقتضياتها، فإنها تكفل تعاملاً أفضل مع المشاكل، وتقليلاً من حدة آثارها السلبية، وتخفيضاً لحجم ما تستهلكه من طاقة عصبية ووقت وجهد.
    وربما كانت أُولى تلك الحقائق هي : إن وجود المشاكل في الحياة أصل وليس استثناء، فهي قائمة دائمة متجددة باستمرار، إذ مادمنا نرث غريزة العدوان عبر الجينات، ومادامت رغباتنا غير متناهية، والموارد في هذا الوجود محدودة، وقيود الزمان والمكان موجودة، ومادامت الرغبات في النفس متضاربة فيما بينها، أو متصارعة مع قيم المجتمع، وما دام التنافس بين الناس قائماً، والمصالح متعارضة، والاتصال بين الخلق محاطاً بأنواع من التشويش المادي والمعنوي، وما دامت مشارب الناس مختلفة، وقدراتهم العقلية متفاوتة، ومادام كل ذلك وسواه جزءاً من الحياة، فلا يُتَصوَّرُ خلوها من المشاكل، سواء أكانت بين الشخص وذاته، أو حدثت في أسرته أو عمله أو مجتمعه، وسواء أكانت مشاكلَ بين الأفراد أم المؤسسات أم المجتمعات أم الدول، وسواء أكانت نفسية أم صحية أم اجتماعية أم اقتصادية أم سياسية
    وتلك المشاكل على كثرتها واستمراريتها وتوالدها قد تتفاوت في النوع والحجم والتأثير، لكنها تنال الصغير والكبير، والغني والفقير، والعالم والجاهل، وتلاحق المرء سواء أكان وسط المَعْمَعَةِ أو في برج مُشيّدٍ.
    وتقود هذه الحقيقة إلى القول بضرورة أن تولي الأسرة في تربيتها، والمدارس والجامعات في تعليمها، ومؤسسات العمل في تدريبها، والشخص ذاته في تطويره لنفسه، أهمية كبيرة لإتقان فن التعامل مع المشاكل نفسياً وفكرياً وواقعياً، وأن تولى أهميةً كذلك لمهارة اكتشافها وتحديدها ووقف استشرائها، والتقليل من آثارها السلبية، وحلها، ومنع ظهور المشكلة ذاتها من جديد ما أمكن، مادامت تلك المشكلات تحيط بحياتنا وتشكل جزءاً منها لا ينفصل.
    أما الحقيقة الثانية فهي : إن تعاملنا مع المشاكل ينبغي ألاّ ينصبَّ عليها ذاتها، وإنما يجب أن يتجه إلى حلِّها، أي أن التركيز يجب أن يكون على الحل وليس المشكلة.
    وقد تبدو هذه الحقيقة بدهية لا تستحق الذكر، لكننا في معظمنا حين نواجه مشكلة فإننا ندور حولها ذاتها، ونهدر الوقت والجهد ونحن نتحدث عنها، أو نتفكر بأسبابها وأعراضها وآثارها، ونعيش أجواءها، بدلاً من أن نسعى في حلِّها، مع أن الاستغراق في المشكلة ذاتها يلهينا عن البحث عن حل لها، حتى ننسى في خضم ذلك أن المطلوب هو الحل، وليس الاستمرار في اجترار المشكلة، فبقدر أهمية تحديد المشكلة فإن تحديد الحل المطلوب، وتحديد الموارد المادية أو المعنوية اللازمة لهذا الحل أكثر أهمية، وهذا ما يغيب في كثير من الأحيان عن الأذهان.
    أما الحقيقة الثالثة فهي : إن أكبر المشاكل تكون حين لا نعرف أن لدينا مشكلة، أو حين نعرف بوجود المشكلة ثم ننكرها، فعدم معرفة المريض بأن الخلايا السرطانية قد شرعت تستشري في أحشائه لا يلغي انتشارها، ولا يحد منه، ولا يحول دون تفاقمها وتأثيرها.
    وإنكار من يعاني من مرض نفسي لمرضه أو أعراضه أو أسبابه وحاجته للعلاج، لا يلغي المرض، ولا ينفي وجوده، ولا يوقف تداعياته .
    وتنطبق هذه الحقيقة بشكل كبير على المجتمعات التي تعاني الهزيمة والدونية والتخلف الفكري والاقتصادي والعلمي، ثم تظل مُصرَّةً على التغزّل بذاتها إمعاناً في إنكار المشكلة، وكيف لمن لا يعرف أن لديه مشكلة أو لا يعترف بها وهو يلمس أعراضها ومظاهرها أن يسعى في حلها ؟ والحقيقة الرابعة هي : إن المشكلة التي تظل تتكرر، ولو بوجوه وألوان متعددة ذات جوهر واحد، إنما تقول لك إنك كنت تعالج العرض وليس السبب، أو تقول لك أنك تعالجها بنفس الأسلوب في كل مرة، فتعود لتظهر لك من جديد كل مرة، كحال الألم الذي ينتج عن تسوّس الأسنان فيعالجه من يعاني منه بالمسكِّنات التي تُذهب الألم، لكن المشكلة تعود للظهور من جديد، بل تتفاقم وتتعاظم.
    أو كحال الأب يعالج قصور ابنائه في الدراسة بالعنف في كل مرة، فتعود مظاهر قصورهم لتظهر من جديد في كل سنة، أو عند كل امتحان.
    أما الحقيقة الخامسة فهي : إن بعض المشاكل لا تُحلَّ إلاّ بإلغاء الحالة التي أوجدتها أو التي وجدت فيها واستئصالها كاملة، وذلك منعاً لتفاقم الآثار واستشرائها وتعاظمها، كما في بتر العضو الذي تفشى فيه المرض خوفاً من انتقاله إلى الأعضاء الأخرى، أو تسببه في موت المريض، أو كما في انهاء العلاقة الزوجية بالانفصال إذا اتسمت باستحالة التعايش، وتزايد الآثار السلبية لاستمرار العلاقة، أو كما في فصل الموظف من العمل عند اليأس التام من إصلاح حاله.

    لكن هذا (الكّيَّ) يجب ألا يكون إلا آخر الدواء

    والحقيقة السادسة هي : إن كثيراً وكثيراً جداً من المشاكل، لا تجد لها حلاً في الواقع، بقدر ما تجد الحلَّ داخل نفوسنا، وفي أسلوب تفكيرنا، ونظرتنا إلى الأحياء والأشياء، وتكيفنا معها، واستعدادنا لتغيير بعض أفكارنا أو قناعاتنا أو عاداتنا، حيث يغلب أن تأخذ المشكلة حجمها من خلال ما نُضْفيهِ نحن عليها، وما نحيطها به من توتر وقلق ومبالغة، وليس من واقعها ومعطياتها.
    أما أخر حقيقة وَدِدِتُ أن أذكرها فهي : إن أضعف الحلول للمشاكل هي الحلول التقليدية، وأفضلها ما كان فيه خلق وإبداع، وأسوء نظرة للمشاكل هي اعتبارها نهاية المطاف، وخير نظرة إليها هي أن نراها تحديات تتطلب المواجهة والمجابهة، وأذكى من يُحلُّ المشاكل، هو من يستطيع أن يحوّل المشكلة إلى فرصة.

  2. #2
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Sat May 2007
    الدولة
    أم الدنيا وارض الكنانه
    العمر
    39
    المشاركات
    120,668
    معدل تقييم المستوى
    21474973
    يعيطكى العافيه غاليتى

    على كل جديد لديكى

    احترامى

  3. #3
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Jun 2008
    الدولة
    صانعة رجال البواسل رجال الهيه المملكة الهاشمية
    المشاركات
    146,552
    معدل تقييم المستوى
    11586669
    شاكرة وجودك هنا

  4. #4
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Fri Jun 2009
    الدولة
    في القلب
    المشاركات
    1,230
    معدل تقييم المستوى
    16
    يسلمو هالايدين

  5. #5
    الاداره
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2009
    الدولة
    الرايه الهاشميه حفظها الله
    المشاركات
    212,599
    معدل تقييم المستوى
    21475063
    00(00(


    يعطيكي الف عافيه وتسلم ايدك للطرح الموفق

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 09-10-2012, 11:09 AM
  2. امهات القردة تساعد ابناءها في معاينة شريكة الحياة
    بواسطة الاسطورة في المنتدى منتدى الغرائب والعجائب
    مشاركات: 20
    آخر مشاركة: 19-09-2010, 03:59 PM
  3. خطوات تساعد على النوم في 10 دقائق
    بواسطة amal ahmad في المنتدى منتدى الطب والصحة
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 01-08-2010, 09:20 PM
  4. الحياة ... دقائق وثوانٍ
    بواسطة نورسان البتراء في المنتدى المنتدى العام
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 24-02-2010, 09:42 PM
  5. حقائق من الحياة
    بواسطة ريماس في المنتدى المنتدى العام
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 21-05-2007, 06:40 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
معجبوا منتدي احباب الاردن على الفايسبوك