احباب الاردن التعليمي

النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: سرعة الضوء والنسبية

  1. #1
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Tue Feb 2009
    المشاركات
    407
    معدل تقييم المستوى
    16

    سرعة الضوء والنسبية

    سرعة الضوء(بالإنكليزية: Speed of Light) في الفراغ هو ثابت فيزيائي مهم يرمَز له بالحرف c للدلالة على الثبوت (Constant) أو الكلمة (اللاتينية: celeritas).

    قيمة الثابت
    قيمة c الدقيقة هي 299,792,458 متر في الثانية(1,079,252,848.8 كيلومتر في الساعة). لاحظ أن هذه السرعة هي تعريف وليس قياس منذ أن تم توحيد الوحدات العالمية, تم تعريف المتر على أنه المسافة التي يقطعها الضوء في الفراغ خلال 1/299,792,458فيه. عند عبور الضوء خلال مواد شفافة مثل الزجاج أو الهواء تقل سرعته. النسبة بين سرعة الضوء في الفراغ وسرعته خلال مادة تسمى (بالإنجليزية: Index Of Refraction). كذلك تتغير سرعة الضوء بتأثير الجاذبية ما يولد ظاهرة عدسات الجاذبية (بالإنجليزية: Gravitational Lensing).

    إحدى نتائج قوانين الالكترومغناطيسية (مثل معادلات ماكسول) هي أن c, سرعة الأمواج الالكترومغناطيسية لا تتعلق بسرعة الجسم الذي يطلقها، أي أن سرعة الأمواج المنبعثة من جسم متحرك وجسم ساكن ستكون متساوية(مع أن اللون، ذبذبة وطاقة الضوئين ستختلف، هذا ما يسمى بتأثير دوبلر النسبي). كانت استنتاجات ماكسويل المذهلة هي الصيغة التالية التي تمثل سرعة الضوء:


    c - سرعة الضوء او الموجة الكهرومغناطيسية
    μ0 - معامل النفاذية وقيمته 4π × 10-7 H/m (هنري\متر)
    ε0 - معامل السماحية وقيمته 8.854187817 × 10-12 F/m (فاراد\متر)
    إذا ما أضفنا إلى ذلك الاستنتاجات من النظرية النسبية يقودنا ذلك إلى أن جميع المتفرجين سوف يقيسوا سرعة الضوء بالفراغ متساوية باختلاف سرعتهم وسرعة الاجسام التي تطلق الضوء. هذا ما قد يقودنا إلى رؤية c كقيمة كونية ثابتة واساساً للنظرية النسبية. من الجدير بالذكر ان القيمة c هي القيمة الكونية وليس سرعة الضوء، فاذا تم التلاعب بسرعة الضوء بطريقة أيٍ كانت لن تتأثر النظرية النسبية بذلك.

    حسب التعريف الدارج الذي تم وضعه سنة 1983 سرعة الضوء هي بالضبط 299,792,458 متر في الثانية، تقريباً 3 × 10^8 متر في الثانية، أو 30 سانتيمتر في النانو ثانية.

    سرعة الضوء في المواد
    تختلف سرعة الضوء خلال مروره في المواد حسب طبيعة شفافيتها حيث تصبح اقل من تلك المحسوبة في الفراغ وذلك بالعلاقة:

    حيث:n معامل انكسار الضوء في المادة اكبر من الواحد لغير الفراغ,
    εr معامل السماحية النسبي للمادة اكبر من الواحد لغير الفراغ,
    μr معامل النفاذية النسبي اكبر من الواحد لغير الفراغ.
    نظرية النسبية
    نظرية النسبية البرت اينشتاين أو ما يدعى أختصارا النسبية، وهو مصطلح يشير لأثنتين من أهم النظريات الفيزيائية في العصر الحديث أسهم بهما بشكل خاص الفيزيائي ألبرت أينشتاين، إضافة لهنري بوانكاريه الذي يعتبر أحد واضعي النسبية الخاصة .

    مصطلح نسبية من وضع ماكس بلانك عام 1908م، ليؤكد على كيفية أستخدام النسبية الخاصة لمبدأ النسبية (في ذلك الحين لم يكن للنسبية العامة وجود بعد).

    نظرية النسبية الخاصة
    ظهور النظرية النسبية الخاصة
    في النصف الثاني من القرن 19 قدم جيمس كلارك ماكسويل ( 1831 - 1879 ) نظرية متكاملة عن الظواهر الكهرطيسية. لم تحوي هذه النظرية على متغيرات ميكانيكية كما في قانون التحريض الكهرطيسي:

    كان من الواضح أنه لا يأخذ بعين الاعتبار أية فكرة عن جسيمات مرافقة لهذه الأمواج و قد بيّن ماكسويل في هذه النظرية أن الضوء عبارة عن أمواج كهرطيسية.

    جميع الظواهر الموجية المعروفة آنذاك كانت عبارة عن تموج لوسط معين ( الأمواج على سطح الماء, الأمواج الصوتية...). لذلك اعتقد الفيزيائيون أن الضوء يجب أن يكون تموج لوسط ما أطلقوا عليه اسم الأثير, و كان على هذا الأثير أن يملأ الكون بأكمله ليؤمن توصيل ضوء النجوم البعيدة, و أن يكون سهل الاجتياز ( و إلا لكبح حركة الأرض حول الشمس ), و على الضوء أن ينتشر به بسرعة c .

    حاول العديد من الفيزيائيين ومن ضمنهم ماكسويل وضع نموذج ميكانيكي للأثير لكن النجاح لم يحالفهم في ذلك ،و مع الوقت ساد الاعتقاد بعدم قدرة الميكانيكا (علم حركة الأجسام) على تفسير الظواهر الكهرطيسية.

    وبذلك تكون جملة المقارنة الغاليلية المرتبطة بالأثير متميزة عن باقي جمل المقارنة الغاليلية. و كان بالإمكان إذا استنتاج سرعة كل جملة مقارنة غاليلية بالنسبة إلى الأثير عن طريق القيام بتجارب انتشار الضوء ، و ما كان ان طـُبق أنذاك مبدأ النسبية الميكانيكي على انتشار الضوء.

    في الواقع عندما تتحرك الأرض في اتجاه ما بالنسبة للأثير و بسرعة v ، و نرسل من الأرض إشارة ضوئية في نفس الاتجاه فستكون سرعة الإشارة بالنسبة للأثير c و بالنسبة للأرض c-v . أما إذا أ ُُُُرسلت الإشارة بالاتجاه المعاكس فستكون سرعتها بالنسبة للأرض c+v . و لما كانت الأرض تتحرك حول الشمس بسرعة 30 كيلومتر في الثانية على مسار دائري تقريبا ، توقع الفيزيائيون بأن الأرض تتحرك بسرعة مماثلة تقريبا بالنسبة للأثير.

    في نهاية القرن 19 أجريت تجارب عديدة لقياس التغيرات في سرعة الضوء بالنسبة للأرض و المعتقد أن تسببها حركة الأرض بالنسبة للأثير . لكن جميع النتائج جاءت سلبية حيث انتشر الضوء في جميع الاتجاهات بالنسبة للأرض بسرعة متساوية c . و كانت هذه النتيجة هي جوهر تجربة مايكلسون و مورلي .

    تم إثبات هذه النتيجة في يومنا هذا عن طريق عمل نظام التوقيت الدولي الذي يعتمد على الساعة الذرية و كذلك عن طريق التجارب التي أجريت في الفيزياء النووية و فيزياء الجسيمات الأولية. تدل سرعة الضوء الثابتة على تعذر التميز بين جمل المقارنة الغاليلية حتى باستخدام تجارب انتشار الضوء. ظهرت عدة فرضيات في نهاية القرن 19 تحاول تفسير النتائج التي توصلت إليها التجارب حول ثبات سرعة انتشار الضوء لكن جميعها عجزت عن تعميق فهمنا لهذه الحقيقة.

    وضع اينشتاين عام 1905 المبدأين التاليين ليكونا أساس النظرية النسبية الخاصة و التي دعيت بالخاصة لأنها خاصة بجمل المقارنة الغاليلية: مبدأ النسبية و مبدأ ثبات سرعة الضوء.

    فرضيات النسبية الخاصة
    مبدأ النسبية Relativity Principle: لا توجد خصوصية أو اختلافات في القوانين الطبيعية بين مختلف الجمل العطالية . فكل ملاحظ في أي جملة عطالية يجب أن يكون على توافق مع مراقب في جملة عطالية أخرى بشأن وصف الواقع الفيزيائي . (تأخذ قوانين الفيزياء التعبير الرياضي نفسه في جميع جمل المقارنة الخارجية الغاليلية ، أي أن جميع جمل المقارنة الغاليلية متساوية فيزيائيا.) ولا توجد جملة مقارنة مطلقة (أي لايوجد نظام في حالة الثبات المطلق ). لذا لا يمكن عن طريق أية تجربة فيزيائية ( ميكانيكية, بصرية...) تجرى ضمن جملة المقارنة تحديد إذا ما كانت هذه الجملة ساكنة بالنسبة لجملة أخرى أو تتحرك بحركة مستقيمة منتظمة . و تم توسيع هذا المبدأ ليشمل كل الأحداث الفيزيائية.
    ثبات سرعة الضوء : سرعة الضوء بالنسبة لجميع المراقبين العطاليين inertial observers واحدة ( س ) و في جميع الاتجاهات و لا تعتمد على سرعة الجسم المصدر للضوء . إن سرعة انتشار الضوء في الفراغ هي السرعة الحدية العظمى و لها القيمة نفسها في جميع جمل المقارنة الغاليلية. بغض النظر عن سرعة المنبع و جهة انتشار الضوء و حركة كل من المنبع و المراقب.
    عند جمع هذين الفرضين يمكننا الاستنتاج أن الضوء لا يحتاج إلى وسط ( أثير ) ينتقل فيه كما تنص نظرية نيوتن ، فهو لا يرتبط بجملة مرجعية (نظام مرجعي) reference system .

    و بما أن هذه النظرية تهمل تأثيرات الجاذبية فيجب ان ننتبه إلى تطبيقها فقط عندما تكون تاثيرات الثقل مهملة و ضئيلة وإلا حصلنا على نتائج خاطئة .


    نتائج النظرية
    الفاصل الزمني بين حدثين متغير من مراقب إلى آخر لكنه يعتمد على السرع النسبية للجمل المرجعية للمراقبين.
    نسبية التزامن : يمكن لحدثين متزامنين ، يحدثان في نفس الوقت في مكانين منفصلين ضمن جملة مرجعية ، أن يكونا غير متزامنين متعاقبين بالنسبة لمراقب في جملة مرجعية أخرى.
    نسبية القياس : يمكن لعملية القياس التي يجريها مراقبين في جملتين مرجعيتين reference system مختلفتين أن تعطي نتائج و قياسات مختلفة لنفس الشئ المقاس.
    نسبية الزمن و مفارقة التوأمين twins paradox : من نتائج النظرية النسبية الخاصة أن الزمن ليس مطلقا وإنما يعتريه الانكماش باقتراب سرعة مكانه من سرعة الضوء . وبناء على ذلك على سبيل المثال :إذا سافر أحد توأمين في مركبة فضائية بسرعة تقارب سرعة الضوء ، فسيكتشف بعد عودته للأرض بعد خمس سنوات بحسب توقيت ساعته ، مرور خمسين عاما على توقيت الارض . أي أنه سيجد أخاه قد كبر خمسين عاما ، في حين لم يزد عمره هو سوى خمس سنين ... هذه الظاهرة العجيبة هي نتيجة لتباطؤ الزمن بتزايد سرعة مركبة الفضاء (الجملة المرجعية ) التي يتم القياس فيها.
    رفضت النسبية فكرة المرجع المطلق absolute reference التي تتوافق مع فكرة مكان متجانس مملوء بمادة تدعي الأثير ينتقل عبرها موجات الضوء ، لقد نسفت النسبية هذه الفكرة من جذورها استنادا إلى تجربة ميكلسون ومورلي التي بينت ثبات سرعة الضوء و قامت باستبدالها بمبدأ النسبية الذي ينص على ثبات قوانين الفيزياء ( و ليس الفضاء ) بالنسبة لكافة الجمل ذات السرع الثابتة (الانظمة العطالية inertial systems) . يمكن ببساطة التحويل بين الانظمة المرجعية المتحركة بالنسبة لبعضها عن طريق مجموعة قوانين تدعى : تحويلات لورينتز .

    و كما قامت النسبية بتوحيد الزمان مع المكان في فضاء واحد رباعي الأبعاد ، قامت بتبيان العلاقة بين الكتلة Mass, و العزم Momentum, و الطاقة Energy على انها ظواهر لشئ واحد ، و فتحت الباب نحو تحويل هذه الظواهر إلى بعضها البعض و عوضا عن الحديث عن انحفاظ المادة Matter أو الطاقة أو العزم يمكننا الحديث عن انحفاظ مجموع هذه القيم ضمن الجمل المعزولة ..


    ثورية النسبيةلقد كان لإعلان النظرية النسبية أثر عميق في تفكير الإنسان بشكل عام ، فقد جاء على مرحلتين فكريتين ضخمتين واحدة تقود إلى الأخرى ، فكانت النسبية الخاصة عام 1905 والنسبية العامة عام 1915 . وقد أدت هذه النظرية النسبويه إلى دمج ثلاث أبعاد مكانيه spatial dimensions مع بعد زمني time dimension في فضاء رباعي الأبعاد ومتعدد الجوانب . فأحدث ذلك تغيرا عظيما في الفلسفة ، ناهيك عن التغيرات الفيزيائية .

    كلنا يعلم تجربة ميكلسون ومورلي التي أحدثت اضطرابا كبير في الفيزياء . فلكي نستطيع أن نفهم النسبية نحتاج إلى فهم وجهة الخلاف في هذه التجربة . ولم يطور أينشتاين نظرية كي يبحث عن تفسير لهذه التجربة لأنه لم يكن يعلم بها ، وكان منغمسا في نظرية ماكسويل الكهرومغناطيسيه. وكي نفهم طبيعة هذه النظرية دعونا نراقب قطارا مثلا أو نقذف شيئا أو نتحرك ، ثم نحاول من خلال مراقبتنا لهذه الأشياء تحديد حركتنا . نجد أننا مهما تأنينا في مراقبتها فلن نكتشف أننا على سطح كوكب متحرك أو ساكن ، ذلك لأن سلوكنا لا يدل على أي شي ، كذلك لا يختلف الأمر إذا كنا في مركبة أو قطار أو طائره تتحرك بسرعة ثابتة وفي خط مستقيم ، إذ لن نتمكن من اكتشاف حركتنا المنتظمة (بسرعة ثابتة وفي خط مستقيم) والسبب هو استقلال قوانين نيوتن في الحركة عن حركة المراقب المنتظمة ، أي لا يمكن أن تتغير هذه القوانين عندما ينتقل المراقب من مرجعه إلى مرجع أخر يتحرك هو الآخر بانتظام. وقد نقل أينشتاين هذه الفكرة إلى الضوء وأقنع نفسه بأن الضوء أقدر من قوانين الميكانيكا على كشف حركتنا المنتظمة . وهذا يعني أنه لا يمكن لمعادلات مكاسويل ،التي تصف انتشار الضوء، أن يكون لها علاقة بحركة الراصد . لأنها لو كانت متعلقة بحركة الراصد لأمكن للمعادلات أن تفيدنا في تعين حركة الشيء المطلق وكذلك تجربة ميكلسون ومورلي . ولذلك رأى اينشتاين أنه يجب أن تكون سرعة الضوء في الفراغ مستقلة عن حركة المنبع الضوئي ، وهذا يعني ثبات سرعة الضوء :

    وهذه السرعة أصبحت ثابتا كونيا . ولكن لم تستند إليه قوانين نيوتن . ومن ثبات سرعة الضوء اتجه اينشتاين إلى تحليل مفهومي المكان والزمان المطلقين ، فكان عليه أن يبرهن بأن تواقت حادثين منفصلين في مكان ليس له معنى مطلق ، بل يتعلق بحركة المراقب . وكي نثبت هذه الفكرة نحتاج إلى شرح تجربه ، وهي تحتاج إلى خيال وتركيز . اقرأ نسبية التزامن

    هذا الثابت -سرعة الضوء- يُعتبر من أهم الثوابت الكونية التي تدخل في بناء هذا الكون . وأن القانون الذي لا يحتوي عليه لا يعتبر قانون كامل ، بل يحتاج إلى أن يـُستكمل إلى أن يصبح صامد نسباويا . ولم يكن اينشتاين أول من أدخل مبدأ الصمود فقد أدخله نيوتن قبله على نظريته وكان مفيدا إلى حد بعيد . ولنبدأ بتعريف حادث انطباق جسيم على نقطه في الفراغ (إليكترون مثلا أو فوتون ) في لحظه معينة . فلكي نحدد حادثا معيناً يجب أن نعرف متى وأين ? وهذا يعني أن يكون لدينا مرجع مقارنه (مجموعة إحداثيات ) . وبما أننا نريد تحديد موقعه، فعلينا أن نعطي ثلاث أعداد على المحاور التي يكونها الفراغ (س, ع, ص ) وهذه هي الإحداثيات المكانية ، ولكي نحدد زمن وقوع الحادث نحتاج إلى إحداثي جديد زمني فيكون مسار الجسيم منحنيا يصل بين هذه الحوادث . وبما أن القانون لا يعالج حالة خاصة بل يعالج الطبيعة نفسها، فيجب أن يبقى نفسه(أي لايتغير ) لكل المراقبين وهذا هو مبدأ الصمود . وأكثر ما يميز النسبية أنها تـُظهر أن لا المكان وحده مطلق ، ولا الزمان وحده مطلق . ولكن قولنا أن كلا من الزمان والمكان ليس مطلقا لا يعني أن النسبية ليست نظرية الأشياء المطلقة . بل أن الحقيقة المطلقة فيها وعلى أعلى مستوى مما في فيزياء نيوتن ، لأنها تمزج المكان بالزمان في - زمكان - متشعب الجوانب . ولكي نوضح ذلك نلاحظ أولا أن كلا من المسافة بين حادثين والمدة الزمنية الفاصلة بينهما هي نفسها وفقا لفيزياء نيوتن بالنسبة لجميع المراقبين - أي أن المدة الزمنية مطلقة والمسافة مطلقة - أما في النظرية النسبية فيجد المراقبون المختلفون مسافات مختلفة وأزمنة مختلفة بين الحدثين . ومع ذلك تُعلمنا النسبية أن مزيجا معينا للمكان والزمان الفاصلين بين حادثين يكون واحدا بالنسبة إلى جميع المراقبين . وللحصول على مربع هذه الفاصلة الزمكانيه المطلقة بين الحادثين نربع المسافة بين الحادثتين ونطرح منها حاصل ضرب سرعة الضوء في المدة الزمنية بين الحادثين فنحصل على المقدار المطلق .

    ويمكن أن نستنتج من الفاصلة الزمنية التي سبق ذكرها كل النتائج الهامة التي تنبثق عنها النظرية النسبية الخاصة ، مثل تقلص الأطوال المتحركة ، وتباطؤ الزمن ، وتزايد الكتلة ، وتكافؤ الطاقة والكتلة .

    و في عام 1916 نشر أينشتاين بحثه عن نظرية النسبية العامة في مجلة علوم أكاديمية . يمثل هذا البحث عشر سنوات قضاها أينشتاين بحثا عن تطوير نظريته القديمة. وكان الدافع لهذه النظرية هو أن نظرية الخاصة تركت المكان والزمان مبتورين ، ولان أينشتاين يرى أن الطريق إلى الوصول لتوحيد القوى الفيزيائية يحتم أن تكون نظرية صامدة نسبيا، ولما كانت النظرية الخاصة لم تكن كذلك حاول أن يتمها بالعامة ، لأن النسبية الخاصة لا تنطبق إلا على ما يُدعى (( المراقبون العطاليون أي المراقبون الذي يتحرك أحدهم بالنسبة للأخر بسرعة ثابتة وفي خط مستقيم )). وهذه النظرية تبين أن الطبيعة تفضل المرجع العطالي ، ورأى أينشتاين أن هذا المرجع العطالي عيب في النظرية ، لأنه كان يؤمن أن جميع المراجع تتكافئ لدى الطبيعة بغض النظر عن حركتها . ولابد للنظرية أن تشمل الحركة بتسارعات مختلفة. لقد بدأ اينشتاين عند صياغته للنظريته النسبية العامة بملاحظات عامة جدا ، كان غاليليو أول من توصل إليها، وهي أن جميع الأجسام التي تسقط سقوطاً حراً تتحرك بتأثير ثقالة (أي جاذبية ) الأرض بتسارع واحد مهما كانت كتلها . كما لاحظ أن جميع الأجسام المتحركة في مرجع متسارع تستجيب إلى هذا التسارع بالطريقة نفسها مهما كانت كتلتها . ومن هاتين الملاحظتين اعتمد مبدأ من أهم المبادئ الفيزيائية وهو مبدأ التكافؤ ، الذي ينص على أنه لا يمكن تمييز قوى العطالة من قوى الثقالة (الجاذبية) فأصبح هذا المبدأ أساس نظرية النسبية العامة ، لأنه نفى إمكان تعيين حالة الشيء الحركية بملاحظة قوى العطالة أو اكتشافها سواء أكان مرجعنا متسارع أم لا. يمكن أن نتابع تفكير أينشتاين بتجربة فكرية شهيرة ، تخيل فيها أن مراقبا في مصعد (وكان في هذا المصعد أجسام مشدودة إلى أسفل ) كان في بداية الأمر معلق فوق الأرض ساكناً. ففي هذه الحالة تكون جميع التجارب التي يجريها المراقب داخل المصعد تتفق تماماً مع تجارب مراقب خارج المصعد على الأرض سوف يستنتجان قوة الثقالة ....الخ دعونا الآن ننتقل مع المراقب الذي في المصعد بتسارع (9.8 متر /ثانية) متجهين ألى أعلى ، أي عكس قوة الثقالة وبنفس تسارع الأجسام على الأرض ، إذا كان منطقيا مع نفسه سوف يبقى على استنتاجه لأن جميع الأجسام سوف تبقى على نفس تصرفها عندما كان المصعد معلق على الأرض . وهذا هو مبدأ التكافؤ فهو يجنب المرء أن يستنتج بأنه موجود في مرجع متسارع ، لأن كل الآثار الناجمة عن هذا التسارع تماثل الآثار الناجمة عن الثقالة في مرجع ساكن أو يتحرك حركة مستقيمة منتظمة في حقل ثقالي . وهكذا يدعم هذا المبدأ نظر اينشتاين بأنه لا يمكن ان نفرق بين الحركة المتسارعة accelerated والغير متسارعة لأن قوى العطالة الناجمة عن التسارع هي نفسها ناجمة عن الثقالة فلا يستطيع المراقب أن يفرق بينهما . ومن هنا لا يوجد فرق بين ما يرصده المراقب ، هل يرصد الأجسام المادية من الناحية التحركية أو الحركة أو انتشار الضوء . مما أدى باينشتاين إلى استنتاج مهم جدا بشأن سلوك الضوء. فحينما تمر حزمة ضوئية عبر المصعد المتسارع في اتجاه عمودي على تسارعة تبدو أنها تسقط نحو أرض المصعد مثلما تسقط الجسيمات المادية حيث أن أرضه تتحرك حركة متسارعة . ولما كان مبدأ التكافؤ ينص على أن لا فرق بين آثار التسارع و الثقالة (الجاذبية) لذلك توقع اينشتاين أن تسقط الحزمة الضوئية في الحقل الثقالي كما تسقط الجسيمات المادية . وقد ثبت هذا التوقع بحذافيره أثناء كسوف الشمس الذي حدث عام 1919 ، فقد شوهد أن الحزمة الضوئية تنحرف نحو الشمس عندما تمر بجوارها . وكان مقدار الانحراف متفقا مع ما توقعه اينشتاين . ونلاحظ أنه لا خلاف بين النظرية العامة والنظرية الخاصة فأنهما مبنيتان على زمكان رباعي الأبعاد ، والعامة تشمل الخاصة . ولكنها تختلف عنها في أن هندسة النسيبة العامة هندسة لا إقليدية . وهذا الجانب هو الذي يقود إلى مبدأ التكافؤ. وكي نفهم الفضاء اللا إقليدي ، دعونا نعود إلى المصعد قليلا .... ونتخيل الآن أن المصعد يسقط سقوطا حرا نحو الأرض ، ففي هذه الحالة يسقط المراقب وكل شي داخل المصعد بسرعة واحدة كما أن الشيء المقذوف يتحرك عبر المصعد حركة مستقيمة كما يراها المراقب ، أي لا يوجد لديه حقل ثقالي . أما بالنسبة للمراقب الواقف على الأرض فلا يرى المقذوفات تتحرك حركة مستقيمة و أنما على هيئة قطوع مكافئة ، لذلك لا وجود للثقالة بالنسبة للمراقب الذي في المصعد بينما موجودة للمراقب الذي على الأرض . فكيف نخرج من هذا التناقض ? لقد رأى اينشتاين أن الحل يمكن في إعادة فهم القوة الثقالية لأن مفهوم نيوتن لها ليس مفهوما مطلقاً ، ويتغير من مرجع إلى أخر كما حدث في التجربة السابقة . ولذلك قام اينشتاين بإعادة صياغة قانون نيوتن الأول ليشمل هذا المفهوم ، وأصبح القانون «أن الأجسام تتحرك دائما في خطوط مستقيمة سواءً أكانت في حقل ثقالي أم لا»، ولكن يجب إعادة تعريف الخطوط المستقيمة كي ينتهي الإشكال وتشمل خطوطا ليست مستقيمة بالمعنى الأقليدي . وقام اينشتاين بذلك وبيــّن كيفية هندسة الزمكان الأقليدية في الفضاء المليء بالكتل وهندسة الاقليدية في الزمكان الخالي من الكتل وأصبح السبب في حركة الأجسام في الحقل الثقالي gravitational field هو أتباع الأجسام للانحناء الزمكاني وتُعد هذه الحركة في الهندسة اللا إقليدية حركة في خطوط مستقيمة لأنها أقصر مسار في هذه الهندسة . وكان لهذه الدراسة التي قدمها اينشتاين نتائج كثيرة من انحراف حزمة الضوء وظاهرة (مبادرة حضيض الكواكب ) وأيضاً ظاهرة (الإنزياح الاينشتايني نحو الأحمر).

    وأيضا تتنبأ هذه الهندسة الناشئة عن وجود أجسام ذات كتل هائلة كالنجوم ، وتتوقع بأن يتباطأ الزمن بالقرب من هذه النجوم . أضف إلى ذلك تقلص الأطوال . وكان أعظم أنجاز حققته النسبية العامة كان في مجال علم الكون ( الكوسمولوجيا Cosmology ). فقد طبق اينشتاين نظريته الثقالية على الكون بمجملتة وتوصل إلى نموذج سكوني له ، لا يتوسع و لا ينهار على نفسه . ثم أثبت باحثون أن النظرية تؤدي

    إلى نموذج متوسع لاسكوني . وهكذا ساهمت هذه النظرية في إثراء علم الكون .
    والله اعلم بالصواب مع ان لنا نقد علمي لكل هدا سنتطرق اليه بعد استعاب ما قالوه من تهويل على هده النضرية والله اعلم.

  2. #2
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Sat May 2007
    الدولة
    أم الدنيا وارض الكنانه
    العمر
    39
    المشاركات
    120,668
    معدل تقييم المستوى
    21474973
    يعطيك العافيه

    على طرح كل جديد

    ودى

  3. #3
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Jun 2008
    الدولة
    صانعة رجال البواسل رجال الهيه المملكة الهاشمية
    المشاركات
    146,552
    معدل تقييم المستوى
    11586669



    يعطيكـ العآفيـــــة
    ع هالطرح الآكثـــــــر من رآئــع,,
    تقديري
    دمتم في حفظ المولى



  4. #4
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Sat Jun 2008
    الدولة
    في عصر المتنبي
    المشاركات
    19,092
    معدل تقييم المستوى
    230634
    مشكور ع المعلومات

    يعطيك العافية

المواضيع المتشابهه

  1. تم التوصل لطريقة ابطاء سرعة الضوء في الفراغ بشكل دائم
    بواسطة محمد الدراوشه في المنتدى المنتدى المنوع
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 30-03-2015, 04:13 PM
  2. كاميرا جديدة تلتقط سرعة الضوء
    بواسطة محمد الدراوشه في المنتدى منتدى الغرائب والعجائب
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 15-01-2012, 05:18 PM
  3. سفر الضوء
    بواسطة ENG. OMAR في المنتدى عذب الاماكن والمشاعر
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 20-05-2010, 09:46 AM
  4. حساب سرعة الضوء من القرآن
    بواسطة بن مسعود عباس في المنتدى المنتدى الاسلامي العام
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 20-06-2009, 01:21 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
معجبوا منتدي احباب الاردن على الفايسبوك