عمان- تخطى تنفيذ المشاريع الملكية في "القويرة" حد مساعدة المواطنين هناك وتوفير سبل العيش الكريم لهم إلى تقديم "نموذج" في إدارة التعامل مع القضايا التنموية، قادرة على رفع المعاناة عن ذوي الدخول المتدنية والمحدودة.
وبتدشين جلالة الملك عبدالله الثاني الخميس الماضي جملة مشاريع امر بها جلالته في لواء القويرة، اكتمل المشهد "للنموذج" في محاوره المختلفة لجهة تحديد الاولويات ووضع خطط التنفيذ المرتبطة بفترات تنفيذية محددة، والالتزام بتكاملية الأدوار لتحقيق الأهداف.
نتائج ما تحقق في لواء القويرة وقبلها في الاغوار الجنوبية ودير علا وغيرها عكستها الفرحة التي ارتسمت على وجوه المواطنين، الذين كانت ردة فعلهم مؤشر النجاح في الوصول إلى هم المواطن والتعامل معه بما يخفف المعاناة.
ويشكل حرص جلالة الملك على الاستماع من المواطنين مباشرة دون حواجز وعلى ارض الواقع المنطلق الاساس لتحقيق الانجاز الذي يربطه جلالته دوما بفترات زمنية محددة.
ونجاح تطبيق هذا النموذج الذي جسد بمبادرة شبكة الامان الاجتماعي التي اطلقها جلالة الملك بهدف تحسين المناطق الاقل تنمية, استند اساسا إلى العمل الميداني والتطبيق الفوري بعيدا عن اجراءات الروتين والدراسات والمتابعة الصارمة.
فأم سالم الرياطي، قيمت الأداء وحجم الإنجاز من خلال مقارنة الماضي القريب (قبل ستة اشهر) مع واقع الحال، إذ قالت.."المدرسة في الماضي كانت صغيرة ولا يوجد ساحات ولا أسوار ولا مياه, والمعلمات يحضرن أطفالهن للصف أثناء التدريس، أما الآن فالمدرسة يتوفر فيها كل شيء..وهو ما سينعكس على أداء الطلبة".
ما ذهبت إليه أم سالم هو ما كانت تعاني منه الطالبة نجاح السلامات، التي شخصت معاناتها في استحضار الجديد في مدرستها من خلال تقييمها للواقع السابق.."لم يكن فيها مختبر حاسوب وعلوم ولا ساحات و لم تكن حلوة".
وفيما كانت نجود النجادات تكره الذهاب إلى المدرسة كونها لم تكن "مرتاحة" في ظل غياب المستلزمات الضرورية للمدرسة التي كانت مقرا للحشرات أصبحت الان ترغب بالبقاء فيها أكبر وقت ممكن خصوصا بعد إنشاء ملاعب ومختبرات وساحات.
ما تحقق في "القويرة" انعكس كذلك على نظرة المواطنين هناك إلى المستقبل بشكل أكثر شمولية وجدية، وهو ما تجسد في المطالبات التي وضعوها أمام جلالة الملك خلال لقائه بهم، فمن بين العشرات من المواطنين، طالبت إحدى السيدات أن يكون هناك مقر للجان تجمع المرأة لتتمكن من القيام بدورها في حين طالبت أخرى أن يكون للجامعيات حصص في التعيين، فيما طالب مواطن آخر أن تكون هنالك مشاريع سياحية استثمارية بيئية.
وتكللت ثمار المشاريع الملكية في القويرة بزرع بسمة في قلب علي ونور الطفلين اليتيمين بعد ان اهدى جلالة الملك والدتهما بيتا يأويهم ويخلصهم من غرفة الصفيح.
وعلى امتداد قرى لواء القويرة ينهض 88 منزلا لفقراء اللواء شيدت بامر ملكي تركت نتائج ايجابية في تخليص هؤلاء من اكبر همّ يشغلهم وهو تأمين المسكن الملائم.
بالمقابل، ولد "الإنجاز" ثقة عند الأهالي بأن هناك أملا في تحقيق مطالبهم، التي لم تكن محط اهتمام كثير من المؤسسات الرسمية، حدا بالمواطنين اعداد تقرير خلال ساعة حول واقع المنطقة..تقرير لم يكن خطيا وإنما شفويا تمثل بالملاحظات والشكاوى التي وضعوها أمام جلالة الملك.
ذلك التقرير الذي اطلع جلالته بكل اهتمام وجدية على محاوره من خلال الاستماع إلى معديه كل حسب معاناته وإطلاعه، سيكون موضوع بحث مندوبين من مختلف المؤسسات المعنية، ينتظر أن يبدأوا زيارة المنطقة خلال الأسبوع الحالي.
وعزز "الإنجاز الملكي" عند أهالي القويرة أن المسؤولية هي مسؤولية الجميع..فكل المطالب كانت بعيدة عن المصالح الخاصة، فالمراقب لطبيعة النقاش والحوار الذي دار بين جلالة الملك وأبناء المنطقة، يلمس بأن ما جرى كان حالة عصف ذهني لتقييم الواقع كل في مجاله، فاحدهم تحدث عن واقع الزراعة من خلال الإشارة الى "شح المياه" وأخر تناول قضية دعم الأعلاف ومنهم من طرح معضلة البطالة والمواصلات.
ما حصل في "القويرة" يقدم أنموذجا يجب على الجميع من مواطنين ومؤسسات رسمية وخاصة كل حسب مجاله وتخصصه، الأخذ به في مسيرة التنمية التي يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني للنهوض بالوطن.
(بترا-صالح الدعجة)
رد مع اقتباس
المفضلات