المعلم نظريا مؤهل من الناحية العلمية للتدريس عن طريق دراسته لمساقات علمية في الجامعة، وقد يصبح متخصصا في موضوع ما، وعندما يلتحق بالعمل المدرسي ويغرق في روتين العمل اليومي، سيكتشف بعد فترة أن ما تعلمه من مهارات وما حصل عليه من معارف لا يفي باحتياجات العصر الذي يشهد تفجرا علميا ومعرفيا وتقنيا لا مثيل له .
وعليه فان السؤال المطروح هو : ما الحل؟ الحل يكون في تعلم عمليات التفكير ومعرفة كيفية حدوث التعلم . والمقصود هنا أن عمليات التفكير تكون بطبيعتها متجددة باستمرار، وهي تحتاج إلى تدريب للوصول إلى مستوى الإتقان، وتحتاج إلى توجيه وممارسة للوصول إلى التفكير المبدع . ومعرفة المعلم لنمطه في التفكير أو ما يعرف your style of thinking سيمكنه من تحديد مواطن القوة والضعف في عمليات التفكير لديه ، ليعزز بالتالي مواطن القوة ويتغلب على مواطن الضعف .
ولكن على المعلم أن يقتنع بمبدأ التفكير المبدع والذي يرتكز على توجيه الانتباه وزيادة فاعليته، توفير الفرص التعليمية وزيادة القدرة على حل المشكلات، امتلاك مهارات التحليل العلمي الدقيق، صقل المهارات في البحث عن أدلة وبراهين تساعد في تفسير المواقف والأحداث وإيجاد الحلول المناسبة، القيام بعمليات المقارنة والقيام بصياغة الفرضيات التي تقود إلى الحلول المطلوبة .
ومن المبادئ التي تساعد المعلم على فهم استراتيجيات التفكير المبدع:
1. عدم الإفراط في تبسيط الامور أو تعقيدها والمقصود هنا أن لا يأخذ المعلم الامور المطروحة للنقاش والتي هي موضع المعالجة بسهولة زائدة وان لا يحاول تعقيدها والإستراتيجية هنا :
@ قد يكون الحل صعبا إن لم تكن لديه الخبرة الكافية، لان الخبرة المتوافرة قد تساعد في الحل، وان عجز المعلم فقد يكون ذلك بسبب أن الخبرة قد تكون غير متصلة بالموضوع المطروح . ويمكن للمعلم أن يلجأ في الحل إلى أسلوب الخطأ أو الصواب،وقد تكون هذه الطريقة غير فعالة كالطريقة المنطقية في الحل، لان الحل المنطقي يقتضي قبل القيام بأي فعل تحديد التفكير الجدي مبتدأ بتحديد الخطوات قبل تنفيذها مما يساعد في تحديد الآثار التي قد تترتب على هذا الفعل، وفي ضوء ذلك يكون القرار، ويمكن أيضا البحث عن أوجه الشبه والاختلاف بين المشكلة المرغوب في حلها والمشاكل السابقة التي عولجت من قبل .
@ في حال المباشرة في البحث عن الحل، يجب الابتعاد عن عوامل التشتت، ويجب النظر إلى الامور بمنظور شامل يأخذ في الحسبان أبعاد المشكلة موضوع المعالجة
@ القيام بعمليات التقويم لان ذلك أساس التفكير المبدع
2. الخبرة المتجددة والإبداع يعمقها كان الحل المقترح غير مناسب، فهذا يستدعي القيام بتجريب طرائق أخرى، إلى جانب البحث عن مصادر أخرى مكتوبة أو غير مكتوبة، والإفادة من تجارب الزملاء في العمل ومناقشتهم . وعند القيام بهذه الإجراءات يمكن أن يكون في ذهن المعلم نمط التفكير الذي يمكن أن يلجأ إليه في التوصل إلى حلول ونتائج ذات مغزى .
3 . إدراك العلاقات القائمة وأوجه الشبه والاختلاف: المقصود هنا البدء في إجراءات حل المشكلة بما يتوفر من معرفة وخبرة لدى المعلم ، وإدراك كل العلاقات التي قد ترتبط بالمشكلة وتقود إلى مفتاح الحل،
4 . الفهم والاستيعاب من اجل أن يكون المعلم مبدعا يجب أن تكون الأسئلة والتعليمات التي يطرحها محددة، وان تكون لديه قدرة استيعابية على مناقشة الزملاء حول أفضل الحلول وطرائق تنفيذها .
ويحب عدم إغفال أن هذه الاستراتيجيات يمكن أن تتأثر بعوامل كثيرة مثل الخبرات والبيئة ووسائل الإعلام وغيرها من العوامل .
رد مع اقتباس
المفضلات