الدراسة المكثفة ، العزلة برفقة الكتب ، الخوف من الرسوب ، ورقة الاسئلة ،الوقت المحدد للإجابة ، أجواء القاعة ، تعليمات المراقبين الصارمة ..تجعل للامتحانات رهبة في نفوس الطلاب صغارا وكبارا.
كثرة تفكير الطالب بالامتحان واعتباره تقييما يتحدد من خلاله مصيره ومستقبله ، إضافة لتوقعات غيرمنطقية يبالغ بها الاهل ، وفرض حالة طوارىء في البيت وحتى انتهاء الامتحانات ..لازيارات ،أوتليفزيون ،أو مكالمات أو لعب أوخروج من المنزل، يزيد من الارتباك والخوف الذي يعيشه الطلاب اثناء فترة الامتحانات.
قلق الامتحانات يصنف من خلال القانون السيكولوجي ''بركس - دادكس '' الى نوعين الأول طبيعي ايجابي مقبول ومطلوب يزيد من مستوى التركيز يحفزالطلاب على الجد والاجتهاد، و الثاني مرضي سلبي مرفوض ، يؤثر على الثقة بالنفس والتفكير وقد يقود الى الفشل، تصاحبه اعراض مختلفة مثل عدم قدرة الطالب على النوم وتذكر دروسه ، أوجاع في الرأس والمعدة والتعرق والرجفة واحمرار الوجه وغيرها سهلة أم صعبة ؟ من المنهاج ام خارجه ؟ هل يكفي الوقت للاجابة عليها ؟ اكثرالتساؤلات التي تدور في ذهن الطلاب حول الاسئلة ، وفي جعبة ''مصطفى '' بالصف السادس الكثير يقول : الاسئلة لاتكون سهلة دائما كالاختبارات العادية ، صحيح انها من المنهاج ، لكن كثيرا ما يتم وضعها بطريقة تشكك الطالب في معلوماته وتؤدي الى ارتباكه، واذا لم يكن درسا جيدا ومتأكدا من معلوماته، قد يخطىء في الاجابة ، ويتبدد الجهد الذي بذله ليس للامتحان فقط بل وطيلة العام الدراسي .
لكن '' هناء '' بالصف السابع تعيش حالة مختلفة اثناء فترة الامتحان تقول : اشعر كأنني غريبة عن الصف و المدرسة و المعلمات و الزميلات ، أذهب للامتحان واشعر بأن كل المعلومات تبخرت ، لااستطيع ان اتذكر اي شيء منها ،واضطرب اكثر امام ضيق الوقت . لكن بعد ان استلم ورقة الاسئلة واقرأها اكثر من مرة ، تخف حدة الاضطراب لكنني لااتخلص منها ابدا.
المتفوقون يخافون من الامتحان اكثر من غيرهم ، تقول ''دعاء '' بالصف الثامن، الخوف شيء طبيعي ، لكن المظاهر التي ترافق الامتحان هي التي تسبب القلق الشديد ، مثل تجهم المعلمة التي تراقب الامتحان والتعليمات بان تضع كل طالبة عينيها في ورقتها أو أن اي محاولة غش مثلا تدفع صاحبها للحرمان من الامتحان ... وغيرها التوجيهي حالة خاصة من الامتحانات ، يكفي اسمه ، ليدب الخوف في نفوس الطلاب والأهل ، فهو يقلب حياة الطالب رأسا على عقب، فهو الاصعب خلال المراحل الدراسية، ،.يقول طالب التوجيهي ''رامي '' .
رؤية مختلفة للامتحان يقدمها كتاب ''امتحانات بلا خوف ''للباحثتين'' بيت اورين والزا ونويدي '' و يعد الطلاب بمساعدة الطلاب في التخلص من رهبة الامتحان وتحويله الى حافز للابداع بما تتطور معه عادات جديدة تقتلع جذور القلق والحصول على درجات افضل ، ويمنحهم فرصة التعرف الى انماط مختلفة من العلاج السلوكي والمعلومات لتعزيز الثقة بالنفس والقدرات ومواجهة النتائج لتحقيق التوافق النفسي والذهني مع اجواء الامتحانات ، و حسن الاستعداد للامتحان امر اساسي يتيح التعرف على المهارات والانجازات بما يتطلب تدريس مادة الامتحان في المدارس والجامعات .
شعور الرهبة من الامتحان لايتغير سواء كان الطلاب في المدرسة او الجامعة ، وتقول ''مرام'' بالسنة الاولى :ونحن في المدرسة كان الاهل يدفعونا للخوف من الامتحان ، يطالبونا بان ندرس كثيرا ، يحرمونا من ان نعيش حياتنا الطبيعية، ، نأكل ونشرب ونحن ندرس وكاننا في معركة ، هذا كله كان يتعبنا ، يزيدنا قلقا واضطرابا، في الجامعة الوضع اختلف، والطالب على وعي بمصلحته اكثر، ويعرف ان فشله سيؤثر على مستقبله ، '' معن''في السنة الثانية مايزال يعيش مشكلة الخوف من الامتحان ، ويقول بأن اعصابه تكون ''تالفة '' حين يدخل القاعة ، يصيبه صداع شديد، يجعله ينسى جميع ما كان يحفظه، والاهم انه يرتبك بسرعة كلما نظر في ساعته خوفا من ان يمر الوقت قبل ان يكمل اجابة الاسئلة.
الغش ظاهرة سلبية يلجأ إليها بعض الطلاب في الامتحان، يبتكرون وسائل مختلفة اما يحتفظون بها لأنفسهم اويفصحون عنها لزملائهم ، لكن في مدينة'' بيكاتيرينبرج '' بجنوب روسيا منح الطلاب معلميهم فرصة الاطلاع على وسائلهم بالغش وذلك في معرض ''أفضل برشامة ( ورقة للغش ) '' واقيم ليوم واحد في حزيران 2008 ، وبحسب ما أفادت وكالة الانباء الالمانية (د.ب.أ) فإن بعض هذه الاوراق كتب بخط آباء ارادوا ابناءهم ان يحصلوا على درجات افضل ، كما عرضت بعض الادوات السحرية التي يستخدمها الطلاب بينها اجزاء مجمعة من كتب مدرسية واساور عليها رموز للمواد الكيماوية بالاضافة وريقات صغيرة يمكن اخفاؤها تحت الاظافر الصناعية التي تستخدمها الطالبات .
وتروي معلمة باحدى مدارس العاصمة عمان بأن اغرب طريقة غش اكتشفتها هي قيام طالبة بكتابة بعض المعلومات على اظافر يديها ،وتقول: لفتت نظري وهي تمعن النظر في اظافرها ، وعندما اقتربت منها رأيت ما اذهلني .!! وينصح تربويون الطلاب بمراجعة شاملة ليلة الامتحان ، وتتجه اراء كثيرين الى ان الطلاب يبالغون كثيرا في خوفهم من الامتحان ، ومن يدرس اولا بأول ، لن يرتبك امام ورقة الاسئلة ، وسيعرف حتما الاجابة الصحيحة ، يؤكدون الى ضرورة أخذ قسط وافر من الراحة اثناء الدراسة يستعيدون من خلاله نشاطهم ، وان لايطيلوا السهر ليلة الامتحان ، وعدم مراجعة الدروس قبل دخول الى القاعة ، و عدم التأثروالانفعال اذا ما سبقهم زملاءهم للاجابة .
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جيجي
المفضلات