مرض السكري وآثاره على العين
يعتبر داء السكري من الأمراض الشائعة بين الناس ويزداد شيوعاً مع تقدم الزمن لوجود أسباب وراثية على وجه الخصوص أو أسباب مكتسبة غير وراثية من توتر دائم وأزمات نفسية عنيفة والجدير بالذكر أن مرض السكري يؤثر بصورة كبيرة على جميع أجهزة الجسم المختلفة وله تأثير شديد الخطورة على العين إذا لم يتم التعامل الطبي مع هذه التأثيرات عن طريق أطباء العيون المختصين ويمكن تلخيص هذه التأثيرات الضارة لداء السكري على العين من خلال شبكية العين التي تتأثر بداء السكري اذ تعتبر الشبكية من أدق وأخطر أجزاء العين تأثراً بمرض السكري المزمن وغير المنتظم يؤدي إلى التأثير على مستوى الرؤية وهناك عوامل تساعد على حدوث هذه التأثيرات وأهمها طول فترة الاصابة بالمرض و الاصابة بضغط الدم المتلازم مع مرض السكري في بعض الحالات بالاضافة الى تأثير داء السكري على وظيفة الكلى مما يرجح حدوث تغيرات بالشبكية في شكل نزيف وارتشاحات نتيجة نقص الأكسجين وقصور الدورة الدموية للشبكية مما يؤدي إلى تغيرات في الأوعية الدموية الدقيقة المغذية للشبكية تؤدي إلى سهولة نزفها وارتشاحات بالشبكية ويتأثر مركز الإبصار ويبدأ المريض بالإحساس بزغللة مستمرة حتى في وجود نظارة طبية وفي حالة النزيف يرى بقعة سوداء في مجال النظر أو عدم استقامة الخطوط ولا بد في هذه الحالة من العرض على طبيب العيون للفحص ويتم عندها اجراء عدة فحوصات ومنها فحص قاع العين وتصوير الشبكية بصبغة الفالوروسين لمعرفة درجة الخطورة وتحديد مكان النزف وتحديد طريقة العلاج وعدد جلسات الليزر التي يحتاجها المريض.
وفي حالة وجود نزف في الجسم الزجاجي يحتاج المريض إلى العلاج الدوائي في بادئ الأمر ثم التدخل الجراحي إذا لزم الأمر لذا ينصح مريض السكر بالفحص الدوري حتى يمكن التعامل مع هذه التأثيرات الضارة قبل تفاقمها.
ويؤدي داء السكري إلى حدوث عتامة بعدسة العين (الكتراكت) بصورة مبكرة عن المرضى الآخرين الذين لا يعانون من هذا الداء فعند ارتفاع السكر بالدم ينفذ الجلوكوز إلى عدسة العين بمعدل اكبر ويتحول إلى مركب السوربيتول ويتراكم بالعدسة مما يؤدي إلى تغير اسموزي وتغير في المعامل الانكساري للعدسة فتتحول إلى عتامات مسببة ما يعرف بالمياه البيضاء.. ويمكن اكتشاف هذه العتامات بالكشف المجهري وعلاجها بزراعة عدسة داخل العين ويحدث ايضا ارتفاع في ضغط العين (وهو ما يعرف بالمياه الزرقاء( التي تحدث بنسبة 32 % من مرضى السكر وهي نسبة عالية نظراً لطول مدة الداء السكري ويمكن حدوث المياه الزرقاء نتيجة ظهور أوعية دموية صغيرة بالقزحية تؤدي إلى مياه زرقاء مغلقة الزاوية مسببة آلاماً شديدة بالعين واحمراراً شديداً وارتشاحاً بالقرنية أو مياهاً زرقاء مفتوحة الزاوية ناتجة عن ضيق القنوات الخاصة بتسريب السائل الزجاجي.. وفي كل الأحوال لا بد لمريض السكر من قياس ضغط العين بانتظام للمحافظة على العصب البصري.
ومن المعروف أن داء السكري يؤدي إلى ضعف مناعة الجسم وعند ارتفاع نسبة السكر بالدم وعدم استقرارها تحدث التهابات بالجزء الأمامي من العين على شكل إفرازات من العين والتهاب بالملتحمة وأكياس دهنية متكررة الظهور.. وفي هذه الأحوال من السهل التعامل بالأدوية والقطرات وبعض الجراحات البسيطة إذا لزم الامر .
والنصيحة في النهاية أنه على مريض السكري متابعة طبيب العيون من وقت لآخر لتلافي حدوث مضاعفات فعيناك هبة من الله فحافظ عليهما .
رد مع اقتباس
المفضلات