احباب الاردن التعليمي

النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: أوباما وإيباك وهرمجدون والعرب والأحلاف وأشياء أخرى

  1. #1
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Sat May 2007
    الدولة
    أم الدنيا وارض الكنانه
    العمر
    39
    المشاركات
    120,668
    معدل تقييم المستوى
    21474973

    Lightbulb أوباما وإيباك وهرمجدون والعرب والأحلاف وأشياء أخرى

    تحليل موجز لسياسة الولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط
    أوباما وإيباك وهرمجدون والعرب والأحلاف وأشياء أخرى.. بقلم: د. آية عبد الله الأسمر



    بقلم: د. آية عبد الله الأسمر



    أستغرب حقا من أولئك المتفائلين بعهد أوباما وتدهشني التحليلات السياسية الساعية إلى التكهن بسياسة أوباما حيال الشرق الأوسط من خلال تصريحاته وتاريخه وجذوره، وأكثر ما يثير الدهشة والسخرية أن البعض يظن أن باراك أوباما –ربما- سيجد حلا لقضية الشرق الأوسط يرضي جميع الأطراف ويساعد على إشاعة الاستقرار والهدوء في المنطقة.




    منذ أكثر من عشر سنوات وأنا أقرأ عن القضية الفلسطينية وعن علاقات العرب الدبلوماسية وغير الدبلوماسية مع الولايات المتحدة الأمريكية ومع إسرائيل، وأبحث عن أسباب خسارتنا لجميع قضايانا على الرغم من عدالتها وهزائمنا المتلاحقة على الرغم من إرادة الشعوب، وسقوط رموزنا (على قلتهم) على الرغم من شجاعتهم وأحقية مطالبهم.



    أنبش في الذاكرة وفي صناديق التاريخ العتيقة عن أسباب مقنعة ومنطقية لانكساراتنا تشرح لي مشروعية إراقة دمائنا وهتك أعراضنا واستباحة أوطاننا بيد يباركها العالم الذي يحلل ذبحنا في وضح القرن الواحد والعشرين.



    لا أدعي هنا أنني اكتشفت السر أو أنني فهمت الأحداث والأسباب والنتائج فهما دقيق وأنني حققت إنجازا خارقا بما توصلت إليه من معلومات، فالمسألة بالنسبة لي ليست سبقا صحفيا إنما هي محاولة شخصية وفردية لنزع قناع الجهل وقتل أشباح الوهم وإحراق كوابيس الأحلام المستحيلة، إلا أن هذه المحاولات على بساطتها تهمني لارتباطها عندي بمحاولات أخرى تهدف للملمة خيوط التغيير، ومن هنا وبما أن التشخيص الدقيق هو الخطوة الأولى والأصعب والأخطر في عملية العلاج كان لابد من أن أتحقق من أسباب الوهن المعشش في مفاصل ماضينا وحاضرنا السياسي.



    أولا أرغب في أن أسجل إعجابي بل وانبهاري بتكاتف وتعاضد يهود العالم في سبيل قيام الكيان الصهيوني وأسجل في المقابل خجلي بل واشمئزازي من تواطئنا المقصود وغير المقصود على المستويين الرسمي والشعبي في تصفية كل أحلامنا وقضايانا واغتيال مستقبل أطفالنا.



    عندما نعود إلى أوباما كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية وإلى سياسة البيت الأبيض ونوايا واشنطن تجاه الشرق الأوسط لا نستطيع أن نفهم أبجدية هذه اللغة إلا من خلال وعينا بدور اللوبي الصهيوني وحجم تأثيره على مؤسسات السلطة الأمريكية وقوة نفوذه وهيمنته على صناعة القرار السياسي والاقتصادي والإعلامي بل وانخراطه وتغلغله في صياغة القرارات السياسية العليا أحيانا والتي قد تضر بمصالح المواطن الأمريكي وتتعارض مع الصالح والهدف الوطني للولايات المتحدة الأمريكية إلا أنها تحقق أهداف السياسة الإسرائيلية وتصب في مصلحة الطموح الصهيوني، وبمرور الزمن يتكشف لنا كل يوم مدى عمق اختراق هذا اللوبي لمراكز ومؤسسات السلطة والنفوذ في أنحاء العالم، ولعل اللجنة الأمريكية- الإسرائيلية للشؤون العامة (التي تعرف اختصارا "إيباك" بالإنجليزية) هي أهم جزء من اللوبي الإسرائيلي من ناحية سيطرتها التامة على الكابتول هيل (مبنى الكونغرس الأمريكي في واشنطن) وأعضائه بل وعلى البيت الأبيض وموظفيه، ولا نبالغ حين نقول أن اللوبي الإسرائيلي بجمعياته ولجانه المنتشرة بطول البلاد وعرضها وبما تقوم به من أنشطة وفعاليات وما تجمعه من أموال بشكل عام، وإيباك بتنفذها وثقلها وتأثيرها السياسي وانصهارها في أروقة البيت الأبيض من خلال الموظفين والأذرع الممتدة لها هناك، وسيطرتها التامة على آراء أعضاء مجلس الشيوخ والنواب من خلال الأموال الطائلة التي تنفقها على الحملات الانتخابية في سبيل إنجاح مؤيديها وهزيمة معارضيها ومن خلال الحروب الضارية التي تشنها على منتقديها، اللوبي الإسرائيلي عموما وإيباك على وجه الخصوص يتحكمان بكل القرارات الصادرة عن البيت الأبيض والكابيتول هيل فيما يتعلق بالسياسة الشرق أوسطية، إلا أن إيباك تتفرد بتغلغلها في نظام الحكم بعمق وبالكامل إلى درجة أن أحد النواب الأمريكيين وصفها مرة بأنها "تُرهب الكونغرس" وإلى الحد الذي يجعل رئيس الولايات المتحدة الأمريكية يلجأ إليها حينما تواجهه مشكلة سياسية معقدة متعلقة بالنزاع العربي- الإسرائيلي أو عندما يرغب بمصادقة الكونغرس على مشروع لا يحظى بتأييد ودعم الكونجرس، وفي الغالب ما تكون هذه المشاريع ذات صلة بالمساعدات المادية والعسكرية التي تهبها الولايات المتحدة لإسرائيل دون مقابل ودون شروط، أو مشاريع قد تتعارض والمصالح الأمريكية القومية إلا أنها تخدم أطماع إسرائيل.



    لا أريد الخوض في مزيد من التفاصيل حول اللوبي الصهيوني المتجذر في القرار الأمريكي ولا عن إيباك النابتة على جدران الإرادة الأمريكية خاصة فيما يتعلق بسياستها الخارجية، إلا أنني أتساءل لماذا لم يشكل عرب أمريكا مثل هذا اللوبي؟ ولماذا لا يمتلكون مثل هذا التأثير؟ ولماذا يشكل اليهود دائما ثقلا أكبر بكثير من حجمهم (هناك مثلا حوالي أربعين يهوديا في البحرين استطاعوا أن يزرعوا لهم نائبا في البرلمان البحريني حتى يمثلهم) بينما نتنافس نحن على أوزان الريشة بالرغم من خصوبة نسائنا وكثرة تعدادنا؟! ويستمد سؤالي منطقيته في ضوء معلومات مفادها أن القائمين بتأمين النشاط السياسي لجميع منظمات يهود أمريكا لا يزيد عددهم على 250 ألف شخص من بين 2 مليون يهودي مهتمين باللوبي الإسرائيلي إما سياسيا أو ماديا من بين يهود أمريكا بشكل عام! بناءً على ما تقدم ذكره يمكنني أن أفهم لماذا تهم الانتخابات الأمريكية الشعب الأمريكي وحده ولا تفيدني أنا شخصيا كمواطن عربي على الصعيد السياسي، ذلك أن الأسباب وإن تعددت فالموت واحد والوجوه المترددة على البيت الأبيض وإن اختلفت فاللوبي ثابت!



    ننتقل الآن من السلطة السياسية في الولايات المتحدة الأمريكية إلى الشارع الأمريكي والشعب الأمريكي والذي عادة ما نبرئ ساحته من قرارات قياداته لأسباب معظمها يتعلق بسيطرة اللوبي الإسرائيلي على وسائل الإعلام والتضليل الذي يمارسه اللوبي على الشعب وبعضها الآخر يتعلق بضحالة ثقافة الشعب الأمريكي خاصة فيما يخص منطقتنا العربية وحربنا مع الكيان الصهيوني، بالإضافة إلى الانطباع السيئ الذي يتفنن المغتربون العرب خاصة الأثرياء منهم في وشمه على جباه الذاكرة أينما ذهبوا، ولكن هل حقا أن المسألة بهذه البساطة والوضوح؟ أعتقد أن هنالك أيدي دينية يهودية تساند الإخطبوط السياسي والاقتصادي اليهودي؛ فاليهود يملكون فكرا توراتيا قاموا بتأصيله في نفوس وعقيدة الأمريكيين البروتستانت، والمحافظون الجدد أمثال رونالد ريجان وبوش الأب وبوش الابن بنوا سياساتهم الخارجية خاصة فيما يخص علاقاتهم بالشرق الأوسط عموما وبالدول الإسلامية على وجه التحديد بناء على أهداف الحركة الماسونية الصهيونية التي تتطلع بشغف إلى القضاء على الإسلام أولا، وجر العالم نحو النهاية المحتومة التي يتنبأ بها الكتاب المقدس ثانيا، وما الحروب العالمية التي خاضها بوش الابن بحجة القضاء على الإرهاب في أفغانستان والعراق إلا ترجمة عملية لفكر التيار الديني المحافظ الذي يؤمن بأن عودة المسيح لن تتحقق إلا بعد أن يعود اليهود إلى أرض الميعاد وتنتشر الحروب على وجه الأرض ويُقتل ثلثا أهل الأرض من المسلمين.



    هذه الأفكار والمعتقدات وإن كنا لا نؤمن بها ونستهزئ بها إلا أنها تلاقي رواجا كبيرا في الولايات المتحدة الأمريكية وجذورها ضاربة في عمق الفكر الأمريكي الإنجيلي، وتكمن خطورة هذه الأفكار في الإيمان الراسخ المحفور في ذهن الأمريكيين بأن إسرائيل هي أرض الكتاب المقدس، واعتقادهم الأساسي بوجوب دعم وتأييد اليهود في حربهم من أجل العودة إلى والسيطرة على أرض فلسطين، والدور الهام والخطير الذي يلعبه القساوسة ورجال الدين في ترسيخ هذه المعتقدات ومنحها الحق والصلاحية والقدرة على إدارة السياسة الأمريكية الخارجية، وترتكز هذه المعتقدات في جوهرها لا على مصالح وأهداف مشتركة أو عواطف دينية متبادلة بين اليهود والإنجيليين بل تعتمد وبشكل أساسي على إيمان هؤلاء الإنجيليين بضرورة عودة اليهود إلى فلسطين وقيام دولة إسرائيل (الأخيرة) ووجوب قتل اليهود للمسلمين في معركة نووية معروفة باسم "هرمجدون" على أرض "تل مجيدون" في فلسطين ومن ثم تنشب الحروب الطاحنة ويعم الدمار الشامل العالم ليظهر المسيح الذي ينجو بأتباعه من المسيحيين من خلال "الاختطاف" والصعود إلى السماء حتى يهلك كل من لم يعتنق المسيحية لينزل بعدها المسيح وأتباعه إلى الأرض مرة أخرى ويحكم الكرة الأرضية ألف عام فيما يعرف بالألفية السعيدة.



    قيام دولة إسرائيل وهلاك المسلمين وحرب هرمجدون ومن ثم الاختطاف والألفية السعيدة هي أسس الأفكار التبشيرية التي تنادي بها الكنائس والمحطات التلفزيونية الدينية والحملات التي يتبناها القساوسة ضد السلام مع العرب والفلسطينيين والتي تنادي بضرورة قتل العرب والمسلمين حتى تقع هرمجدون، وهكذا تمكن اليهود وببراعة مطلقة من ربط قيام دولة إسرائيل بالفكر والواجب الديني لدى عشرات الملايين من الأمريكيين وغيرهم من الأوروبيين، وغرسوا وبإحكام تام فكرة حتمية الالتزام بالدفاع عن اليهود ودولتهم إسرائيل حتى تتحقق النبوءات وتأتي نهاية العالم، هذا بعد أن استطاع اليهود وبدهاء مشهود أن يربطوا ما بين التوراة والإنجيل (العهد القديم والعهد الجديد) ويغسلوا أيديهم من دماء السيد المسيح ليتسنى لهم الاستفادة من المعسكر المسيحي ضد صفوف المسلمين.



    هذه النبوءات والمعتقدات الدينية هي من أهم الأسباب التي تؤجج لهيب الحرص الأمريكي على حرمان دول المنطقة (العراق وإيران وباكستان) من امتلاك سلاحا نوويا من المفترض -وبناء على قناعاتهم الدينية- أن يظل حكرا على إسرائيل حتى يكفل لها النصر في هرمجدون.



    ومن المؤسف حقا أن البيت الأبيض و51% من الشعب الأمريكي يؤمنون بهذه الدعوات الصهيونية الباطلة، ومن المحزن بل ومن المخزي أن الأنظمة العربية الإسلامية تساهم في تحقيق هذه الأهداف الماسونية الصهيونية إما مع سبق الإصرار والترصد أو عن جهل بكل هذه التدابير والمخططات وجهل أكبر بتفاصيل نهاية العالم كما ذُكرت بالقرآن الكريم وكلا الأمرين مر! إن كان اللوبي الصهيوني والمعتقد الديني هما من أهم العوامل الداخلية التي تتحكم في السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية فهناك أيضا عوامل خارجية تسهم في تذليل أو عرقلة مشاريع البيت الأبيض في المنطقة، ولا نريد الحديث هنا عن المصالح والأطماع السياسية والاقتصادية للولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا في المنطقة على الرغم من أهمية وحيوية وحساسية هذه الأهداف ودورها الفاعل والقوي في رغبة الولايات المتحدة في البقاء في المنطقة عسكريا وسياسيا لا من أجل ضمان حماية وأمن إسرائيل فحسب بل ولاستنزاف خيرات المنطقة ونفطها وأموالها وثرواتها وضمان بقائها سوقا مفتوحة لتسويق المنتجات والبضائع الأمريكية ناهيك عن امتيازات السلطة السياسية التي يجب أن تتمتع بها أقوى دولة في العالم خاصة وأن روسيا القريبة أخذت في الفترات الأخيرة تتعافى وتقف على قدميها من جديد، وإيران المزعجة تحاول الظهور على خشبة المسرح بقوة.



    هذه العوامل على الرغم من قوة تأثيرها في السياسة الأمريكية الخارجية إلا أنها معلومة للعيان، ولكن هناك عوامل أعتبرها شخصيا أكبر أهمية وأعمق أثرا وأقوى مفعولا في سير القضية الفلسطينية وفي صياغة إحداثيات العلاقات العربية الأمريكية لأنها لا تتعلق بالولايات المتحدة الأمريكية ولكنها مرتبطة بالطرف المقابل وصاحب العلاقة مباشرة ألا وهم العرب والفلسطينيين، ومن هنا فإنه لمن المجحف أن نؤمن بحتمية الرضوخ للهيمنة الأمريكية وقدرية إسرائيل بيننا من دون أن نفند كنه هذه العوامل ومصداقيتها وحجم تأثيرها.



    من المنطقي إذا أن نتحدث في هذا السياق عن ثلاثة مفاتيح رئيسة شكلت وتشكل أساس الضعف والوهن والتبعية التي وسمت ووصمت العلاقات العربية-الأمريكية والعلاقات العربية- الإسرائيلية على اعتبار أن الثانية امتداد طبيعي للأولى.



    حذاء الزيدي الذي اجتاح فضاء الصمت والقهر وشجاعة تشافيز وهو يلقي بنجمة داوود في أزقة المهانة، وصوت الكبرياء في موقف أردوغان الذي هز دافوس والقلوب وبقايا عنفوان كان قد ضاع على أرصفة النسيان، والذي شاهدناه بعيون تصفق دهشة وفرحة وانبهارا، هذه المواقف تدلل بوضوح على أن استغلال واستغفال واحتقار وتهميش العالم بأسره لأنظمة وشعوب ودماء وعرق وقومية وديانة العرب المسلمين ناتج عن خلل في معطيات المعادلة العربية- الأمريكية، وهذا الخلل نابت على ضفاف الطرف العربي المرعوب ومرتبط بشخصيات سياسية وقيادية هزيلة ومهزومة بل ومخصية لأنها ببساطة تمسك بدفة الحكم وتتحكم بمصير أمم وشعوب في حين أن قاموسها السياسي خالي من معاني ورموز تهمنا نحن كشعوب مرتبط مصيرها –للأسف- بقراراتهم ومعاهداتهم وأقلامهم ومراهقاتهم السياسية التي أرهقتنا، ومن ينظر ويدقق في صور الزعامات العربية المتقزمة والمتأزمة المرتمية في أحضان كوندليزا رايس وليفني وبوش ويقارنها بهامات الرجال الشرفاء الذين تنضح جباههم رجولة وجرأة سيفهم حتما ما الذي أعنيه.



    العلّة الثانية هي فينا نحن المفطورون على الخيانة والمغرمون بالانقسامات والشقاق والتناحر، وكأن التواطؤ أضحى مكوّنا أساسيا في تركيبة الحمض النووي للإنسان العربي، ففي الوقت الذي يتكاتف فيه يهود العالم بصورة لافتة ومبهرة بل ويقومون باستقطاب الأنصار والحلفاء والأصدقاء من كل حدب وصوب في سبيل غاية واحدة وهدف محدد ومرمى مشترك، نتعثر نحن في كل علاقاتنا الداخلية والخارجية بل ونجاهر بمناصرتنا لأي طرف يحارب جيراننا وأشقاءنا وأصدقاءنا بل وننفعل في كثير من الأحيان لنشترك في الحرب مع العدو ضدهم ونحن نعلم أن الحرب التي نزكي نيرانها ونؤجج لهيبها هي في قلبها وقالبها ضدنا نحن، والأمثلة المنقوعة في الذاكرة العربية والطافية على وجه الواقع العربي أكثر من أن نعدها هنا.



    أما المصيبة الثالثة فهي في كوننا نحن العرب أهل الكلام والبيان والحصافة وعلى الرغم من مرور ستون عاما على مصائبنا ونكباتنا إلا أننا وحتى اليوم لم نتمكن من شرح قضايانا بصورة واضحة وحاسمة وجلية للعالم ولم نستطع أن نكسب تعاطف حتى أنفسنا معنا، بل وازداد الأمر سوءا في الآونة الأخيرة حتى وصل بنا الأمر أننا بتنا لا نؤمن فعلا بحقوقنا وعدالة مطالبنا، وهذه المصيبة تتحول إلى كارثة حقيقية عندما تتفاقم مع مرور الوقت على الصعيد السياسي لتصبح عائقا ضخما يقف بكل ثقله بيننا وبين العالم بدوله ورؤسائه وشعوبه وهيئاته ومنظماته، وينتهي بنا الأمر –في نظر العالم بأسره- مجرد بدو يشربون النفط ويضاجعون النساء تحت تهديد السكين والكلاشنكوف والصواريخ! ومن حقائب الذاكرة أستخرج شهادة أحد أعضاء الكونجرس الأمريكي الذي صرّح مرة بأنه وطوال فترة انتخابه في الكونجرس والتي امتدت عشرين عاما لم يسمع قط بمسؤول أو دبلوماسي أو سفير أو رئيس عربي قام بطرح قضيته بوضوح وصدق وحنكة وذكاء بحيث استطاع أن يكسب تعاطف وتأييد الطرف المقابل المستمع، ومن على طاولة الحاضر مازلت أذكر مهزلة شرم الشيخ القريبة والتي دعا لها حسني مبارك في أعقاب العدوان الآثم على غزة والتي خرج منها كل من ساركوزي وميركل وهما أشد حماسا لإسرائيل وأكثر اقتناعا بأنها محقة في الدفاع عن نفسها أمام إرهاب حماس!



    ترى ما الذي قاله أهل البيت (العرب) لضيوفهم (الأوروبيين) حتى فجروا ألغام الغضب الأوروبي في وجوه أنفسهم بدلا من أرجل الأعداء؟ نعم أعترف أنني مغرمة بفكرة تشكيل الأحلاف (باستثناء الحلف العربي الأمريكي الصهيوني الذي اتضحت معالمه وبرزت قسماته بوضوح بعد العدوان على غزة) لأنني مؤمنة بأهميتها وقوتها وفوائدها خاصة عندما تجد الأنظمة العربية القاصرة يدا ناضجة وراشدة وبالغة تأخذ بيدها خلال فترة مراهقتها لتخلصها من براثن القناص الأمريكي الذي يحاول أن يغويها ويوقع بها، ولكن الذي لا أفهمه لماذا تصر الأنظمة العربية على أن توصد كل الأبواب في وجه تركيا وإيران وروسيا وغيرهم بحجج العلمانية والشيعية والشيوعية وتستعذب الاكتواء بجهنم أمريكا وما جرته علينا من ويلات ودمار، حتى وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة وتنهار؟ لما كل هذا الولاء والوفاء؟ لما لا نفتح قنوات تواصل واتصال سياسي ودبلوماسي واقتصادي وأمني وتجاري مع تركيا وفنزويلا وبوليفيا وغيرهم ونبحث عن شركاء جدد يخدمون مصالحنا بقدر ما نخدم مصالحهم عوضا عن أمريكا وإسرائيل اللتين أنهكتانا وهما يشربان من دمائنا ونفطنا ويأكلان حاضرنا ومستقبل أطفالنا دون ارتواء أو شبع؟ أعترف أنني لا أملك أجوبة لكل تلك الأسئلة، ولو أنني عرفت الحقيقة وراء الأسباب لفهمت دوافع أنور السادات حين أمر بإغلاق جميع مزارع الدجاج في مصر وفرض استيراد البيض من إسرائيل؟!؟ هل يحق لنا إذا أن نتفاءل بعهد باراك أوباما الجديد طالما أن عهدنا باقٍ كما هو دون تغيير؟؟؟

  2. #2
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Jun 2008
    الدولة
    صانعة رجال البواسل رجال الهيه المملكة الهاشمية
    المشاركات
    146,552
    معدل تقييم المستوى
    11586669
    مشكورة لنقل الخبر اختي

  3. #3
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Sat May 2007
    الدولة
    أم الدنيا وارض الكنانه
    العمر
    39
    المشاركات
    120,668
    معدل تقييم المستوى
    21474973

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-08-2012, 01:13 PM
  2. ‏الجوال ، الهاتف المحمول : صداع و انسداد الأنف وأشياء أسوأ
    بواسطة محمد الدراوشه في المنتدى منتدى الطب والصحة
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 19-12-2011, 09:51 AM
  3. نيوتن والعرب..!!!
    بواسطة زهر الربيع في المنتدى كلام في السياسة
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 07-08-2010, 01:40 AM
  4. ‏الجوال ، الهاتف المحمول : صداع و انسداد الأنف وأشياء أسوأ
    بواسطة سلمى77 في المنتدى منتدى الطب والصحة
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 07-02-2010, 06:49 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
معجبوا منتدي احباب الاردن على الفايسبوك