قضى الله برها وقضت قلوبهم عقوقها . .
قال بالإحسان إلى عجزها فكان التأفف و نهرها . .
وأمر رسوله برحمتها ثلاثا فقست أفئدتهم وظلمها . .
( في وجهها نهار مشرق الشمس سواح . .
وفي سواد عينيها ينام الليل
في أنس وارتياح . .
وبين أجفانها تنام أسرار البوح والإفصاح . .
وعلى ثغرها ترتسم ابتسامات حائرة تريد النواح . .
وأخاديد حزن قد حفرت ذات عقوق في أرض قلبها الذي استباح . .
وضحى أيامها ضيعت أسباب الانشراح . .
وتمايلت على أغصان العين عبرات جراح . .
وأحرف كتبتها يد الخوف على أوراق وألواح . .
هزها حنين الأم إلى وليدها فعصفت بالقلوب والأرواح . .
غادر ميناء حضنها تاركا إياه لتسكنه الأشباح . .
وأسئلة ثكلى تتيه في شوارع الوجع تغذ السير ألما مع كل صباح . .
وآهات تيتمت وضاعت دروبها بحثا عن الذي ذهب مع أدراج الرياح . .
وسواد يلف حياتها ينسيها عبق الوصل وعطره الفواح . .
وأغلقت دونها أبواب الفرح ورافقت سنينها عجاف الأتراح . .
وأكف الصبر حفرت على صخرة عمرها سره وما باح . .
ونادت في ضميره الذي مات
/ أيا بني متى إلي تعود /
لِم َ تحملني إلى قبر حرمانك . .أو عجزت أن تلف القلب
كف إحسانك . . .وقد حملتك تسعا في رحمي
فما شكا أو وهنا . . وأرضعتك بعدها حنانا
من سنيني الظمـأى . .
وهدهدتك بترانيم وجدي وشوقي أيام وليالي الطوال . .
والآن تبكيني عقوقا يا من لم ترحمني
وضيعت الإحسان معنى جميلا
في الأرواح . .
كُن رائعاً تجد الوجود جميلا..
المفضلات