تساؤلات حول اضطراب الدهنيات
هد الحاج خليل بعمق، ونظر الى ما تبقى من ''المنسف'' وقال لجليسه الطبيب : قل لي يا دكتور، ما حكاية الكولسترول والدهنيات ؟ وهل هي حقيقة أم مجرد كلام لتخويف المرضى؟.
قال الطبيب : ماذا تريد أن تعرف بالضبط؟.
قال الحاج خليل : أولاً هل للكولسترول أنواع؟.
قال الطبيب : نعم، هناك نوعان رئيسان : الضار والنافع تساءل الحاج خليل : هل هناك كولسترول نافع؟.
هذه أخبار جيدة، فلنكمل المنسف إذاً ثم نتابع الحديث .
ابتسم الطبيب وقال: دعني أكمل كلامي قبل أن تكمل المنسف . الكولسترول الضار او ما يسمى الكولسترول منخفض الكثافة (LDL) هو الذي يسبب تصلب الشرايين، وكلما ارتفع مستواه في الدم زاد احتمال تصلب الشرايين في الجسم عامة والقلب خاصة، اما الكولسترول ''النافع'' الجيد فهو ما يسمى الكولسترول (LDH) مرتفع الكثافة.
وهذا ينقل الاجزاء الدهنية من الدم الى الكبد وبالتالي يمنع ترسبها في الشرايين، اي انه يمنع تصلب الشرايين ولذا فإنه يعد نافعاً وليس ضاراً.
قال الحاج خليل : وما الذي يؤدي الى ارتفاع الكولسترول الضار قليل الكثافة ؟ قال الطبيب : 1- الاستعداد الوراثي، حيث ان البعض يرث ارتفاعاً في الكولسترول عن والديه وهناك انواع متنوعة لهذا النوع الموروث وكلها تؤدي الى زيادة احتمال تصلب الشرايين وانسدادها .
2- نوعية الاكل : ان اكل الاطعمة الغنية بالدهنيات والكولسترول يؤدي الى ارتفاع نسبة هذه المواد في الدم ومن ذلك الدهون الموجودة في اللحوم الحمراء ومشتقات الالبان والبيض وما الى ذلك .
3- قلة الحركة وعدم ممارسة الرياضة وزيادة الوزن : ان ممارسة الرياضة تؤدي الى تخفيض الكولسترول الضار وزيادة الكولسترول الجيد وبذلك يستفيد الانسان مرتين بدلاً من مرة واحدة واذا خففض الانسان وزنه _ اذا كان زائداً ? فإن ذلك يؤدي الى تخفيض الدهنيات والكولسترول في الدم .
4- السكري : حيث ان مريض السكري معرض اكثر من غيره للاصابة باضطرابات الدهنيات، ويكون ارتفاع الكولسترول في هؤلاء المرضى اكثر خطوراً من غيرهم، لذلك فان كل مريض سكري يجب ان يقوم بعمل فحص دم لمستوى الدهنيات وغالباً ما يلزم ان يأخذ دواء تخفيض الكولسترول حتى لو كان مستواه طبيعياً او قريباً من الطبيعي، حيث ان الدرسات الحديثة اظهرت ان مرضى السكري يستفيدون من تخفيض الكولسترول بالدواء بغض النظر عن مستوى الكولسترول لديهم.
قال الحاج خليل : وكيف يتم قياس الدهنيات بالدم ؟ قال الطبيب : عن طريق اجراء فحص دم بسيط، ويكون المريض ممتنعاً عن الاكل لمدة 9 ساعات قبل الفحص، ويجب على كل انسان بعد سن العشرين ان يجري هذا الفحص مرة كل خمس سنوات على الاقل .
قال الحاج خليل : ما هو المستوى الطبيعي للكولسترول ؟ الطبيب : المستوى الطبيعي ( او المقبول ) يختلف من شخص لآخر حسب وجود او عدم وجود عوامل لتصلب الشرايين .
قال الحاج خليل لا افهم ما قصدك !! الطبيب : مثلاً اذا كان المريض مصاباً بالسكري فان المستوى المقبول للكولسترول المنخفض الكثافة - الضار ?هو اقل من 100 ملغم اما اذا غير مصاب بالسكري او تصلب الشرايين فان المستوى المقبول هو اقل من 130 اي ان على الطبيب ان يضع العوامل الاخرى بعين الاعتبار قبل ان يقرر ان المريض يحتاج اى دواء للكولسترول ام لا .
قال الحاج خليل : افهم من كلامك ان المستوى المقبول للكولسترول بالنسبة لي مختلف عن المستوى المقبول للحاجة صبحة - زوجته _ الطبيب : تماما، فكما قلت المستوى المقبول يختلف باختلاف عمر الانسان وفيما اذا كانت لديه عوامل اخرى لتصلب الشرايين .
قال الحاج خليل : جاري ابو حسن مصاب بارتفاع الكولسترول، قد اخذ دواء لذلك ولكن جاري الثاني ابو محمد حذره منه وقال انه يؤذي الكبد .
ابتسم الطبيب وقال : اولاً على جارك ان يستمع الى طبيبه المختص ولا يستمع الى جاره، وادوية الكولسترول ادوية امنة وفعالة وهي ككل دواء نافعة اكثر بكثير من ان تكون ضارة، وتحتاج الى متابعة ومراقبة، هناك احتمال لا يتجاوز1% ان تؤدي الى ارتفاع في انزيمات الكبد وهذا امر يمكن تشخيصه من قبل الطبيب، واستدراكه اذا حدث ولكن الاحتمال الاكبر ( اكثر من 99% ) ان لا يحصل ذلك .
اطمأن الحاج خليل، وشكر الطبيب ووعده ان يقوم بعمل فحص للدهنيات والكولسترول قريباً وان يعرضه على طبيبه ليقرر ان كان يحتاج الى دواء ام لا .!.
منقووووووووووووول
رد مع اقتباس
المفضلات