--------------------------------------------------------------------------------
بقرة جحا
بقلم: الداعي بالخير
صالح صلاح شبانة
****************
إذا تحدثنا عن مشروع باهظ النفقات دائم التكاليف نقول إنه مثل " بقرة جحا
ولبقرة جحا قصة نقول فيها ما يلي :
أن بقرة جحا عثرت وكسرت ساقها . وبما أن كسور البهائم لا تجبر , أضطر جحا إلى أن يذبح بقرته ويوزع لحمها هدايا على أهالي القرية , ثم ما لبث أن بدأ يطوف على أهالي القرية يجمع الإعانات لتأمين ثمن بقرة جديدة .
وكان جحا كلّما أنهى جولة جديدة بدأ جولة أخرى في جمع الإعانات , وهكذا دواليك , وبقيت الناس تدفع , وبقي جحا يجمع إلى يومنا هذا " بوجوهه المتجددة طبعا "
وجحا بالمناسبه شخصية حقيقية خرافية ، تتنافس عليها قوميات ثلاثه وهي ( نصر الدين خوجه ) التركي والأشهر على الأطلاق ، وهناك شحصيه عربية وهو (أوجين بن ثابت الفزاري) ، وكان يقيم ما بين البصرة والكوفة ، وجوحي شخصية جحا الفارسي .
وشخصية جحا دخل عليها الكثير مما يتبرأ منه الجحاوات الثلاثة ، وهذا أمر طبيعي يحدث بسبب التراكم الزمني على مبدأ (كل إشي بنقلبه بنقص إلا الحكي بزيد ) ، ولمرورنا بعصور وأزمان قاسية سمتها الكبت وسد الحنك ، وانعدام الحرية وتحريم التعبير .
وسيرة جحا مثل الف ليلة ، كتبها عشرات المؤلفين ، على مدار السنين ، وستبقى عرضة للزيادة ، وهي تحتوي على عشرات المئات من الحكايات ، تزدهر عندما يزدهر الظلم والقمع ، وعندما الحكومات تترك اللصوص والمفسدين يسرحوا ويمرحوا ، غارزين أنيابهم السوداء في لحوم الفقراء ، وبحبسون الكُتّاب والمفكرين لأن كلماتم قذائف موت للظلم والظالمين ...!!!
فيظهر جحا ننفث كلماتنا الساخرة على لسانه ، وقد حاول عشرات من المفكرين اختراع وتأليف واستنباط شخصيات بديله إلا أنها لم تنجح وسقطت .
ولعل سبب نجاح شخصية جحا أنها استطاعت تطويع شخصيات غاية في القوة والبطش والعناد والغباء أحيانا ، وسيبقى جحا وسام تراثي على صدر الزمن ، كلما علاه الغبار قمنا بتنفيضه ونفخ روح الحياة فيه
المفضلات