خميس لِمّوات
صور حية من قرية أيام زمان
بقلم : الداعي بالخير : صالح صلاح شبانة
*** *** *** *** ***
خميس لِمّوات من مواسمنا الشعبيه ، موسم نستناه في كل نيسان ،
في نصه ونقيم له الاحتفالات
قديش سألت عن أصل وفصل ها لخميس ، وقديش سمعت حواليه ،
قصص وأساطير وحكوا حكايات
ناس نسبوه لسيدنا عمر بن الخطاب ، يحتفل فيه كل سنه ،
ويذكر اللي سبقوه من أموات
بس ها لمقاله ما طاحت مخي ، وسيدنا عمر ما نسي الموت لحظه ،
ومن مخافة الله ما نشفت له دمعات
حتى حفر الدمع أخاديده عَ وجناته ، فمن وين لوين يبدا الخميس في عهده ؟؟
وعهده عهد نصر ما فيه خرافات
وناس قالو لي : بلا تخبيص ، وفحص وتمحيص ، ومش رح توصل لقرار صحيح،
وتحَمِّل الموضوع أثقال و خطايا بايتات
قالو لي اللي بَدَا ذبح فدِي لأمه وأبوه اللي ماتوا ، وحط عَ اللحم ملح ،
لأنه الملح هو اللي بوصل للأموات
بس إحنا يا ترى منين إجتنا ها لعادات والممارسات في خميس لِمّوات ؟؟
وبنصير يومها شحادين وشحادات ؟؟
قالوا شهر نيسان أربع خُمسان ، خميس نبات ، بعًسّي النبات وبتكثر فايدته ،
وبصير عز وغلا وطعمه حلا للحيوانات
وخميس أموات وهذا بيت القصيد اللي إجا خميس لِمّوات منه ،
وصارت إلنا منه تقاليد ورثناها وعادات
وخميس مطر لغسل إقداح لِمّوات ، يعني شتوه محرزه قالوا عنها في الأمثال :
إنها شتوه ولا كل الشتوات
و سَمّوها شتوة نيسان اللي بتحيي الإنسان ، كلنا بنعرفها وبنعشقها ،
شتوه من الله مباركه بتتجدد فيها الحَيَاتْ
والخميس الرابع موسم ، فيه انتقال من البرد والسقعه للدفا والشوب ،
بنعمل من الحليب النا ولحبايبنا حلويات
وبخلص نيسان أبو الأربع خمسان ، وبتفضل العم أيار ، أبو الحر والشوب ،
أبو القارص والناموس ، أبو الأفراح والطهور والجيزات
سألت ستي الله يرحمها ، لمّا عملت لي خريطه من شقفة قماش مهريه ،
مليانه بخزوق مرقعه برُقَع ملوَّنات
شو أعمل يا ستي ؟قالت لي : بتروح عَ الدور ، والخريطه عَ ظهرك ،
وبتطق الباب وبتقول : شحّدونا عن أرواح الأموات
بيضه ملونه ولاَّ مخمَّره ولاّ ما جاد ، فا لجود من الموجود ، وأوعك يا ولد ,
تتجعمص عَ نعمة الله والخيرات
بس أنا نفسي بقت عزيزه وتمرَّدت عَ الخريطه لِمّرَّقعه كل رقعه لون ،
وأصير شحّاد أستجدي الحسنات
بس ستي فهمتني انه ها لكار مش عيب ، وهذا فال خير ، والولد اللي بشحد :
الله بمد بعمره فوق عمره سنوات
تعجَّبت من منطق ستي ، رغم إني بقيت ما أفهم المنطق وسألتها عن :
ليش أشحد وتشحّدي هيذ شغلات ؟؟
بقى عند ستي ستين قولوا تسعين جاجه بيّاضه ،جمعت بيضهن عَ يومين ..
قولوا ثلاثه ، تيتوزع زكاه وصدقات
تصار عندها رجم بيض ، حطتهن في دست ، وجابت شوال ورق بصل ،
وحطته عليهن مع ميه وسلقتهن عَ النارات
وطلع ها لبيض لِحّمَر تعالوا واتفرجوا ، قالت : هذا ياستي بدي اشحّده كله ،
للي مثلك ومن جيلك من الصبيان والبنات
اللي بدقوا باب ستك يوم الخميس ،عن روح سيدك ، وأرواح جميع اللي ماتوا،
النا من أهل وقرايب وقريبات
وكل بيضه ولاّ مخمرة بدك تشحدها انت وإخوتك بدي اشحد بدالها كثير،
هذا السبر يا ستي وهيذ العادات
اقتنعت بفكره ستي ،ما دام ما حدا رح يعيب عَ حدا، والشحده لأبو موزه
حبطرش والخرايط مليانات
حملت ها لكيس ودرت أطق عَ كل باب ، شحّدوني بيضه ولاَّ مخمَّره ،
إشي منهم يقول : يا هلا .. حلّت البركات
وإشي يقول : إقّبَعْ يا ولد ،لا خمَّرنا ولا بيَّضنا ، بس خذلك طورة ها لقطين
مع إنهن خوابي ستي معبيات
بس تقليد !! يا لله ،تقليد تقليد ، لا حدا حَوَّش ، ما هي ستي بتشَحِّد......
بيض ومخَّمّر ، ومن الزبيب والقطينات
وخبزت طرحتين ثلاثه مخمر ،عجنت عجينه ، وحطَّت عليها عرق اصفر ،
وناس بسمي العِرق كُرّكُم ، وناس مصَّفِرات
وناس عُصْفُر وناس دقَّه صفرا ، أسماء بسمّوها لماده مثل البودره صفرا ،
بتنحَط مع الطحين ، وبتصبغ العجينات
وحطت عرام سمسم وعرام قزحه ، وخبزتهن بالزيت ، يا صلاة النبي......
شو طيبه وزاكيه هذيك الأكلات
وشحدنا وشَحَّدْنا ، واتطاقشنا بالبيض ، وانبسطنا وهيّصنا ، موسم من العُمُر ،
ودعينا بالرحمه والمغفره للأموات
خميس لِمّوات بعده عايش في خيالي حلم ، وستي وهي قُدّام الدست ......
تسلق البيض ، وتخبز في الطابون لِمّخَمَرات
وها لحلم رح ايظله يكبر ، لأنه أعطاني بصمة فلاّح ، إنحفرت في قلبي ،
حتى وأنا ألبس قمصان امّنشََيًهْ وربطات
تقرأ بلهجة أهل سنجل
يصادف هذا العام (2009م) يوم الخميس الموافق 16/4/2009
رد مع اقتباس
المفضلات