[IMG]http://www.**********/up/uploads/images/jr7-1f2e3338ac.gif[/IMG]
يشكو الكثيرون من قلة النوم، ويشكو البعض من كثرة النوم، إلا ان المشكلة الكبرى والخطيرة تكمن في نوم بعض الاشخاص في أثناء النهار بشكل لا إرادي. ومن أجل تعرّف أسباب حدوث هذه الحالة، قام باحثون من معهد مونتريال للاعصاب في جامعة مكجيل - كندا، بدراسة خرجت بنتائج مدهشة. فقد أشارت الدراسة الى تحكم نوعين مختلفين من الخلايا العصبية بحالات النوم واليقظة عند الانسان. يعرف النوع الاول بخلايا (MCH) العصبية وتعني
melanin-concentrating Hormone . ويعرف النوع الثاني بخلايا (Orx) العصبية وتعني خلايا Orexin، ويحتل هذان النوعان من الخلايا المنطقة نفسها من الدماغ ولكنهما يؤديان وظائف متعاكسة.
وتُعد دراسة معهد مونتريال للاعصاب الاولى من نوعها من حيث اكتشاف آلية عمل خلايا (MCH) في أثناء النوم وبالتالي أهميتها في تنظيم حالة النوم، وقد زودت الدراسة، التي نُشرت نتائجها في المجلة العلمية PNAS ، العلماء بفهم عميق لدورة النوم واليقظة، وزادت من معرفتهم بأسباب حدوث اضطرابات النوم مثل مرض الخدار، وهو حالة مرضية تتميز بنوبات نوم قصيرة وعميقة، وأمراض اخرى مثل الاكتئاب وباركنسون.
يتم التحكم بعملية النوم بواسطة عمليات تجري في الدماغ كاستجابة لتحديد الفترة التي يجب ان نبقى فيها يقظين، ودورة الليل والنهار. وقد قامت الدكتورة باربرة جونز، الاخصائية في طب الاعصاب والمشرفة على الدراسة، بدراسة تركيب في الدماغ يُسمى الهايبوثالاموس أو منطقة تحت المهاد ، بسبب أهميته في الابقاء على حالة اليقظة. وقد وجدت أن خلايا الـ MCH وخلايا Orx العصبية تشكلان معاً أقل من 10% من تحت المهاد. هذا وقد أظهرت دراسات سابقة أهمية خلايا Orx في الحفاظ على حالة اليقظة، حيث تنشط هذه الاعصاب في حالة اليقظة ويتوقف عملها في أثناء النوم. وفي حالة عدم وجودها بسبب تعرضها لضرر ما ، يختبر الحيوان والانسان حالة من الخدار وفقدان القوى العضلية المفاجىء.
لم تتمكن الدراسات السابقة من تحديد آلية عمل خلايا MCH العصبية ، ولا زالت غير واضحة لغاية الآن. على الرغم من وجود أدلة تؤكد على أداء خلايا MCH العصبية لدور مختلف عن خلايا Orx فيما يتعلق بتنظيم النشاط وحالات النوم واليقظة. وبناء على هذه الادلة قام الباحثون في معهد مونتريال للاعصاب بالتخطيط لتجارب عدة بهدف دراسة الوظائف التي تؤديها خلايا MCH العصبية في اثناء حالات النوم واليقظة.
واشارت جونز الى نتائج الدراسة الاولية التي اكدت على ان خلايا MCH العصبية تبقى ساكنة ولا تؤدي أية وظيفة في اثناء اليقظة، وهذا برأيها شيء يدعو للاستغراب وملفت للنظر، بخاصة وجودها في المنطقة المحفزة من الدماغ. وبالمقابل تنشط هذه الاعصاب في اثناء النوم وتزداد نشاطاً في اثناء الفترة التي يزداد فيها عمق النوم عند الانسان. وقد تفاجأ الباحثون من طريقة إفراغ خلايا الـ MCH لطاقتها في النهار وبشكل معاكس لآلية عمل خلايا Orx في دورة النوم واليقظة.
استخدمت د. جونز وزملاؤها خبراتهم في تطبيق وتطوير تقنية معقدة جداً، تسمح بتسجيل حالة خلية عصبية واحدة تحتوي على مادة كيميائية معينة وتعرفها. لكي يتمكنوا من تحديد وظائف كلا النوعين من الخلايا العصبية قيد الدراسة.
وتقول جونز، ان الادوار المتعاكسة التي تؤديها خلايا MCH و Orx العصبية، لها أهمية كبرى في تعّرف اسباب حدوث اضطرابات النوم. فمن المحتمل ان مرض الخدار الذي ينتج عن خسارة الجسم لخلايا Orx العصبية يحفز جزئياً بوساطة خلايا MCH التي تبقى سليمة في مرضى الخدار انفسهم. وقد أكدت نتائج الدراسات السابقة على ان النوم المنتظم والطبيعي ضروري جداً للصحة بشكل عام، فهو ينظم مستوى الهرمونات وضغط الدم وعمليات الايض ويزيد من تركيز الشخص ويُحسن المزاج ويقوي الذاكرة.
كما أثبتت الدراسة العلمية إمكانية تطوير علاج لاضطرابات النوم المختلفة من خلال تطوير انواع معينة من الادوية التي تعمل على تحفيز او تثبيط مُستقبلات خلايا MCH و Orx العصبية تبعاً للحالة المرضية.
[IMG]http://www.**********/up/uploads/images/jr7-069eca2b64.gif[/IMG]
رد مع اقتباس
المفضلات