كانَ وَحـده !!
جلسَ مُـمسكاً كلّ شيءٍ بـِ يدهِ اليُمنى .. يجاورُه كوبهُ المعتاد و بـِ يدِهِ اليُسرى سيجارةٌ مُشتعلة
و بـِ الرّغم من الهدوء الصاخبِ في شوارع المدينة في تلكَ اللحظات ... إلا أنهُ استطاع أن يُـكوّنَ أرضاً خصبةً لـِ أفكارٍ حديثة الإزهار ... !!
كان يقول في نفسهِ ...
ويحَ فرحي .. كمْ يقتلُ لحظاتهِ بـِ أسرع من لمحِ البصر .. !!
ويحَ قلبي .. كمْ يتسارعُ نبضهُ عندما كتبَ كلماتهِ على ورقٍ مُسطّر .. !!
ويحي أنا .. ويحي أنا !!
،
و معَ انحناءةٍ صوّرت أمامهم آثار َ هزيمةٍ .. و كـَ أنهُ انكسارٌ من حبّ ما ... !!
أدركَ هوَ نفسُهُ أنهُ لا يكتبُ شيئاً ,, رغمَ أنهُ ملأ ما يتجاوز العشر صفحات .. !!
و معَ هذا .. كانَ مستمراً في الكتابة ...
...
أيّ زائرٍ هذا الذي يأتيني على عجلٍ ,, و غفلةٍ مني ....
لا يمنحني إلا التفكير و السهر ...؟؟
أيّ زائرٍ هذا الذي يستقبلني بـِ صفعاتٍ مؤلمة ,, أذهبت عقلي
و ألقتني طريحاً في دائرة البعد ... أُصارع نفسي و كـَ أنني أُضمرُ الشرّ لي ... !!
و انتهزتُ أقربَ الفرح لـِ النيّلِ مني !!
،
،
صعبةٌ جداً محاكمة النفس ... !!
و لكن الأصعبَ منها .. تنفيذي لـِ الحكم !!
حتى المفترضُ من الأشياء في تلك اللحظات ... استعصى عليّ !!
لم أستطع البكاء من فرطِ فرحتي الزائلة قبل ظهورها ... !!
لم أستطع انتزاع الدمعة من محجرها ... لم أستطع !!
،
أوَليسَ كلّ ما حولي يدعو إلى الحزن ... ؟؟
لمَ الفرحُ إذاً ... ؟؟
،
،
كان وَحـده ... عندما بدأ الكتابة و لم يزل !!
كان يقول ..
لم أكن لـِ أستحقّ الفرحَ يوماً ...
و حتى أُعيدَ تهيئتي كان لا بدّ لي أن أبقى بعيداً ...
بعيداً حتى عن نفسي .. !!!
و أيضاً حتى أكون جديراً بـِ كلّ اللحظات التي سـَ تأتي من قبلُ .. و سـَ ترحلُ من بعد !!
،
،
،
،
لم أكنْ يوماً قريباً منّـي ... لمْ أهمس يوماً في أُذني .. !!
بلْ لم يكنْ صوتي مسموعاً لديّ أبداً ... !!
كان صوتُ الفرح الغادرِ .. هوَ المسموعُ لديّ ,,, ظنـّاً مني أنهُ سـَ يُخلِصُ لي .. و إن كان لـِ سويعاتٍ معدودة .. !!
....
أدركهُ الصباح ...
كانَ مُنكـبّـاً على الورق .. كوب قهوتهِ كما هوَ لم يشرب منهُ شيئاً !!
رماد السيجارةِ يملئ سطح الطاولةِ المُسطـّحة ...
الورقُ فارغ ... !
و يدهُ اليُمنى فارغة ... !!
!
ترى .. هل كانَ حُلـمـاً ؟؟؟
المفضلات