الناتو.. يعلن حربا مفتوحة على الإسلام
تركيا تحصل على وعود أمريكية بالاعتذار وحملة "رسول الله يوحدنالحضارات
الناتو.. يعلن حربا مفتوحة على الإسلام
د.زكريا الشيخ
د.تيسير الفتياني
د.علي الضلاعين
الحقيقة الدولية – عمان – محرر الشؤون الدولية ا" تعتبر تعيين راسموسن مكافأة لداعمي صدام
بلور تعيين رئيس الوزراء الدنمركي "أندرز فوغ راسموسن" أميناً عاماً بالإجماع لحلف شمال الأطلسي، دورا جديدا للناتو يتخذ من معاداة الإسلام محورا رئيسيا له.
وأثار راسموسن حفيظة العديد من الدول العربية والإسلامية وعلى رأسها تركيا، نتيجة مواقفه السلبية السابقة التي عبر عنها أثناء قيام 17 صحيفة دنمركية بنشر رسومات مسيئة للرسول محمد "صلى الله عليه وسلم".
وانتخب الحلف في احتفالاته بالذكرى 60 لتأسيسه الذي عقد في مدينة ستراسبورغ الفرنسية، راسموسن بعد معارضة شديدة من قبل تركيا، ما لبثت أن سحبتها بعد أنباء عن صفقة عقدها الرئيس الأمريكي مع نظيره التركي.
وكان جدل أثير حول تولي راسموسن منصب الأمين العام للناتو، بعد رفض أنقرة تعيينه في هذا المنصب بسبب الكيفية التي تعامل بها مع نشر صحف دانمركية عام 2006 رسوما مسيئة للرسول محمد "صلى الله عليه وسلم" حيث اعتبر عملية النشر أحد أوجه حرية التعبير في الدانمرك.
إلا أن تركيا عادت وسحبت اعتراضها وتم اختيار راسموسن أمينا عاما، بعد لقاء بين الرئيس التركي عبد الله غول والرئيس الأمريكي باراك أوباما.
وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان: إن أنقرة أسقطت اعتراضها على تعيين راسموسن بعدما استجاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما لـ "اعتراضات" أنقرة.
وأردف أردوغان موضحا في تصريحات تلفزيونية أن بلاده تلقت "ضمانات" من الرئيس أوباما بأن واحدا من نواب راسموسن سيكون من تركيا، وأن القادة الأتراك سيكون لهم تواجد في قيادة الحلف.
والتقى الرئيس الأمريكي نظيره التركي عبد الله غول قبل أن يعلن قادة الحلف اختيار راسموسن بالإجماع.
أردوغان كان قد اعتبر أن انتخاب راسموسن لن يخدم علاقة "الناتو" بالعالم الإسلامي، وهي علاقة يعتبر الحلف في أشد الحاجة إليها؛ بسبب توسيع عملياته في أفغانستان، البلد الإسلامي المحتل منذ أواخر أكتوبر 2001.
وتلخصت اعتراضات أنقرة في ثلاث نقاط، هي: موقف راسموسن من أزمة الرسوم المسيئة، واحتضان الدانمرك قناة تلفزيونية تؤيد - حسب أنقرة - حزب العمال الكردستاني الانفصالي المصنف أوروبيا كمنظمة إرهابية، إضافة إلى معارضة راسموسن انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي.
ويرى مراقبون أن تغير الموقف التركي جاء بعد ضغوط مارستها دول الاتحاد الأوروبي على غول، وتحذيرهم من أن موقف أنقرة سيؤثر بالسلب على مواقف الدول الأوروبية التي تؤيد انضمام تركيا للاتحاد.
ومن المقرر أن يتولى راسموسن الأمانة العامة للحلف في الأول من آب خلفا لشيفر وزير الخارجية الهولندي الأسبق.
وراسموسن، رئيس حزب اليسار ذي التوجه الليبرالي، هو رئيس الوزراء منذ عام 2001 عندما فاز تكتله مع الحزب المحافظ وحزب الشعب في الانتخابات، ثم نجحوا في الحفاظ على السلطة في انتخابات 2004.
تنامي التطرف
واعتبرت حملة "رسول الله يوحدنا" تعيين راسموسن، أمينا عاما للناتو بأنه يساهم في تنامي العداء للإسلام والمسلمين واستفزازا لهم وإصرارا على مكافأة رموز المحرضين على صدام الحضارات والأديان.
وقالت الحملة في بيان لها نشر بعد الإعلان رسميا عن تعيينه في هذا المنصب إنه "في الوقت الذي يترقب فيه العالمان العربي والإسلامي بروز تغييرات إصلاحية جذرية في سياسات الدول الغربية تنعكس على واقع الشعوب في مختلف أنحاء العالم، وفي ظل فوز الحزب الديمقراطي الأمريكي في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، إلا أن تعيين رئيس الوزراء الدنمركي العنصري المتطرف في منصب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) يعتبر تحدياً واستفزازاً كبيراً لمشاعر الملايين من المسلمين على المستوى الشعبي والرسمي، والذي سبق وأن دعم رسامي الكاريكاتير الدنمركيين المسيئين لرسول المحبة والسلام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم".
وأكدت الحملة "أن هذا الحدث يساهم في تنامي ظاهرة التطرف ويقضي على سبل تحقيق الأمن والاستقرار في العالم ويعتبر مكافأة لرموز المحرضين على صدام الحضارات والأديان".
وقالت إن اختيار منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) لرئيس وزراء الدنمرك "أندرز فوغ راسموسن"، وهي الدولة التي خرجت منها أولى وأكثر الرسومات الكاريكاتورية المشينة والمسيئة لرسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، ما هو إلا تعبير عن قبول ودعم تلك السياسات العنصرية، في إيوائها لحملات الإساءة الممنهجة ضد الرموز والقيادات الإسلامية والتي تحظى باحترام وتقدير جميع المسلمين عرباً وعجماً.
وأضافت أن تعيين الأمين العام الجديد بإجماع الدول الأعضاء يدفعنا إلى التخوف من زيادة ممارسات القمع والتنكيل والتعذيب ومزيد من القتل والدمار والتهميش بحق المسلمين الذي تتزعمه هذه المنظمة الدولية، بذريعة مطاردة من تسميهم "الإرهابيين" بمظلة دولية، تستند إلى جملة تلك الممارسات الظالمة بحق الشعوب الإسلامية المستضعفة بالشرعية الدولية التي تكيل بمكيالين، وتطبق أهدافها باستخدام القوة العسكرية المفرطة، دون تفريق بين مدني وعسكري، من خلال استهداف الأطفال والنساء والشيوخ، في الوقت الذي تسكت فيه عن الجرائم التي يمارسها الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني.
ودعت الحملة قيادات العالمين العربي والإسلامي على المستوى الشعبي والرسمي إلى مقاطعة هذه المنظمة العدوانية، التي تسعى إلى استعمار الدول العربية والإسلامية بمبررات واهية، كما وتطالب بوقف التعاون وتقديم المساعدة بأي شكل أو أي صورة مهما صغر حجم هذا التعاون.
مكافأة للمحرضين
وقال رئيس حملة "رسول الله يوحدنا" الدكتور زكريا الشيخ ان تعين راسموسن أمينا عاما للناتو "مكافأة مباشرة لأحد رموز المحرضين على صدام الحضارات، فبعد ان خسر المحافظون الجدد مقعدهم الرئاسي المتمثل بخروج جورج بوش الابن وهو حفيد جورج بوش الجد الذي ألف كتاب حياة محمد عام 1831 وأعلن فيه بصراحة عن ما يسمى "تيار المحافظين الجدد"، لإيصال الديانتين الإسلامية والمسيحية إلى الصدام لتحطيم ما اسماه الإمبراطورية الإسلامية. تنفيذا لإقامة الدولة اليهودية الصهيونية على ارض فلسطين المباركة.
وأضاف في تصريحات لبرنامج "شهود عيان" على أثير إذاعة "الحقيقة الدولية"، ان ذلك يدخل في باب الألفية السعيدة وهي قدوم السيد المسيح حسب ادعائهم، موضحا ان المحافظين الجدد بعد ان خسروا مقعدهم الذي استمر ثماني سنوات عملوا خلالها على دعم التطرف وصدام الحضارات والأديان جاؤوا اليوم ليحتلوا ارفع منصب في حلف الأطلسي وهذا يعني استكمالا لدور المحافظين الجدد.
وبين الشيخ ان "حملة رسول الله يوحدنا" دعت قيادات العالمين العربي والإسلامي على المستوى الشعبي والرسمي إلى مقاطعة هذه المنظمة العدوانية، التي تسعى إلى استعمار الدول العربية والإسلامية بمبررات واهية، كما وتطالب بوقف التعاون وتقديم المساعدة بأي شكل أو أي صورة مهما صغر حجم هذا التعاون.
وأوضح الشيخ ان حلف شمال الأطلسي هو حلف عسكري استعماري والكل يعلم لماذا أنشئ وكيف هيمنت الإدارة الأمريكية عليه وهذا يفسر أيضا إصرار فرنسا وألمانيا على تعيين المتطرف ليتبوأ هذا المنصب موضحا ان إصرار الولايات المتحدة الأمريكية على تعيين المتطرف الدنمركي ليتسلم زعامة حلف الأطلسي يعني ان هذا يؤشر على استكمال ما بدأته إدارة المحافظين الجدد وهذا يقرع ناقوس الخطر تجاه الإدارة الأمريكية السابقة.
وأكد الشيخ ان ما يجري هو استمرار وتغيير في الأدوار والمواقع لكن الهدف بالنسبة للمحافظين الجدد ثابت وهم يعملون ما يعلمون.
وأوضح انه لكي نرد على وسائل الإعلام الدنمركية "قمنا في الحقيقة الدولية بإصدار رسم كاريكاتوري للرسام الدنمركي الذي أساء للرسول الكريم حيث قمنا باستبدال "القنبلة التي وردت في الرسم الكاريكاتوري المسيء بوضع شعار حلف الناتو على رأس الرسام الكاريكاتوري ووضع قرنيين له يمثلان صورايخ نووية".
تحد العالم الإسلامي
ومن جانبه قال النائب الدكتور علي الضلاعين عضو "حملة رسول الله يوحدنا" إن تعيين رئيس وزراء الدنمرك السابق أمينا عاما لحلف الناتو يعد تكريما لأشخاص متطرفين طالما رعوا التطرف وحملات الإساءة لنبينا الكريم.
وتمنى الضلاعين في تصريحات لبرنامج "شهود عيان" بث على أثير إذاعة "الحقيقة الدولية"، على الغرب عدم تكريم مثل هؤلاء المتطرفين الذين يسعون إلى صدام الحضارات والأديان وبخاصة أمين عام حلف الناتو الجديد الذي يسعى إلى الإساءة للإسلام والمسلمين.
وتابع بالقول "سنحاول الضغط على كافة الجهات المعنية لإيصال صوتنا لرفض تعيين هذا المتطرف".
وبدوره بين الدكتور تيسير الفتياني أستاذ الشريعة الإسلامية في جامعة العلوم التطبيقية عضو حملة "رسول الله يوحدنا" ان حلف الناتو كلما حاول تبييض صورته يعود مجددا ويسودها لتكون أكثر سواد، معتبرا مصائب الأمة العربية والإسلامية في العصر الحديث كان سببها هذا الحلف لافتا إلى جرائمه في العراق وأفغانستان والصومال وغيرها من الدول.
واعتبر الفتياني تعيين اشد أعداء الرسول أمينا عاما لحلف الناتو يعتبر تحديا للعالم الإسلامي وكأن الغرب يوصل بذلك رسالة تشير الى ان هناك عالما ميتا، لكن هناك المخلصين الذين يردون على تلك المواقف.
ومن جانبه دعا المستشار القانوني في حملة رسول الله يوحدنا المحامي طارق الحوامدة الى الحوار البناء بين الأديان وان يتراجع حلف الناتو عن قرار تعيين المتطرف، وان يتم اختيار شخص آخر معتدل ومن دولة معتدلة وسنستمر في حملة رسول الله بملاحقة كل من تسول له نفسه الإساءة للدين أو الرسول، لافتا الى انتظار حملة رسول الله يوحدنا قرار مدعي عام عمان بخصوص مواجهة المسيئين للإسلام والرسول الكريم معبرا عن أمله ان يكون القرار ايجابيا ليكون محفزا لتغيير أمين عام حلف الناتو الجديد.
تطمينات من دون اعتذار
حالة القلق والتخوف التي أثارها تعيين راسموسن في منصبه الجديد دفعت الأخير لمحاولة تهدئة المسلمين من دون أن يقدم اعتذارا رسميا.
ففي كلمته أمام الدورة الثانية لمنتدى تحالف الحضارات في مدينة إسطنبول التركية، شدد راسموسن على أن الحوار مع المسلمين سيكون أحد أهم واجباته كأمين عام للحلف، مبديا رغبته في بحث الخلاف الذي أثاره نشر صحيفة دنمركية رسوما مسيئة للنبي محمد "صلى الله عليه وسلم" عام 2006.
وقال: "بصفتي أمينا عاما لحلف شمال الأطلنطي سأولي اهتماما خاصا إلى الحساسيات الدينية والثقافية (..) حوارنا وعلاقاتنا مع العالم الإسلامي ستتطور".
وشدد على احترامه للإسلام كأحد أكبر الأديان في العالم، إضافة إلى رموزه الدينية، مضيفا: "أنا حزين بشدة لاعتبار الكثير من المسلمين الرسوم الكاريكاتيرية محاولة من قبل الدنمرك للإهانة أو التصرف بازدراء نحو الإسلام أو الرسول محمد "صلى الله عليه وسلم".
من جانبه دافع الرئيس الأمريكي باراك أوباما في كلمته أمام البرلمان التركي، عن سياسة بلاده تجاه العالم الإسلامي، مشددا على أن الولايات المتحدة ليست في عداوة معه، بل شريكة أساسية له، رافضا رؤية من يعتبرون أن الحرب على تنظيم القاعدة هي حرب على الإسلام.
وقال أوباما: "أود القول بصراحة، إن الولايات المتحدة لا تحارب الإسلام (...) إن علاقة أمريكا بالعالم الإسلامي لن تقوم على معارضة (تنظيم) القاعدة، إننا نسعى إلى مشاركة أوسع تقوم على أساس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل".
وأعرب عن رفض واشنطن خلط البعض بين علاقتها مع العالم الإسلامي والتصدي لتنظيم القاعدة، الذي تشن الولايات المتحدة حربا ضده، على خلفية تبني التنظيم هجمات 11 أيلول 2001.
واعتبر أن إحدى نقاط القوة لدى الولايات المتحدة هي أنها لا تعتبر نفسها دولة مسيحية أو يهودية أو إسلامية، فهي دولة تجمع مواطنين مرتبطين بمجموعة قيم وأفكار، ملمحا إلى أن تركيا قامت على مبادئ مماثلة.
المصدر : الحقيقة الدولية – عمان – محرر الشؤون الدولية 7.4.2009
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ســـــــلطان زمــــــاني
المفضلات