هيئة شباب كلنا الأردن هل هي هيئة شبابية أم هيئة خيرية؟
هيئة شباب كلنا الأردن هل هي هيئة شبابية أم هيئة خيرية؟
بقلم: حمزة الدبش
دعونا نستذكر بعض المقولات التي لها تأثير إيجابي على الشعب الأردني وبالبداية أود ذكر مقولة لجلالة الملك الراحل الحسين بن طلال رحمة الله واسكنه فسيح جناته،
"إننا مع كل الذين يمدون أجسادهم جسراً يعبر الأردن عليه إلى أمنه وحريته وإستقراره... ولكننا لسنا مع كل الذين يريدون هذا التحول جسراً يعبرون من خلاله إلى أهدافهم الشخصية والدنيئة ".
وهنا مقولة لجلالة القائد الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه ذخراً لهذا البلد وسنداً لهذه الأمة.
"أنا أضمن حرية أي شخص يعبر عن رأيه خاصة إذا كانت تعليقاته مثمرة وليس فيها إتهامات من دون وجود أدلة".
وقال أيضاً: "لا يمكنني إلتزام الصمت لأن الأولوية لمستقبل الأردن"
بالبداية لقد حرص جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه منذ توليه زمام المسؤولية على إيلاء الجانب الإقتصادي والتنموي جل إهتمامه آخذاً بعين الإعتبار ضرورة تحسين مستوى المعيشة للمواطن الأردني والحد من مشكلتي الفقر والبطالة، فتم خلق شراكة حقيقية ما بين القطاعين العام والخاص، من خلال عقد مجموعة من الملتقيات الاقتصادية الوطنية والدولية التي سلطت الضوء على الأردن وإمكاناته الإقتصادية الكبيرة بحضور الكثير من زعماء الدول ورجال الأعمال من كافة دول العالم الى جانب تشكيل مجلس اقتصادي استشاري، ما أسهم في تبني مجموعة من البرامج والسياسات الإصلاحية كان من أهمها برنامج التحول الاقتصادي والاجتماعي وإنشاء منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، بالإضافة إلى مجموعة من الاستراتيجيات شملت الإصلاح الإداري وتهيئة المناخ الاستثماري وتنمية الموارد البشرية وتحسين القطاع الزراعي.
ونحن نعلم بأن جلالته أكد على ماقاله جلالة المغفور له الحسين بن طلال رحمه الله وأغمده فسيح جناته بأن "الإنسان أغلى مانملك" وذلك حين أولى جلالته إهتمامه بتنمية الموارد البشرية وخصوصاً الشباب الأردني حين قال:
"لمّا كان إيماننا راسخاً بأهمية مشاركة الشباب والتواصل معهم وتنمية قدراتهم ورعايتهم وترسيخ جذور الثقة لديهم، وانطلاقاً من قناعاتنا الثابتة في كون الشباب هم الركيزة الأساسية التي نعتز ونعتد بها ونعتمد عليها في سعينا لتحقيق رؤيتنا لبناء الاردن الحديث.
ومن هذا المنطلق يبقى حرصنا منصباً على أهمية الاستثمار في تعليمهم وتدريبهم وتأهيلهم، بهدف إعداد جيل من الشباب، قادر على تحمل المسؤولية، يمتلك العزم والإرادة على التفكير والتحليل والإبداع والتميّز، مدرك لحقوقه وواجباته تجاه وطنه وأمته، حريص على المشاركة في مختلف مراحل العمل والبناء، ومعتزّ بانتمائه وبتعهّده أنّنا "كلّنا الأردن".
ومن الحتمي ان يكون للشباب الأردني، الدور الفاعل والمشاركة الجديّة في شؤون وشجون الوطن، فهم فرسان التغيير، القادرون على إحداث نقلة نوعية في مستقبل هذا الوطن وتحقيق الغد المشرق لأجياله المقبلة................واستجابة لتوصية هؤلاء الشباب، فلقد قررنا تأسيس هيئة "شباب كلنا الأردن" تحت مظلة "مجلس التواصل لهيئة كلنا الأردن"، لتكون هيئة شبابية تعمل على متابعة تنفيذ برنامج العمل الذي توافق عليه الشباب الأردني، وتعمل على الإشراف على عقد ملتقى "شباب كلنا الأردن" دورياً، بحيث توفّر هذه الهيئة المنبر المؤسسي للتواصل ليتفاعل من خلاله شباب الجامعات وشباب الوطن من جميع مواقعهم مع السياسات والبرامج الموجهة لهم في مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والتربية والثقافة والإعلام، كما سوف يشاركون في صياغتها، ويعملون كذلك على توفير الدعم للبرامج والمبادرات الشبابية الرامية لتعزيز مشاركتهم وتأهيلهم لتأدية الدور الريادي في الحياة العامة، وترسيخ مبادئ حقوق المشاركة الفاعلة وواجباتها، بحيث تساهم في نهاية المطاف في تهيئة وتخريج جيل ٍمن القيادات الشابة المؤهّلة للانتقال بالأردن إلى مراحل متقدمة من الازدهار والرقيّ والتطور.
إن طموحاتنا وأهدافنا التي نسعى لتحقيقها كبيرة وتحتاج إلى تضافر جهد كل فرد من أبناء الوطن الغالي، وجميعنا مدعوون لدعم الشباب ورعايتهم واكتشاف طاقاتهم وإمكاناتهم لأنهم الأَولى بالرعاية والدعم، وثمة مسؤولية أيضا تقع على كاهل الشباب لإظهار وعيهم وإدراكهم لحجم التحديات، ولطبيعة التغيير الذي هم طاقاته الحيّة وأداته وهدفه النهائي، تحقيقا لإثبات قدرتهم على المنافسة والتميز والنهوض بإبداعاتهم التي سترسم كما ستساهم في تحديد ملامح المستقبل للوطن ولأجياله القادمة."
ومن هنا بدأت مسيرة هيئة شباب كلنا الأردن حيث استطاعت وبأمتياز أن تخلق تجمع شبابي له حراك واضح يعمل من أجل صقل الشباب وتأهيلهم لتحمل المسؤلية وصناعه القرار وبذلك يكونوا فرسان التغيير وقادة ورجالات الوطن المنتظرين. وإستطاعت الهيئة أن تستثمر طاقات الشباب وتفريغها بشكل يخدمهم ويخدم مجتمعهم.
وكما يعلم جميعنا أن الهيئة نشأت بارادة ملكية سامية بغية خلق جيل واعي وقادر على تحمل المسؤولية وصناعه القرار في المستقبل والانخراط بالحياه العامة والمساعده في تحمل أعباءها وإيجاد الحلول الناجحه لمشكلاتها، ومنذ بداياتها بدءت بصوره مشرقة بمحاولة منها لتحقيق الرؤية الملكية السامية ونجحت بذلك بداية الأمر حيث تم إعداد برامج ونشاطات تحقق أهدافها إلا وانه للأسف الشديد إنحرفت الهيئة عن فكرتها الأساسية وسبب وجودها إلى برامج أخرى لا تتناسب طبيعتها مع الغاية التي نشأت من أجلها هذه الهيئة حيث قامت الهيئة بأعمال الجمعيات والهيئات الخيرية وذلك بالرغم من وجود جهات عديدة تقوم بمثل هذه المهمة، صحيح أن التكافل الإجتماعي مهم ولكن هناك من يقوم به ويتابعه، فكما يقال اعطي الخبز لخبازه!!
وللأسف كما نرى بالفترة الأخير معظم الدورات التي تمت كانت مجرد دعاية للشركات التي أقامت هذه الدورات بالتعاون مع الهيئة، فالهيئة تجاهلت البرامج العملية صاحبت الأثر الحقيقي في بناء وتطوير المهارات الشخصية والفكرية لدى الشباب الأردني. وأنك لو سألت كم عضو بالهيئة لقالوا لك فوق الثلاثون ألف عضو، ولو رجعت إلى ملفات الهيئة لوجدت أن الفاعلية لقلة قليلة من هذا العدد، وذلك لعدم متابعة الهيئة أعضائها وإشراكهم في نشاطاتها، فقد قامت الهيئة بالفترة الأخيرة بتشكيل فرق إدارية، ولكن للأسف لم يتم تفعيل دور الفرق الإدارية بالشكل الصحيح وخصوصاً بمحافظة العاصمة وعلى حسب ذكر منسق محافظة العاصمة وُجدت الفرق الإدارية فقط لتقول نعم أو لا، وعند الرجوع للرئيس التنفيذي للهيئة السيد صائب الحسن للتأكد من هذا الكلام، تجاهل هذا الكلام ولم يعره أي إنتباه، وبعد ذلك وتأكيداً على رؤى جلالة القائد بتنمية الشباب فكرياً فقد تم تقديم مبادرة دورة مجانية "للتفكير الإبداعي" للهيئة وبشهادات معتمدة، للأسف لم يتم الرد لغاية هذه اللحظة على هذه المبادرة، حيث تم المتابعة مع السيد صائب الحسن والإتصال به ولكن للأسف في كل مرة تم الإتصال به كان الرد بأنه بإجتماع ولايمكنه الرد، وعند طلب البريد الإلكتروني للسيد صائب الحسن الخاص بالهيئة تم الرد بأنه بريد خاص ولايمكننا الحصول عليه، وهناك سؤال يدور بخاطري هل تقتصر محافظة العاصمة على عدة ألوية ومثال على ذلك لواء الموقر ووادي السير فقط، أين دور باقي الألوية، وأتمنى أن يكون هناك رقابة من قبل صندوق الملك عبدالله الثاني على الهيئة كونها على وصفه الذراع الشبابي له.
وأتمنى ايضاً لو يتم دمج الهيئة مع المجلس الأعلى للشباب وذلك لظمان فاعلية أفضل لها كون الإدارة الحالية عاجزة عن اتخاذ قرارات تصب في مصلحة الشباب الأردني. ولضمان فاعلية باقي الأعضاء المهمشين وإشراكهم بنشاطات الهيئة التي تقتصر على فئة معينة بالهيئة، ولم يأتي رأي ذلك من فراغ ولكن أتى بعد أن شاهدنا بأم اعيننا فاعلية المركز الأعلى للشباب وفاعلية نشاطاته حيث كان آخرها "المؤتمر الوطني الثاني لتأصيل الفكر التنويري لدى الشباب الأردني: الشباب والحوار مع الآخر" فمثل هذه الأنشطة تساهم في تعزيز روح الإنتماء والولاء في الشباب الأردني حيث تنمي مهاراته بشتى أنواعها، وليس المهم أن يقال أن الهيئة كثيرة النشاطات بل يجب أن يقال بأن الهيئة إستطاعت تحقيق جزء من أهدافها وترعى الإبداع والمبدعيين وتبتعد عن النشاطات التقليدية وتركز على تلك النشاطات التي تكتشف مواهب الشباب وطاقاتهم وتوفر له البيئة المناسبة لاستثمارها وتنميتها عملياً وليس نظرياً ولكن قلت في بداية الفقرة اتمنى ولكن ما نيل المطالب بالتمني ولكن تأخذ الدنيا غلابا.
وفي النهاية أرجوا من العاملين بالهيئة الرجوع إلى أهداف ورؤية ومهام الهيئة للعمل بها، ونحن مع فكرة هيئة شباب كلنا الأردن وأهدافها ورؤيتها ومهامها التي وجدت من أجلها، حيث كما ذكرنا سابقاً بأن الهيئة بدأت بالإبتعاد عن ماوجدت لأجله.
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الاسطورة
المفضلات