نتنياهو وصل... ماذا انتم فاعلون?
نبيل غيشان
4/2/2009
وسقطت ورقة التوت عن حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة ولم يعد هناك ما يخفي عورتها, فقد جاءت ببرنامجها وشخوصها خارج الزمان والمكان ومعادية لكل المبادئ والافكار التي استقرت في الاعراف الدبلوماسية والسياسية منذ انطلاق مؤتمر مدريد عام ,1992 بما فيها مواقف الادارة الامريكية الجديدة التي تبنت حل الدولتين.
وليس غريبا ان تحوي حكومة الحرب الجديدة على العديد من المكاره الصحية, من امثال ربيب المافيا الروسية افيغدور ليبرمان وزيرا للخارجية والمتطرف ايلي ايشاي وزيرا للداخلية, وايهود باراك وزيرا للحربية ودان مريدون وزيرا لشؤون المخابرات.
واضافة للتشاؤم العربي والدولي من الحكومة الجديدة فقد لاقى نتنياهو وعصابته في الكنيست الاسرائيلي الكثير من الشتائم والمعوقات حتى ان زعيمة المعارضة تسيبي ليفني طالبته ب¯ "خطوات سياسية بدلا من ان تفرض عليه" وأحد نواب حزب العمل قالت "انا فخورة لاني لست عضوة في هذه الحكومة واسفة لان حزبي اختار ان يكون جزءا من الفضيحة".
وحاولت المعارضة الاسرائيلية تأخير التصويت على حكومة نتنياهو لمدة 24 ساعة لكنها فشلت واستعملت حقها في اضاعة الوقت من اجل انهاء ليلة الثلاثاء ودخول فجر الاربعاء وهو الاول من نيسان ليقولوا لليهود وللعالم انها حكومة "كذبة نيسان" لكن نتنياهو استطاع الافلات من الفخ ونال الثقة في الساعة الحادية عشرة والربع وكانت بينه وبين كذبة نيسان 45 دقيقة فقط.
مواقف حكومة الحرب لا تحتاج الى توضيح لانها حكومة معادية للسلام الدولي ولانها تتجاهل حل الدولتين ووقف المستعمرات ويكفي الاشارة هنا الى تحذير تسيبي ليفني زعيمة المعارضة لنتنياهو من "الاساءة للعلاقات الحسنة مع العديد من دول العالم...".
اما نتنياهو فلا يخجل من مطالبة العرب والمسلمين بإعادة تشكيل عقولهم ومسح ما علق بها من اوهام وإعادة صب تلك العقول في قوالب جديدة من صنع اسرائيل لذا فهو ينصح القادة العرب وشعوبهم بالعودة الى مقاعد الدراسة لان "السلام يبدأ بتعليم الاطفال وتلقينهم وإعداد شعوبهم للاقرار بان اسرائيل هي الدولة القومية للشعب اليهودي" لكنه ينسى عقله وعقول امثاله من المجانين والمهووسين الذين يتحدثون بلغة لم يعد العالم يفهمها.
والسؤال اليوم مطروح على العرب "ماذا انتم فاعلون? كيف ستتعاملون مع حكومة الحرب الجديدة? وكيف ستتعامل السلطة الفلسطينية مع وزير الخارجية المهووس افيغدور ليبرمان المعادي لهم وللسلام? وكيف ستتعامل مصر والاردن مع الواقع الجديد?
السلطة الفلسطينية ردت على الفور ان حكومة نتنياهو "بداية غير مشجعة" والرئيس الفلسطيني محمود عباس يقول ان نتنياهو "لا يؤمن بالسلام", والامر لا يحتاج الى كثير من الفلسفة, فبرنامج الحكومة الاسرائيلية واضح ومعلن وشخوصها معروفة مواقفهم, ونحن لا نطالب بمقاطعة الحكومة قبل الاستماع الى ارائها وهذه مهم السلطة الفلسطينية, التي عليها تحديد مواصفات الشريك الاسرائيلي في عملية السلام.
وفلسطينيا وقبل كل شيء لا يمكن مواجهة حكومة اليمين الاسرائيلي الا بالوحدة الفلسطينية وتحقيق المصالحة واعادة بناء المشروع الوطني الفلسطيني على اسس واضحة من دون لبس, اما الدور العربي وبالتحديد مصر والاردن فان عليهما (سوية وليس منفردين) استطلاع اراء نتنياهو وتقديم المبادرة العربية وحل الدولتين والالتزام في الاتفاقات الموقعة من اتفاقية كامب ديفيد الى اوسلو الى وادي عربة وكل الاتفاقات التي تلتها بما فيها مباحثات واي ريفر ووديعة رابين, والاستماع الى رد نتنياهو وبعدها يتم الاعلان صراحة عن استمرار الحوار او الاعلان عن عدم وجود شريك اسرائيلي في عملية السلام لان حكومة نتنياهو لم تعد تؤمن بالسلام الذي يطالب فيه العالم شريكا, وبذلك يتم وقف جميع الاتصالات الفلسطينية والعربية مع حكومة نتنياهو الى حين توفر الشروط المحددة0
المفضلات