افغانستان والعلاقات مع روسيا تطغى على احتفالات الاطلسي بعيده الستين
طغت مواضيع افغانستان، والعلاقات مع روسيا،اضافة الى المظاهرات،على احتفالية حلف شمال الاطلسي بمرور ستين عاما على تاسيسه،خلال القمة الاولى في تاريخ الحلف،التي تعقد بضيافة رئيسين هما الفرنسي نيكولا ساركوزي و المستشارة الالمانية انجيلا ميركل في مدينتي ستراسبورغ شرق فرنسا،و مدينة كيهل الالمانية تقع على الضفة المقابلة لنهر الراين.
ويهدف الاختيارالرمزي لستراسبورغ و كيهل كمكان لانعقاد القمة التي تنهي اعمالها اليوم السبت، لتخليد المصالحة،الالمانية-الفرنسية التي بدأت قبل 60 عاما. وسجل رئيس الولايات المتحدة الامريكية باراك اوباما حضوره الاول،في اجتماعات الحلف، فيما غابت لاول مرة من سنوات وزيرة الخارجية الامريكية السمراء كوندياليزا رايس و تحولت اسئلة الصحفيين الى خليفتها هيلاري كلينتون. و يرى مراقبون دبلوماسيون ان الحضور الاول لاوباما للقمة مسبوقة باجتماعات الدول العشرين في لندن سيهيئان ظروفا مناسبة لانخراط الادارة الامريكية الجديدة التي تأمل أن تشرك إيران في إيجاد حل للوضع الشائك في أفغانستان .
ويعلق المراقبون اهمية كبيرة على الدور المقبل لباكستان في اطار عمل الحلف في افغانستان،خاصة و ان مؤتمر لاهاي الاخير حول افغانستان،اشار الى انه لا يمكن احلال الاستقرار في افغانستان بدون مساعدة الدول المجاورة وبينها ايران التي بدأت خطوات اولى على طريق انفراج في علاقاتها مع الولايات المتحدة.
لكن عدم التوافق يخيم على اجواء القمة فيما يتعلق باختيار الامين العام الجديد للحلف الذي سيخلف الهولندي ياب دي هوب شيفر الذي تنتهي ولايته في نهاية تموز المقبل،اذ تؤيد بريطانيا،فرنسا و المانيا، الدنماركي فوغ راسموسين،و تختلف عليه باقي الدول خاصة تركيا بسبب رفضه ادانة نشر الرسوم الكاريكاتورية في صحيفة دنماركية،لكنه يعتبر الاوفر حظا بين مرشحين من بريطانيا بولندا،كندا و النرويج. لكن يرى المراقبون ان ذلك لا يشكل اي اهمية على الاوضاع في افغانستان،التي تقول الولايات المتحدة الامريكية ان التفاوض يجب ان يكون مع العناصر المعتدلة في حركة طالبان.
وتعقد اجتماعات القمة في ظل اجراءات امنية مشددة حيث حول الاف من افراد الجيش و الشرطة، وسط ستراسبورغ الى معسكر محصن.و تتوقع السلطات المحلية، ان يتجمع في المدينة ثلاثون الى ستين الف متظاهر في قمة مضادة للاطلسي. وبدت مدينة ستراسبورغ الهادئةو مقر البرلمان الاوروبي،ثكنة عسكرية مغلقة،مترافقة مع احتياطات امنية جوية،برية،و بحرية مشددة. وتبدأ الاحتياطات الامنية من مطار شارل ديغول و لا تنتهي بالمنطقة المحيطة بالمركز الاعلامي،ومقار رؤساء دول الحلف الـ28.
ففي المطار لا بد و ان يقوم الصحفيون المكلفون بتغطية احداث القمة بمراجعة مكتب الشرطة اولا و من ثم متابعة اجراءات سفرهم. و تشير المعلومات الى ان المانيا جندت لذا الحدث ما يزيد عن 20 الف عنصر امن، اما فرنسا فلم ينخفض عن 9 الاف عنصر معززين بالاسلحة الخفيفة،و الطائرات العسكرية الهليكوبتر و المقاتلة،اضافة الى مشاركة الغواصات النووية في المياه الاقليمية. و لم يات تجنيد هذه العناصر من فراغ فقد احتشد ما يقارب نحو 40 الف متظاهر في احدى مناطق ستراسبورغ من مختلف مناطق اوروبا احتجاجا على عقد القمة. اما المدارس فقد اغلقت ابوابها ليومين،وكذلك جامعة ستراسبورغ الوحيدة التي توقفت فيها الدراسة منذ 10 ايام و علقت النشاطات الرياضية . شعبيا،باستثناء التواجد الامني المكثف،لا يعير سكان ستراسبورغ اهتماما للقمة.
رد مع اقتباس
المفضلات