من بين النظريات الكثيرة التي تحاول تفسير سبب ظاهرة انتشار البدانة بين الناس، نظرية تقول ان المُحليات الصناعية التي يتناولها الناس تفقد الدماغ القدرة على قياس مستوى السكر في الدم وبالتالي مقدار السعرات الحرارية المستهلكة، مما يدفعهم الى تناول المزيد من الطعام.
وتبعا لما يقوله تيري دافيدسون عالم الاعصاب في جامعة بوردو، ان استهلاك الاميركيين للاغذية المحتوية على المُحليات الصناعية يتزايد بنسبة تزايد البدانة بينهم.
ويقول ان الكثيرين يعتقدون ان وزنهم يزداد لذا يتجهون الى استهلاك المزيد من المُحليات الصناعية كنوع من الحمية، وهكذا فان العملية تكون متبادلة.
دافيدسون وزميلته في اقتراح النظرية هذه عالمة النفس سوزان سويذرز، نشرا تفاصــــــــــــيل نظريتهما في شــــــــــــــــــــباط الماضي في مجـــــــلة Behavioral Neuroscience واوضحا فيها تفاصيل تجاربهما في ذلك على الجرذان.
في تجاربهما قدما لمجموعة من الجرذان لبنا مضافا اليه مُحليات صناعية، والى مجموعة اخرى لبنا مضافا اليه السكر، هذا اضافة الى الطعام التقليدي لكل مجموعة، وقد اظهرت النتائج ان افراد مجموعة المُحليات الصناعية ازداد وزنها وفقدت قدرتها على ادراك مدى استهلاكها للسعرات الحرارية، ويقول دافيدسون ان الحيوانات تتعلم استخدام حاسة التذوق للتنبؤ بمقدار السعرات الحرارية المستهلكة، وتمثل الحلويات المؤشر الرئيس عادة على ذلك، لذلك فعند تذوق طعام حلو لكنه خال من السعرات الحرارية، فالنتيجة احداث خلل في نظام التمييز السابق، فاذا تعرض الانسان، او الجرذان للتجربة نفسها مع مواد اخرى في الفترة نفسها، مثل تناول الصودا قليلة السعرات الحرارية، فانه تتم اعادة برمجة آلية تمييز مدى استهلاك السعرات الحرارية في الجسم، وفي التجارب على الجرذان لوحظ هذا التأثير في غضون عشرة ايام.
على اية حالة، ورغم ما قدمته التجارب وتقدمه هذه النظرية من ادلة واضحة، الا ان العلماء يرون ان هناك حاجة لاثباتها على الانسان، ويشار الى ان باحثي بوردو استخدما في تجاربهما السكرين وهو مُحلي صناعي وافقت ادارة الغذاء والدواء الاميركية على استخدامه، كما تستجيب له الجرذان تماما مثل الانسان.
المفضلات