شعور أردني أن المطبخ السعودي المصري يتجاهل الدور الأردني... وتواصل مفاجئ مع سوريا يسبق قمة الرياض الثلاثية التي تعقد بدون عمان
امتنعت السلطات الاردنية عن الاعلان عن خلفية الزيارة المفاجئة التي قام بها لدمشق امس رئيس الديوان الملكي ناصر اللوزي ووزير الخارجية ناصر جوده قبيل ساعات فقط من عقد القمة الثلاثية بين سورية ومصر والسعودية والتي تعقد في الرياض بدون المشاركة الاردنية خلافا لما كان يحصل في الماضي.
واكتفت وكالة الانباء الرسمية بالاشارة الى ان الزيارة سيتخللها لقاء مع الرئيس بشار الاسد وتسليم رسالة له من الملك عبد الله الثاني .
ورغم ان الاجندة الاعمق لهذا التواصل لم تتضح بعد الا ان التواصل مع اللاعب السوري الذي اصبح لاعبا مهما اقليميا منذ تسلم الرئيس الجديد باراك اوباما مهام عمله قيد يكون اصبح مسارا اجباريا للدبلوماسية الاردنية التي يتعاظم شعور المراقبين بأنها في مسافة ابعد عن مطبخ القرار المصري والسعودي.
وتتحرك عمان ببطء شديد نحو عواصم المنطقة في محاولة واضحة للبحث عن تقديرات ومعلومات جديدة بعد اسابيع من الانتظار والترقب، حيث فوجئت اوساط محلية بأن عمان لم تكن حلقة في ترتيبات قمة الرياض اليوم خلافا للمألوف وهو وضع دفع مجددا بعض قادة البرلمان المحليين للتساؤل عن خلفيات ووقائع الدور السياسي والاقليمي الاردني في المرحلة التي تترتب فيها الملفات.
ويبدو للمتابعين ان تحركات عمان التي تتخذ شكل تلمس النبض تحاول تبديد الانطباع بأن دورها يتضاءل في الهامش الاقليمي العربي بعد ان شاركت بفعالية في تغيير اسم معسكر الاعتدال الى معسكر التضامن العربي قبل ان يتنامى الشعور بأن القاهرة والرياض لا تمنحان عمان الحصة المعتادة في التشاور والتنسيق والتواصل.
وتأتي المحاولة المستجدة لفتح الهامش السوري بعد ان استقبلت دمشق عدة وفود امريكية مؤخرا كمحاولة للتعويض عن الغياب والخسائر والتحديات التي يواجهها الدور الاقليمي الاردني حيث تعاني مستويات الاتصال مع مصر من البرودة وتفتقد المستويات المماثلة مع الرياض للحرارة.
وفي كواليس دوائر القرار الاردنية يتبادل السياسيون سيناريوهات مقلقة عن تقصد المطبخ السعودي ـ المصري تجنب اشراك عمان ووضعها بالصورة واحيانا استشارتها في المفاصل الحادة ويقول السياسيون المحليون ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس خفف من حدة وكثرة زياراته لعمان وبدا يضع بيضاته تماما في السلة المصرية على حساب الاردن.
ويلاحظ دبلوماسي رفيع المستوى تحدث لـ'القدس العربي' بأن كلام الرئيس عباس العلني عن رعاية مصر لاحلام الفلسطينيين ودورها في القضية الفلسطينية ينطوي على تنكر للرعاية الاردنية وللواقع الجغرافي والديمغرافي السياسي في الاردن.
وهذا التنكر من عباس يتهامس به المحليون في اوساط القرار الاردنية لكن لا يتم الاعلان عنه رسميا خوفا من قراءات مغلوطة معاكسة للاتجاه الاردني الدائم في دعم عباس مع ان اوساط العمل الدبلوماسي تقول بأن القضية الفلسطينية لم تعد ملفا بين يدي الاردنيين بل المصريين وتخشى عمان دون اعلان ان يكون ذلك حقيقيا ومقرا من قبل واشنطن.
وتصل بعض التعبيرات الاردنية الاهلية عن القلق من تنامي تجاهل المحور العربي الاهم للدور الاردني الى حد التخوف من ترتيبات وسيناريوهات سيتم فرضها على الاردنيين لاحقا لكن في اوساط القرار ثمة قناعة بأن اكمال اي لعبة اقليمية في المنطقة وتحديدا على المسار الفلسطيني غير ممكن بدون المشاركة الاردنية فعمان تقول انها تترقب وتسمح للاخرين بتجاهلها لكنها قادرة على التصرف في اللحظة المناسبة وعند الحاجة.
ومن الواضج للعيان ان مصر والسعودية تتجاهلان الدور الاردني فيما تملك سورية ذرائع تستخدمها لكي تبطيء من اتصالاتها مع عمان التي اغضبت دمشق عندما عقدت القمة العربية فيها.
وبهذا المعنى تقول عمان انها تكتفي بالترقب لكن لديها اوراق تفعيل اذا تيقنت من وجود محاولات لتهميش دورها وتقول المصادر بان حلقات مهمة في الرياض والقاهرة فقدت حماسها للتشاور والتنسيق مع الاردن سواء بسبب خلفيات سياسية في العاصمتين او بسبب تصرفات وتصريحات لمسؤولين اردنيين سابقين خارج السياق السعودي والمصري او حتى بسبب غياب عناصر فاعلة كانت نشطة مع مصر والسعودية من معادلة الحكومة الاردنية.
المصدر : الحقيقة الدولية – القدس اللندنية- 11.3.2009
المفضلات