أصباغ الشعر تجميل في قفص الاتهام
اعتادت سلوى في نهاية الأسبوع الذهاب باكرا لصالون التجميل من أجل المحافظة على لون شعرها ''المصطنع'' بفعل الصبغة و الذي تعتبره رمزا للجمال والأنوثة حتى أن أغلب صديقاتها لا يعرفن لون شعرها الحقيقي على حد قولها .
وتضيف رغم أني متزوجة منذ ما يقارب العشر سنوات إلا أني لا أحب أن اترك شعري فترة طويلة بدون أن أغير لونه لأني أحس أن تغيير اللون يعطيه حياة ويكسر الملل الذي يصيبني .
وكحال سلوى تعتبر الكثير من النساء أصباغ الشعر حاجات مهمة لا يستطعن الاستغناء عنها بسبب ما تضيفه من لمسات جمالية تحتاجها المرأة ومظهر مميز يعبر عن شخصيتها ، إلا أن مأمونية هذه الصبغات تبقى مثار جدل بسبب ما تحويه بعض أنواعها من مواد كيميائية يتهمها كثيرون بالتسبب ببعض الأمراض أو الآثار الجانبية.
وبالرغم من نفي المؤسسة العامة للغذاء والدواء أي دور للأصباغ المرخصة من قبلها بالتسبب بالأمراض إلا أن احتواء بعض أنواعها على المواد الكيميائية قوية المفعول تعزز الدراسات التي تشير إلى أن هذه الأصباغ مسؤولة عن بعض الأمراض التي تتفاوت خطورتها من الحساسية والاحمرار وتساقط الشعر إلى سرطانات الجلد وغيرها .
ويشيع في أوساط مختلفة أن هناك علاقة بين بعض أصباغ الشعر وسرطانات المثانة أو الثدي عند الرجال أو النساء كما أنها تشير إلى أن الأصباغ قد تسبب تشوهات خلقية للجنين، إذا استعملته الحامل.
ومن جانبه يقول استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية الدكتور أسامة المجالي أن الأصباغ وخاصة التي تحتوي على المواد الكيميائية تثير مخاوف بتزايد تساقط الشعر والتسبب بحدوث ( اكزيما تماسيه)أو ضعف نمو الشعر .
وقلل المجالي من فرضية تسبب الأصباغ وخاصة التي تباع بالصيدليات والمجازة من قبل الجهات المعنية بمرض سرطان المثانة أو الثدي كما يشاع .وقال أنه لم يثبت ذلك علميا للآن وتلك فرضية ضعيفة .
من جهتها تؤكد سهام فاخوري صاحبة صالون تجميل أنها لم تسمع من زبائنها الذين يقومون بصبغ الشعر بشكل مستمر عن تأثيرات سلبية على الشعر أو الرأس وتقول '' أنا لست طبيبة ولكن خبرتي في العمل بصبغ الشعر تجاوزت العشرين عاما ولم أسمع أن الأصباغ مسؤولة عن تساقط الشعر أو حتى ضعفه.
وتضيف أن عامل التقدم بالسن ربما هو ما يجعل الشعر يضعف أو يتساقط في بعض الأحيان وهو ما يجعل النساء يتعجلن بالحكم على الأصباغ.
ورأت سارة (35) عاماً أن الأصباغ أصبحت شيئا مهما للنساء من اجل التجمل والتزيين وقالت أنها لم تشعر أبداً بضعف نمو شعرها أو تساقطه بالرغم من أنها تضع الأصباغ بشكل مستمر منذ ما يزيد عن عشر سنين.
من جهتها قالت رئيس شعبة المستلزمات الطبية و مستحضرات التجميل في المؤسسة العامة للغذاء والدواء الصيدلانية عنان أبو حسان أن المؤسسة وقبل إجازتها لأي مستحضر تقوم بإجراء دراسة مكوناته وتركيبته للتأكد من مأمونيتها ومدى سلامتها و فعاليتها وضمان عدم وجود مواد ممنوعة قد تؤثر على سلامة المواطن وذلك بإتباع المواصفات الأوروبية والأمريكية .
ونفت أن تكون مستحضرات التجميل أو أصباغ الشعر المجازة من قبل المؤسسة مسؤولة عن بعض الأمراض بسبب الدراسات والفحوصات التي تجرى عليها قبل أجازتها. كما أكدت أنه لا يتم إنجاز أي بيان جمركي لمستحضرات التجميل بكافة أنواعها إلا بعد التأكد من أن المستحضرات مجازة لدينا ولا تحتوي على مواد كيماوية مضرة ولها تأثيرات جانبية.
وقالت ابو حسان أنه ولدى ورود أي شكوى بخصوص اي مستحضر تجميلي يقوم فريق تفتيش تابع للمؤسسة بالتحري عن الشكوى والتحفظ على المستحضر لحين التأكد من موضوع الشكوى و فحص المستحضر في مختبرات المؤسسة وإذا ثبتت الشكوى يتم سحب المستحضر من الأسواق .
وتقدمت أبو حسان بالنصح للمواطنين بعدم شراء المستحضرات من الباعة المتجولين لعدم التأكد من مطابقتها للشروط والمواصفات وإنما شراؤها من ألاماكن المرخصة حفاظا على سلامة مستخدمي الأصباغ.
رد مع اقتباس
المفضلات