فطر الإنسان على حب واكتشاف الجمال حولنا في كل مكان، كم من جمال يوجد في خرير الساقية ورذاذ المطر والشلال وسكون الليل والطبيعة الخلابة المتعددة بأطياف جمالها وميزاتها. وبتعدد الفصول الأربعةئتتعدد النباتات والأزهار وتنتشر الروائح العطرية. ئلهذا أعتبر الورد أجمل الأزهار وأغناها ارثا وأقدمها تاريخا وحضارة، وحظيت الورود بمكانة خاصة رفيعة متميزة في أغلب الحضارات القديمة والأزهار بجمالها والوانها تمثل أحلى ما في الطبيعة من لوحات، ولهذا كانت وحيا للفنانين ومصممي الأزياء كونها فتنة الطبيعة وعرسها الدائم تتربع فوق مملكة الفصول تنمو وتكبر وتضج بالألوان الزاهية، وعندما نذكر الربيع نرى الزهور والورود في كل عام تولد في هذا الفصل لتبعث الحياة وتبعد العبوس عن الناس، لتتربع على العرش في مملكة المشاعر وتبقى الترجمان الأكثر طلاقة بين المتحابين.
العرب منذ القدم شغفوا بالأزهار والرياحين، والورد ملك الزهور بأنواعه المختلفة التي تناهز الخمسين نوعا كونه يعبر عن الحب والسعادة والفرح، وكذلك اهتموا بالحدائق وأطلقوا أسماء الورود على أبنائهم. وكانوا يتهادون الورود والزهور في المناسبات والأفراح ويبتهج الناس به لأنه خير ما يعبر عن العلاقات بين الناس والمحبين والعشاق حتى أصبح رمزا للجمال والعواطف والحب والحزن والفرح وزيارات المرضى.
فكم من عاشق للورد والزهور يرى فيها الحياة تتجدد وروحا تسري ودما يتدفق ليهب الحياة والراحة في النفوس، ويشعره بسعادة غامرة تملأ روحه فرحا، ويحزن أيضا لفراق ورحيل صاحبه إذا رحل وتنتهي حياته ليقدم الورد والزهور كعربون محبة ووفاء وتقدير للآخرين وايضا كتفاؤل مريض وهو على سرير الشفاء. وبالرغم من جمال الورد والزهور الا أن عمره قصير كفصل الربيع لكنه يعبق من حوله ليشعر الآخرين بالسعادة والفرح.
الورد له الوان متعددة وكل لون يعبر عن مناسبة وشعور معين كالورد الأحمر يتبادله العشاق والمحبون لأنه يعتبر ورد المشاعر الصادقة، وفي المناسبات المختلفة بألوان الأبيض والزهر والأصفر وغيرها.
للورد لغة عالمية تعبيرية يفهمها كل بني البشر بمجرد التعامل بين بعضهم البعض، ولغة الورد خاصة عندما يغيب الكلام، ويصعب التعبير وتجف الأقلام، ويتلعثم اللسان، فتبقى وحدها نضرة زاهية لتحمل معاني التعبير وتغنى بالورد الشعراء والمطربون كالمطرب الراحل عبد الوهاب بأغنيته يا ورد مين يشتريك وللحبيب يهديك ** يا ورد
المصدر
جريدة الراي الاردنية
المفضلات