الأردن... مؤشرات على أزمة مع إسرائيل بعد جهود البرلمان
الأردن... مؤشرات على أزمة مع إسرائيل بعد جهود البرلمان لمحاكمة قادتها وضغوط عنيفة ترجئ زيارة وفد أردني لمحكمة لاهاي
تكثر الصحافية الإسرائيلية سميدار بيري من وقوفها بين بعض السياسيين الذين يجالسونها في العاصمة الأردنية عمان وتحديدا من المتقاعدين، وعبرها تمرر قنوات رسمية بعض الرسائل للداخل الإسرائيلي. لذلك يمكن القول ان بيري الصحافية النشطة في 'يديعوت احرنوت' والمتخصصة تقريبا بالشأن الأردني والعربي تستخدم أحيانا كما تقدم احيانا أخرى روايات مفاجئة للأردنيين تتسبب بالصداع وأحيانا الإحراج.
آخر مفاجآت هذه الصحافية تمثل في قصة مؤسسة على مصدر مجهول تتحدث عن نصيحة أردنية لقادة إسرائيل بعدم الحضور لعمان تجنبا لمواجهة مع شكوى قضائية دولية اعدها البرلمان الأردني ضدهم بتهمة إرتكاب جرائم حرب.
الموضوع أثار ضجة إعلامية وقصة الصحافية الإسرائيلية كانت قريبة من التصديق لسببين الأول الإهتمام المفاجئ لبعض المؤسسات المحلية بتقديم شكوى ضد الإسرائيليين والتسهيلات الرسمية التي منحت للراغبين بذلك، والثاني ان كاتبة القصة تزور عمان كثيرا وتفتح لها بعض الأبواب وتتمكن من الاستماع لوزراء متقاعدين وأحيانا ضجرين.
هذه المرة بالنسبة لعمان الرسمية لم تكن قصة الصحافية بيري مرتبة مسبقا وعندما تحركت الماكينة الدبلوماسية في وزارة الخارجية للبحث في خلفيات الموضوع سجلت رسميا عدة ملاحظات اهمها تقدير أن بيري هذه المرة إستخدمت كالعادة لكن من دوائر إسرائيلية لإحباط محاولة برلمانيين شبان في الأردن تقديم لائحة إتهام للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.
وفي الخارجية الأردنية يقولون بأن بيري هذه المرة إستمعت على الأرجح لمسؤول سابق وتم التاكد من ان احدا لم يستخدم الصحافية الإسرائيلية لإيصال رسالة وإتصلت عدة دوائر محلية ببعضها البعض للبحث عن معلومات وقراءات للموقف. ويقولون في خارجية الأردن ان الصحافية الإسرائيلية لم تعتمد على مصادر موثوقة في روايتها ولأن المؤسسات لا تنسق مع بعضها أحيانا تم التأكد من ان احدا في عمان لا يرغب بإثارة قصة من هذا النوع فبرز التقييم الذي يربط الموضوع الصحافي بجهات إسرائيلية تحاول إحباط دعوى البرلمان الأردني عبر تكبير 'كلفتها' على الأردنيين.
من هنا يمكن قراءة هجوم وزير الأمن الإسرائيلي على عمان، فالإسرائيليون خشوا من ان تكون قصة الدعوى القضائية مرتبة مع الأردنيين وخشوا من تكرار قصة لجوء الأردن للقضاء الدولي ضد جدارهم العازل فحتى في الأردن لا احد يصدق بأن لجنة برلمانية تتحرك لوحدها لمقاضاة إسرائيل دوليا وبالتعاون مع مؤسسة حقوقية تعمل في ظل الدولة ومعها ويرأسها رئيس حكومة أسبق.
ولإسرائيل ذكريات مريرة مع الأردنيين عندما يفكرون بالتحرك فوزير الخارجية الأسبق مروان المعشر قاد حملة رسمية ضد الجدار العازل انتهت بقرار لأعلى محكمة دولية ضد القرار.
وسر المخاوف الإسرائيلية كما يقول أحد خبراء الملف ان مشاعر النشوة عند البرلمانيين الأردنيين تزامنت مع قلق معبر عنه من بنيامين نتنياهو ومع تأكيدات جلالة الملك بان الدولة اليهودية هي تحت الضغط وليس الدولة الهاشمية.
ولذلك يعتقد بان الهجمة الإسرائيلية الخاطفة التي بدأت مع قصة الصحافية سميدار بيري ومرت بهجوم علني لوزير الأمن الإسرائيلي اتهم فيه الأردن بالنفاق دفعت عمان 'لتسكين' المشهد قليلا وهو تسكين يعتقد بانه إنتهى بقرار المكتب الرئاسي في البرلمان التريث قليلا قبل الذهاب إلى لاهاي وتأجيل سفر رئيس اللجنة القانونية مبارك أبو يامين لأغراض الدعوى.
لكن هذا التوتر عموما يعكس سطرا غائبا في العلاقات المأزومة عمليا بين الأردنيين والإسرائيليين فالواضح بان تأجيل سفر الوفد إلى لاهاي قرار سياسي يهدف لإرجاء الإحتكاك بالإسرائيليين في هذا التوقيت.
والأمر برمته يؤشر في الأفق على بوادر أزمة صامتة بين الأردن واسرائيل وبعد شيوع الأنباء عن تأجيل سفر الوفد الأردني، قال المشرف الأساسي على الدعوى رئيس اللجنة القانونية في البرلمان الأردني مبارك أبو يامين بان زيارته التي كانت مقررة أمس الأول إلى لاهاي لتقديم الدعوى ضد الإسرائيليين تأجلت مؤخرا لإجراء المزيد من التقييم.
وكان البرلمان قد أرجأ زيارة كان سيقوم بها وفد رسمي إلى لاهاي لتقديم لائحة دعوى ضد نخبة من قادة إسرائيل.
وفيما تحدثت مصادر محلية في عمان عن تدخلات عنيفة من أوساط القرار حصلت لتبطئ العمل بهذه الدعوى بعد إعتراضات إسرائيلية عنيفة، قال أبو يامين ان الدعوى ما زالت قائمة، مشيرا لوجود قرار من مجلس النواب بتكليف لجنته القانونية بالسعي لمحاكمة المجرمين في قيادة الشعب الإسرائيلي.
المصدر : الحقيقة الدولية – القدس اللندنية-19.2.2009
رد مع اقتباس
المفضلات