فرقها المتخصصة تنتشر في مدن القطاع لتفكيكها
فرقها المتخصصة تنتشر في مدن القطاع لتفكيكها... الاف الاطنان من المتفجرات الإسرائيلية "هدية سماوية" للمقاومة الفلسطينية في غزة
دمار هائل احدثه العدوان الصهيوني على غزة
الحقيقة الدولية – محرر الشؤون العربية - ارتعبت أم العبد، من الصاروخ الذي وجدته في حديقة منزلها في جباليا، واحتارت بما يمكن أن تفعله ليجنبها وأطفالها الاستشهاد.
أم العبد واحدة من عشرات الأشخاص الذي عثروا على صواريخ وقذائف لم تنفجر خلال فترة العدوان الصهيوني على قطاع غزة طوال 23 يوما.
وتنتشر في مدن القطاع المئات من الصواريخ والقذائف الصهيونية التي لم تنفجر خلال العدوان، حيث تشير الإحصاءات الرسمية إلى أن ما نسبته 6 بالمائة من الصواريخ الصهيونية لم ينفجر خلال العدوان على غزة.
وتشكل هذه الصواريخ كنزا ثمينا للمقاومة الفلسطينية، خاصة في ضوء الحصار الصهيوني ومنع "تهريب" السلاح إلى قطاع غزة، فهي رصيد نوعي لسلاح المقاومة البسيط في الإمكانيات والتجهيزات، خاصة أن أغلب سلاح المقاومة يصنع محليا.
أم العبد، قالت لمراسل "الحقيقة الدولية" في غزة: "لم أعرف ما أفعل، واتصلنا بأحد رجال المقاومة الذي كان يعرفه ابني فجاء بعد فترة فريق متخصص في المتفجرات ففككوا الصاروخ".
وتنشغل فرق متخصصة من المقاومة الفلسطينية هذه الأيام بتفكيك القذائف والصواريخ الإسرائيلية التي سقطت على غزة ولم تنفجر، وتم استخدام المـواد المتفجـرة بداخـلها، وإضافتها كرصيد نوعي لسـلاح المقاومة البسيط والمحلي الصنـع في غزة.
يقول المقاوم من كتائب الشهيد عز الدين القسام "أبو معاذ" ان "عشـرات القذائف والصواريخ التي ألقاها الطيران الإسرائيلي على قطاع غـزة في حربـه الأخيـرة لم تنفجـر، وأن المقاومة سارعت لتفكيـكها والاستفادة منها ومن المواد التي بداخلها".
وأضاف "بعد أن انتهى العدوان وانقشعت الحرب، اكتشفنا العشرات من القذائف الصاروخية التي لم تنفجـر، عدم انفجـارها كان هدية من السماء فتناثرها كان سيتسبب بمزيد من الخراب والدماء، كما أننا في المقاومة وجدنا فيها كنزاً ثمينا".
وأكد خبير هندسة المتفجرات في كتائب القسام "أبو أنس" أن المقاومة تعكف حاليا على تفكيك ما لم ينفجر من قذائف وصواريخ والاستفـادة ممـا في داخلها وخارجها.
ولفت إلى أن 6 بالمائة من مجمـوع ما ألقته آلة القتل الصهيونية من قذائف على القطاع لم ينفجـر، وقال: "بقاؤها كما هي يعـود سببه لخلل تقني وفني يتصـل بالصاعق الذي يسبب انفجارها".
ويقـول المقاوم في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي "أبو البراء": إن "التعامل مع القذائف التي لم تنفجر يحتـاج إلى خبرة عالية" مشيرا في الوقت ذاته إلى تمكن المقاومـة من التعامل معهـا دون أي مشاكل.
وأضاف "لدينا خبراء ومهندسون قادرون على التعـامل مع هذه الصواريخ، وتفكيكها بما يخدم المقاومة".
ويبين خبير تصنيع الصواريخ "أبو مصعب" أن ما عثرت عليه المقاومة من مواد متفجـرة "يرتقي إلى المستوى النوعي جدا والخطير" وقال: "المقاومة في غزة تعتمد على ذاتها وصنعت موادها من اللاشيء، وطورت قذائفها وصواريخها، اليوم هذه المواد الفعالة سنستخدمها ونستفيد منها".
ولا يدلي رجال المقاومة بكثير من المعلومات حـول ماهية هذه المواد، كما يرفضون الإفصاح عن كيفية التعامل معها، واكتفى أبو مصعب بالقول "هذه المواد الكيماوية وأثرها كان واضحا على أجساد الأطفال وجدران المنازل".
وكان تقرير أعدته بعثة طبية بريطانية إلى غـزة، كشف عن إلقاء إسرائيل خلال 22 يـومًا من العدوان الاف الاطنان ، مشيرا إلى أن إسرائيل استخدمت أسلحة غير تقليدية، وأنها مزجت قنابل الفسفور بعناصر كيماوية أخرى غير معروفة.
من جانبها قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصهيونية، إن المقاومة في غزة تتسابق إلى تفكيك وإعادة تصنيع عشرات القذائف والصواريخ التي ألقاها الطيران الإسرائيلي على قطاع غزة ولم تنفجر، وذلك بهدف تفكيكها واستخدام المواد المتفجرة التي بداخلها ثانية.
وأوضحت الصحيفة أن معالجة مثل هذه القذائف تتم عن طريق تفجيرها بشكل مراقب من قبل أجهزة أمنية مختصة، إلا أن ما يحصل في القطاع هو أن المقاومة تتسابق للحصول على المواد المتفجرة المستخدمة.
ونوهت إلى أن المواد المتفجرة التي تحتويها ذات فاعلية كبيرة جدا، ولا يمكن مقارنتها مع فعالية المواد التي يتم إنتاجها محليًّا، مشيرة إلى أن الطيران الإسرائيلي استخدم قذائف متراوحة الأوزان، يصل بعضها إلى 227 كيلوغراما وأخرى 454 كيلوغراما و 950 كيلوغراما، وتبين أن أعدادا كبيرة منها، تصل نسبتها إلى ما يقارب 6 بالمائة من مجموع القذائف لم تنفجـر.
وقالت الصحيفة الإسرائيلية، إن استخلاص المواد المتفجرة من القذائف ليست بالعملية المعقدة من الناحية التقنية، إلا أن هذه القذائف تحمل في داخلها متفجرات حساسة جدا للحركة، ومن الممكن أن تنفجر إذا تم تحريكها من مكان لآخر بشكل غير مراقب.
وتعترف مصادر عسكرية إسرائيلية بأن المقاومة في غزة قادرة على الاستفادة من هذه المتفجرات بشكل جيد، وأن لديها الكثير من المهندسين الذين لن يعجزوا عن تفكيكها وتركيبها في عبوات ناسفة جديدة قد تصـلهم قريبًا بالرغم من المساعي الإسرائيلية لمنع وصول السلاح من خارج القطاع.
المصدر : الحقيقة الدولية – محرر الشؤون العربية - 17.2.2009
رد مع اقتباس
المفضلات