يسجل لسفيان (30) عاما، جرأته على كسر حاجز الصمت والظهور على شاشة التلفزيون المحلي للحديث عن إصابته بمرض (الإيدز) . آثر العيش وحيدا ومنعزلا لأكثر من (7) سنوات ،واستوعب الصدمة اخيرا فروى كيف انتقل إليه الأيدز بطريقة خاطئه خارج البلاد.. قال دون تغطية على وجهه -كما يحصل دائما في هكذا برامج - إن المصاب بالإيدز يلحق بحامله العار مدى الحياة (ويعزله عن أهله وأقاربه ومحبيه) وسط مجتمع شرقي لا يزال يرفض حامل الإيدز الذي اكتشف قبل (30) عاما ولم يكتشف له حتى ألان علاج شاف أو مصل يقى منه وعندما يستفحل بجسد المصاب يقتله .
وقال بعد إن تأكدت إصابتي بالإيدز تم ترحيلي من البلد العربي الذي اعمل فيه في اليوم الذي ظهرت فيه نتيجة تحاليل الدم .
''ولحق بنفسيتي شبه دمار وشعرت باني ذاهب إلى حبل المشنقة خاصة إن موظفي امن وحماية قادوني من مسكني وطلبوا مني لملمة إغراضي خلال (5) دقائق وأخذوني بسيارة عسكرية ولم يسمحوا لي بالكلام واعتقدت للحظة أني قيد الخطف ...إلى إن وصلنا المطار حينها عرفت أني مرحل إلى بلدي لارتكاب ذنب كبير و لم يخطر على بالي أني مصاب بالإيدز'' .
ويستكمل روايته بقوله ''بقيت محاطا برجلي الأمن إلى إن أوصلاني إلى بوابة الطائرة وتم التحفظ علي من قبل شخص أخر داخل الطائرة إلى إن وصلنا المطار وما إن خرجت حتى استقبلني موظفون عرفوا على أنفسهم أنهم من البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز ومن الأمن و الداخلية جلسوا معي وتحدثنا ''
ويتابع ..كانوا لطفاء وطلبوا مني بعد إن انتهي من عناء السفر إن أراجعهم على البرنامج في عمان وأعطوني ملفا كاملا موضح فيه كيفية تعاملي مع نفسي ومع من هم حولي حتى لا انقل العدوى لأحد إلى إن يتم الالتقاء بخبراء البرنامج للمباشرة بالعلاج والتأهيل .
وعن تكتم الكثيرين على الإصابة بالأمراض الجنسية خشية وصمة العار والعوامل الاجتماعية السائدة ،يقول مدير الإمراض السارية/ في وزارة الصحة الدكتور بسام حجاوي أن نسبة التبليغ عن إصابات الأمراض الجنسية (الإيدز) في المملكة لم تتجاوز ( 5%) ويعزوها الى خوف المصاب اوعدم اطمئنانه لخدمات الرعاية الصحية في هذه المجالات .
ويقول مسؤول التوعية والتثقيف بمرض الإيدز/ وزارة الصحة ، محمد البشيتي إن المصابين بالإيدز لا يمكن تمييزهم إلا إذا تم فحص دمهم والفحص هو الأجراء الوحيد الذي من خلالة يمكن كشف حامل الفيروس في دمه .
ووصل عدد المصابين بالإيدز التراكمي إلى( 653 ) إصابة منها (201) لاردنيين و(452) جنسيات أخرى (...) وبلغ عدد الذكور المصابين بالإيدز ( 162 ) ذكرا غالبيتهم شباب و(39 ) أنثى و(20) طفلا بينما توفي جراء المرضى (87) مصابا..
وعن أسباب انتشار مرض الإيدز قال الحجاوي أن 110 مصابين أنتقل لهم المرض عن طريق الاتصال الجنسي خارج إطار الزوجية منهم (92) ذكرا و( 18 ) أنثى(...) وبسبب نقل الدم أصيب بالإيدز( 41 ) ذكرا و( 16 ) أنثى نقل لهم دم ملوث خارج الأردن وجراء نقل الفيروس من ألام إلى جنينها ( 5 ) ذكور و( 3 ) إناث (...) ونتيجة الاتصال الجنسي الشاذ (مثليي الجنس) أصيب (5 ) ذكور كما أصيب (3) ذكور وأنثى عن طريق حقن المخدرات بالوريد و(17 ) إصابة غير معروفة أسباب الإصابة .
وبين حجاوي إن محافظة العاصمة سجلت أعلى نسبة إصابات ووصل عدد المصابين فيها إلى (121) مصابا و في محافظة إربد 29مصابا والزرقاء 22 والبلقاء 10 والمفرق 6 وإصابتان في كل من جرش ومادبا الكرك و الطفيلة ومصاب واحد في كل من عجلون ومعان ولا اصابات في محافظة العقبة.
وقال الحجاوي إن (181 ) إصابة سجلت بين المراهقين والبالغين مات منهم 75 مصابا أي بنسبة 41% بينما كان عدد الأطفال المصابين بالمرض دون سن الخامسة عشرة( 20 ) مصابا توفي منهم 12 طفلا مانسبته 60% من مجموع المرضى الأطفال.
ولان أعلى نسب الإصابة كانت بين الشباب فقد كشف حجاوي عن أطلاق حملة ا لمكافحة الإيدز بالتعاون مع وزارة التعليم العالي للوصول إلى طلبة الجامعات لتوعيتهم من مخاطر المرض .
رد مع اقتباس
المفضلات