احباب الاردن التعليمي

النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: Prestige

  1. #1
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Thu Dec 2008
    الدولة
    بين الكذب والصدق
    المشاركات
    3,089
    معدل تقييم المستوى
    16042139

    Cool Prestige

    ككل الذين يرتشفون قهوتهم في الصباح؛ ارتشفْتُ قهوتي السوداء أمام نظرة الصباح الباردة على زجاج نوافذي، و مثل كل الذين يشعرون بالبرْد صباحاً حتى في فصول الصيف شعرْتُ بالبرْد أيضاً، نهضْتُ أكتب بحْثاً متأخِّراً لآخر فصْلٍ دراسيٍّ في الجامعة أدرسه، بحْثٌ يشبه لون قهوتي ومرارتها وبرودة نوافذي، من الجدير بالذكر أن أقول لكم بأنني لا أستسيغ قهوتي ولكنّه "برستيجٌ" أقوم به أثناء أعمالي التافهة حتى أعطيها قيمةً ما، قيمةً تصِل بها حدّاً يأخذ بي إلى ممارستها بشيءٍ من الجِدّيّة قليلاً، تكنيكٌ اتّخذته لنفسي منذ شعرْتُ لأول مرّةٍ بسخافة أن نؤدي أشياء لا نريدها بالضرورة ولا تعني لنا شيئاً ولكننا مجبَرون عليها.

    في الـ 7.43 م صحوتُ من نومي وبدأتُ هذا التكنيك الذكي جدّاً، اندمجْتُ في حمّامٍ دافئٍ وغسلْتُ جسمي بدفءٍ بهيج، وأنا لا أحب الحمام الساخن أيضاً، ولكنّه الخطوة رقم (1) في البرستيج الذكي جدّاً أعلاه، أثناء كتابة بحثي أخرجْتُ سيجارةً وأشعلتُها ثم بدأتُ أدخِّنُ وأرتشفُ كوب قهوتي، نعم صحيحٌ أيها السادة أنا أيضاً لا أحب التدخين أبداً، بل أكرهه جدّاً ولكنني ملزَمٌ بمقاومة سخافاتي بسخافاتٍ مشابهة، برستيجي الذكي هذا شيءٌ جديرٌ بالاحترام ولذلك فأنا أحترمه دائماً وأبداً.

    في الـ 11.57 م ملَلْتُ من الكتابة فخرجْتُ أتنفَّسُ هواءً جديداً على ضفاف "أبحر"، و أنا لا أحب زيارة البحْر أثناء أداء أعمالي المهمّة ولكنّه (...)، هذا صحيح، إنه ذلك الرائعُ والذكيّ جدّاً، مرَرْتُ بأحد الأكشاك الجانبيّة على الطريقِ وأخذْتُ لي كوب شايٍ بالنعناع رغم أني أحب الشاي بنكهة الحبق أكثر، ولكنّه نفس البرستيج الذكي والرائع جدّاً لمواجهة أشيائي السخيفة، بعد ساعةٍ تقريباً عدْتُ أدراجي مضمَّخاً بالانفعالات الجديدة واستأنفْتُ كتابة بحثي.

    في الساعة الـ 3.22 ص بدأ النعاسُ يدبّ في عينَيّ فحاولتُ أن أنشّط نفسي قليلاً وفتحتُ موقع Youtube وبدأتُ أبحث عن مقاطع وثائقيّة، وأنا أكره الأفلام الوثائقيّة ولكنني مجبَرٌ للتعايش مع أشيائي المكروهة في حالةٍ كهذه فقط لكَيْ أتماشى مع (...)، نعم، نعم هذا صحيحٌ أيضاً.

    مرَّتْ ربع ساعةٍ وجدتها كافيةً ثم عدْتُ لاستئناف كتابتي، كتبتُ حتى تلك اللحظة 27 صفحةٍ تقريباً، أردْتُ أن أغلق بحثي على هذا العدد من الصفحات ولكنّي تذكّرتُ مقولة زميل الدراسة الذي لا أحب منافسته لي وهو يؤكّد لي بأن لجنة التقييم في القسم تهتمّ بالـ "كَم؟" ولا تهتم بالـ "كيف؟"، هذا ليس شيئاً جديداً علَيّ في الحقيقة ولكن أن تسمعه بالإضافة إلى أنّك تفهمه فهذا شيءٌ شاقٌّ جدّاً، والأنكى من ذلك أن أعود فأتذكّره في نفس اللحظة التي يطرأ لي فيها البروفسور جون ناش في فيلم A beautiful Mind وهو يحوز درجة الدكتوراة عن بحْثٍ لا يتجاوز ذلك العدد الذي بلغته، اجترعْتُ القهوة التي تركتها منذ خرجْتُ إلى جُدّة البحر لا لأني أحب البرودة الثخينة التي تبقى وحدها في الأسفل ولكن لأني اعتقدْتُ أن تمعّر قسمات وجهي لحظتها مثلما يحدث للذين يشربون كحولهم كما أشاهدها في الأفلام أحياناً قد يضفي لمحةً من الـ "Action" على المشهد الرتيب، وهذا ما حدث فعلاً رغم الرعشة التي انتابتني من مرارة القهوة وبرودتها الكريهة في قعْر الكوب.

    في الـ 5.51 ص بدأتُ أشعر بحرارةٍ في معدتي من كوب القهوة الثاني الذي لم أستطِعْ إكماله رغم محاولتي الجاهدة في الحقيقة، ووجعٍ في عنقي من الكتابة الطويلة التي بلغَتْ حينها 40 صفحة، توضّأتُ وخرجْتُ لأدرك صلاة الجماعة في المسجد، في طريق عودتي أخذْتُ أمارس طريقةً في التأمّل "ع الماشي"، بالمناسبة أنا لا أعرف طريقةً للتأمل أثناء المشي ولا أظن ممارسي التأمّل كانوا ليرضوا بذلك سوى من قبيل الاجتهاد الفردي لا أكثر، ولكنّها محاولاتٌ لإضفاء مزيّناتٍ أخرى للبرستيج الذكي والرائع جدّاً هذا الذي أبقاني نشِطاً قدر ما أستطيع وأنا أحاول إنجاز بحْثٍ جامعيٍّ في يومٍ واحد فقط!


    في الـ 6.11 ص استأنفْتُ الكتابة من جديدٍ داخل غرفتي الباردة، وكَيْ أعطي لكتابتي جَوّاً مبهرَجاً أيقظْتُ صوت فيروز من موقع "اه يا سلام" فصدحَتْ بأغنية "حبّيتك تـ نسيت النوم"، وأنا أكره هذه الأغنية جدّاً منذ الطفولة تقريباً، ولا أحب غناء فيروز أبداً، ولكن لأن برستيجي غالٍ علَيّ جدّاً فأنا بالمناسبة أجبرْتُ نفسي على أن أستمِع لها متوحِّداً شعوريّاً بالحشْد الكبير من عشاقها في صباحٍ مثل هذا.

    في الـ 7.22 ص أنهيْتُ 50 صفحةً من البحْث وأنا بحالةٍ شعوريّةٍ منهَكةٍ للغاية، أخذْتُ لي سيجارةً ودخّنتها مثل الذين يمارسون عاداتهم بعد الانتهاء من عملٍ مملٍّ وتافهٍ لا يتقاطع مع عاداتهم الأصيلة وبرستيجهم الذكي والغالي جدّاً.

    في الـ 7.34 ص طرأ لي أن أكتب موجَزاً ما في أحد المنتديات لأشارك بعض الآخرين شيئاً مما حدث لي، انتابتني الرغبة الجامحة في أن أكون ساخراً وصريحاً جدّاً، وأنا بالمناسبة لسْتُ ساخراً ولا صريحاً جدّاً ولا حتى ممن يحبون الكتابة في المنتديات و لكنّه الـ (...) هذا صحيح، أحسنتم جميعاً.

  2. #2
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Sep 2008
    العمر
    34
    المشاركات
    2,088
    معدل تقييم المستوى
    18
    سلمت يداك

    اخي

  3. #3
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Thu Dec 2008
    الدولة
    بين الكذب والصدق
    المشاركات
    3,089
    معدل تقييم المستوى
    16042139
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الزعيم عيناوي مشاهدة المشاركة
    سلمت يداك

    اخي
    تشرفت بمروركــ زعيمhgg

  4. #4
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Jun 2008
    الدولة
    صانعة رجال البواسل رجال الهيه المملكة الهاشمية
    المشاركات
    146,552
    معدل تقييم المستوى
    11586669
    اعتقد ان من يكتب اي حرف بالمنتدى يكتب ما توحي به شخصيته
    ان كان غير ساخرا استحاله ان يكتب بسخرية
    دمت بسعاده اخي

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
معجبوا منتدي احباب الاردن على الفايسبوك