غادر الرئيس جورج دبليو بوش البيت الابيض امس البيت الابيض مخلفا تركة ثقيلة للرئيس باراك اوباما.
ومن ابرز ملامح هذه التركة، على المستوى الخارجي، الحربان المفتوحتان في العراق وافغانستان، وتراجع صورة الولايات المتحدة بين مواطني كثير من دول العالم حسبما اظهرت عدة استطلاعات للرأي اضافة الى معتقل غوانتانامو الذي اثار انتقادات واسعة من جماعات حقوق الانسان.
وعلى المستوى الداخلي ترك بوش الموازنة الامريكية وهي تعاني من عجز تزيد قيمته عن تريليون دولار، بعد ان كانت تتمتع بفائض لدى تسلمه الحكم من الرئيس الديمقراطي بيل كلينتون، علاوة على اوسع كساد تشهده الولايات المتحدة منذ اكثر من 80 عاما. ورغم ان بوش تمتع بتأييد كبير بعد هجمات 11 ايلول عام 2001، الا ان عوامل اخرى ادت الى تراجع هذا التأييد، من بينها الحرب على العراق، والازمة العميقة في القطاع المالي، والارتفاع الكبير في مستوى البطالة حيث وصلت حاليا في الولايات المتحدة الى اعلى معدل لها منذ 16 عاما.
الا ان مؤيدي بوش يرون انه حقق انجازات،ابرزها ان الولايات المتحدة لم تتعرض لهجوم آخر منذ هجمات 11 ايلول 2001. كما يرى انصاره ان قرار غزو العراق كان في اساسه صائبا رغم كل المشكلات التي تبعت هذا الغزو اضافة الى الضغوط التي مارسها على ايران للتراجع عن برنامجها النووي، وهو ملف آخر مفتوح على اوباما التعامل معه. ويتوقع الناخبون الامريكيون الكثير من اوباما في مختلف الملفات المفتوحة، الامر الذي يشكل عبئا كما يقول ويليام جالستون المستشار السابق للبيت الابيض. ومن الملفات التي تتطلب اهتماما بالغا من اوباما الحرب في افغانستان التي لم تلق ما يكفي من الاهتمام من جانب بوش، كما يرى منتقدوه، بسبب التركيز على الحرب في العراق. واضافة الى كل ما سبق هناك الصراع العربي الاسرائيلي، اذ وعد بوش بالوصول الى اتفاق بشأن اقامة دولة فلسطينية قبل مغادرته البيت الابيض وهو الامر الذي لم يحدث.
ويرث اوباما ايضا الازمة المتفجرة في قطاع غزة بعد حرب استمرت 22 يوما وطرق مواجهتها. وترى جوليان زليزر الباحثة السياسية بجامعة برينسيتون الامريكية ان اوباما ربما لا يتمتع بشهر عسل على الاطلاق اذا لم ينجح في تحقيق تقدم سريع على المستوى الاقتصادي، وهو اهم المشكلات على الاطلاق بالنسبة للمواطن الامريكي.