أسئلة برسم الإجابة... العلاقة مع حماس والإخوان وتحديات البقاء تواجه الوزراء ونخب الحك
الأردن... نقاش الكواليس لتوترات الإقليم يكشف الإحساس بعدم وجود مطبخ حكومي
أسئلة برسم الإجابة... العلاقة مع حماس والإخوان وتحديات البقاء تواجه الوزراء ونخب الحكم
مضايقة وزارة الرئيس نادر الذهبي في الاردن اصبحت الموضة الدارجة هذه الايام في مجلس النواب، رغم ان هذه الوزارة حصلت على ثقة قياسية وغير مسبوقة فحملات الدعوة لاسقاط اتفاقية وادي عربة وطرد السفير واغلاق سفارة اسرائيل تتعاظم في محيط الكتل البرلمانية التي استعارت مع عنف القصف الاسرائيلي شعارات وادبيات المعارضة التقليدية.
ورغم ان عضو الملس النيابي بسام حدادين ربط بين التصرفات المعارضة التي يظهرها نواب الموالاة في البلاد وبين تغييرات طالت بعض مناصب المؤسسة الامنية مؤخرا، الا ان الانفلاتات البرلمانية تنفجر تتاليا في وجه وزراء الذهبي وبشكل ينطوي على تجاوز في الالفاظ يصل حد التطاول احيانا، حسب تعبير ثلاثة وزراء على الاقل اشتكوا رسميا لرئيسهم.
ومن الواضح ان الشعارات الكبيرة التي كان يتصدى لها بالعادة نواب الموالاة ويطرحها المعارضون يتبناها الآن نواب محسوبون بالعادة على الحكومة والصف الرسمي في حالة انفلات غير مرصودة سابقا في البرلمان المحلي، فيما يظهر نواب المعارضة الحقيقية اكثر رشدا من رفاقهم في الموالاة وهم يتعاملون مع مسارات الاحداث. وبتقدير حدادين يعود هذا الانفلات لعاملين، الاول تداعيات الحرب الوحشية على قطاع غزة، ورفع الغطاء الامني عن الحكومة، وعليه يتوقع اعضاء مسيسون في المجلس من بينهم مبارك ابو يامين تنامي حالة الاستئساد في وجه الفريق الوزاري والتكشير عن الانياب وظهور موجات مفاجئة عند بعض النواب المستجدين او الثانويين لتمثيل الدور تماما.
وهذا الوضع اصبح مرهقا لحكومة الذهبي خصوصا وان النواب خاضوا مؤخرا في تساؤلات واستجوابات دستورية طالت ما لا يقل عن عشرين وزيرا هدد بعضهم بطرح الثقة به من قبل لاعبين مؤثرين في مسار لعبة التشريع.
لكن انكشاف ظهر الطاقم الوزاري للنهش والنقد البرلمانيين وبشراسة ليس وحده العامل المؤثر في اهلية وصمود وصلابة الجبهة الحكومية مرحليا فالاحداث الاقليمية الاخيرة المتوترة كشفت عن غياب ملموس لمطبخ حكومي مقنع يبادر ويتولى الحيثيات.
وبقدر ما تتقصد مستويات التنفيذ اظهار كفاءتها في ترجمة التوجيهات والتعليمات، بقدر ما تبرز الحاجة يوميا لقيام المؤسسات بأدوارها الطبيعية، وبقدر ما يتلمس السياسيون الكبار عدم وجود مبرر لتغييب ملكة التفكير والتدبير في الحكومة على قاعدة انتظار التعليمات، فالقيادة تناور وتبادر في كل الاتجاهات، واحيانا تولد في المحيط عواطف الحنين لوجود مطبخ وزاري.
ويكشف نقاش الكواليس الخاص بقمة الدوحة وسلسلة القمم العربية مجددا عن خلل ما في مستويات الادارة الحكومية قبل ان يكشف النقاب عن منسوب الغموض في الحركة السابقة باتجاه قادة حركة حماس الذين جلسوا على الطاولة الكبيرة في المنطقة بكل الاحوال.
اليوم يقول الساسة في عمان بأن ورقة حماس افلتت تماما من اللاعب الاردني، بعد اقتصار الانفتاح على اضيق القنوات الممكنة بدون غطاء سياسي وبدون دور حكومي في الماضي القريب. واليوم يجد الاردن في المستويين السياسي والشعبي نفسه مضطرا لاعادة تعريف الاسئلة المحورية، بما في ذلك السؤال المتعلق بالاخوان المسلمين، كنسيج وطني ملتزم.. هنا لا بد من ملاحظة هامة، فقد اظهر الاخوان مجددا انهم الاهم والاقدر من بقية القوى في قيادة الشارع، والاخطر انهم قادرون على صناعة الايجابية، فكوادر الاخوان المسلمين في المظاهرات العملاقة كانت ترتدي زيها الرسمي وتنظم السير في الشوارع المحيطة بمظاهرات الجماعة الى جانب اجهزة الشرطة.
سؤال حماس نفسه بحاجة لتعريف وطني اردني الان بعنوان ما هي حماس ومن هي حماس بالنسبة للمصالح العليا الاردنية؟.. هذا السؤال بكل تأكيد صعب للغاية وحسب مصادر الحكومة رصدت حماس طوال الازمة الوجودية التي واجهتها ادبا واضحا في الخطاب عندما يظهر اسم الاردن، وهو كما لاحظ الجميع لم يكن ادبا متاحا عندما تعلق الامر بالسعودية ومصر فحماس اتهمت الرياض والقاهرة لكنها عبرت فقط عن امنياتها بخطوات اردنية مقدور عليها ضد اسرائيل.
وعليه اصبحت وزارة الرئيس الذهبي الآن في مواجهة ثلاثة اسئلة لتعريف الواقع .. سؤال الاخوان المسلمين وسؤال حماس وسؤال يتعلق بقدراتها الحقيقية على الارض، خصوصا بعد اعتراف مقربين من الرئيس الذهبي وحلفاء له بأن الحاجة ملحة جدا لمغادرة الانجاز الوحيد الذي تكثر الحكومة من الاحتفال به وهو تخفيض سعر المحروقات.
وهذا الانجاز استهلك اعلاميا ودعائيا لصالح الحكومة التي حظيت بشعبية صارخة وفقا لاستطلاعات الرأي ومن الواضح ان بقاء الفريق الوزاري الحالي او استمرار تركيبته الحالية مسألة مناطة الآن بوجود انجاز اخر للمستوى الحكومي، لم يحك عنه في الماضي، ومن هنا تولد احتمالات التعديل والتغيير التي لا زالت مفتوحة على كل الخيارات.
وكل الدلالات لا زالت تظهر بأن المرجعيات تضيق ذرعا بالمنفذين فقط وخصوصا من يتمسكون بعبارات توحي بأن كل الاحوال في احسن اوضاعها، وتغرق في الادبيات التراثية.
لذلك يعتقد بأن صعوبات بالغة مع تحديات تواجه الان المستقبل السياسي والوظيفي لنخب مهمة جدا في مؤسسات القرار خارج الحكومة وداخلها فعين الرقابة اثبتت انها لا تتساهل على حساب المصلحة العامة حتى في احلك الظروف واصعبها واعقدها.
المصدر : الحقيقة الدولية – القدس المقدسية 20.1.2009
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الاسطورة
المفضلات