مئات شاحنات المساعدات وعشرات الأطباء يدخلون القطاع عبر معبر رفح
خلافاً لما تبثه بعض الفضائيات... "الحقيقة الدولية" ترصد الموقف بالكلمة والصورة
مئات شاحنات المساعدات وعشرات الأطباء يدخلون القطاع عبر معبر رفح ومئات الجرحى يصلون إلى الجانب المصري للمعالجة
الحقيقة الدولية- معبر رفح- خاص
رصدت كاميرا "الحقيقة الدولية" حراكا كثيفا ونشاطا واسعا على الحدود بين قطاع غزة ومدينة رفح المصرية تسهيلا لمرور الشاحنات المحملة بالمواد العينية والطبية وعبور الجرحى والأطباء والطواقم الصحية من وإلى القطاع دون عقبات وبوقت زمني قياسي.
قوافل الإغاثة تدخل إلى معبر رفح بوقت قياسي
رصد فريق "الحقيقة الدولية" المرابط على معبر رفح منذ أكثر من أسبوع مرور مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات من العديد من الدول العربية والإسلامية والأجنبية وخاصة من ليبيا والإمارات العربية المتحدة والسعودية والكويت وتركيا واليمن والبحرين والأردن ودولة جنوب إفريقيا واندونيسيا وماليزيا وغيرها من الدول.
وبحسب السجلات الرسمية التي اطلع عليها فريق الحقيقة الدولية على بوابة المعبر، فقد بلغ معدل ما يتم إدخاله يوميا من مساعدات ومنذ بداية الحرب الصهيونية على القطاع ما يزيد عن 250 طنا من الأدوية والمواد الغذائية يوميا وعدد كبير من سيارات الإسعاف تدخل بشكل منتظم ومستمر وعلى مدار الساعة.
ولوحظ أن أكثر الدول نشاطا في تقديم المساعدات والتي تصل بشكل يومي هي المساعدات الليبية والتركية والإماراتية حيث أوفدت تلك الدول فرقا خاصة متواجدة بشكل دائم في مدينة العريش المصرية، تبعد 40 كيلومترا عن مدينة رفح المصرية، وتقوم تلك الفرق وخاصة التركية بشراء مواد إغاثية وأدوية بشكل يومي من مدينة العريش وتحميلها في شاحنات مصرية إلى معبر رفح بالإضافة إلى ما تستلمه من معونات يتم شحنها بطائرات تهبط في مدينة العريش.
كما لوحظ نشاط كبير جدا للمؤسسات والجهات الخيرية المصرية الأهلية والمواطنين العاديين والذين يتوافدون إلى معبر رفح وبرفقتهم قافلات كبيرة من المساعدات المحمولة على شاحنات متوسطة الحجم وكبيرة وتحمل على متنها مساعدات متنوعة تم جمعها من تبرعات المواطنين المصريين من شتى المحافظات.
رئيس جمعية الشريعة الإسلامية، فرع قنا، والتي تبعد 1200 كيلومتر عن مدينة رفح، وصل مع قافلة ضخمة من المساعدات المصرية مكونة من عشرات الشاحنات، قال لـ "الحقيقة الدولية" أثناء عبور القافلة إلى الجانب الفلسطيني من معبر رفح، إن الجمعية قامت بإطلاق حملة شعبية واسعة لجمع المساعدات من أبناء محافظته وقد تمكن بكل يسر وسهولة من إدخالها عبر المعبر، مضيفا أنه وكل أهالي محافظته والشعب المصري يناصرون الشعب الفلسطيني في غزة في المحنة التي يمرون بها وهم على استعداد أن يقتطعوا من لقمة عيش أبنائهم ويقدموها إلى أطفال غزة وهذا أضعف الإيمان.
الشاحنات المصرية والفلسطينية.. سرعة وتفاهم مشترك
ما شاهده فريق "الحقيقة الدولية" داخل المنطقة المشتركة بين الحدود الفلسطينية والمصرية يعكس حالة المصير المشترك بين الشعبين الشقيقين، حيث تقف الشاحنات قبل دخولها معبر رفح من الجانب المصري لدقائق معدودة ودون معيقات، تدخل بعدها الشاحنات البوابة وبمرافقة مندوبين عن الجهة المتبرعة إلى المنطقة المشتركة، ولتسهيل الإجراءات يتم تفتيشها من قبل أحد عناصر الشرطة المصرية الذي يحمل معه جهازا يحتوي على مرآة لكشف أسفل السيارة فقط، حيث تكون تلك الشحنات قد تم تنسيق محتوياتها مع الهلال الأحمر المصري قبل وصولها، مرفق معها كشف بيانات بمحتوياتها فقط ويسلم إلى ضابط الأمن على البوابة.
فور وصول تلك الشاحنات المصرية تكون بانتظارها شاحنات فلسطينية وبحضور موظفين من الهلال الأحمر المصري والذين يقومون فورا بتنزيل الحمولات إلى الشاحنات الفلسطينية لتمضي بطريقها إلى الجانب الفلسطيني بشكل فوري ويتم استقبالها من موظفي الجمارك الفلسطينية التابعين لحركة حماس ويلبسون الزي المدني.
عملية التحميل والنقل والعبور لا تستغرق سوى الفترة المطلوبة لتحميل البضائع والأدوية إلى الشاحنات الفلسطينية، كما أن التفاهم المتبادل بين الضباط المصريين ونظرائهم الفلسطينيين لا تدع مجالا للتأخير.
في الجانب الفلسطيني يتم استلام الشاحنات وتصنيفها حسب حمولاتها، فالأدوية والمعدات الطبية يتم نقلها على الفور إلى المستشفيات في قطاع غزة، ويعتمد ذلك على الوضع الأمني وتدني أو كثافة مستوى القصف الصهيوني على المعبر الحدودي، أما المواد العينية مثل البطانيات والفرشات وغيرها من المواد بالإضافة إلى المواد الغذائية فيتم تخزينها في مخزن أعد خصيصا لذلك ونقلها فيما بعد إلى الجهات المستفيدة منها من خلال لجان متخصصة بذلك.
وعلى الرغم من أن السلطات المصرية أعلنت رسميا أن معبر رفح مخصص فقط للأدوية والمعدات الطبية وشاحنات المياه ونقل الجرحى إلا أنها تسهل مرور مواد أخرى عينية تصل إلى المعبر.
لماذا يتم إغلاق معبر رفح في بعض الأحيان
بحسب ما شاهده فريق "الحقيقة الدولية" فإن المعبر بشكل عام مفتوح دون عقبات، إلا أن المعبر يتم إغلاقه مؤقتا ولفترة وجيزة جراء استئناف القصف الصهيوني على الشريط الحدودي، الأمر الذي يؤدي إلى توقف وصول الشاحنات الفلسطينية وسيارات الإسعاف إلى الجانب المصري ما يؤدي إلى انتظار وصولها حتى يتوقف القصف، وقد لوحظ تنسيق كامل بين الجانبيين المصري والفلسطيني على الحدود في هذا الإطار.
عشرات سيارات الإسعاف المتبرع بها ومئات الجرحى الفلسطينيين وعشرات الأطباء العرب عبروا إلى القطاع
فريق "الحقيقة الدولية" رصد كذلك وخلال خمس دقائق مساء يوم الجمعة الماضي تحرك 27 سيارة إسعاف مصرية تحمل جرحى من القطاع تحركت من المعبر إلى المستشفيات المصرية، فيما رصدت كاميرا "الحقيقة الدولية" مرور 36 جريحا إلى الجانب المصري يوم السبت والعديد من الحالات التي تعد بالعشرات يوم الأحد (11/1/2209).
وكانت الأيام التي سبقتها شهدت مرور عشرات الحالات، حيث شوهد وقوف ما يزيد عن خمسين سيارة إسعاف مصرية ذات اللون الأحمر ومكتوب عليها وزارة الصحة والإسكان المصرية ومعها طواقم طبية مصرية من الأطباء الأخصائيين وفرق الإسعاف تنتظر بطريقة منظمة جدا وتصطف حول كل حالة مرضية تصل إلى الجانب المصري، حيث يباشر فريق الأطباء باستقبال الفريق الطبي المرافق للجرحى وتدوين الحالة المرضية واسم الجريح وطبيعة الإصابة ويتم نقلها بعناية وحرص شديدين ويتم تصنيفها وتنقل على وجه السرعة بوجود مرافق، وغالبا ما يكون قريب المصاب، إلى المستشفيات المصرية المختصة.
كما رصد فريق "الحقيقة الدولية" وصول العشرات من سيارات الإسعاف المتبرع بها من دول عربية وإسلامية ومنظمات ونقابات عربية ومصرية وأجنبية يتم إدخالها إلى الجانب الفلسطيني وتسليمها إلى المسؤولين هناك على الحدود، لتلتحق بفرق الإنقاذ والإسعاف في قطاع غزة.
كما رصدت كاميرا "الحقيقة الدولية" دخول 15 طبيبا، من بينهم 11 مصريا وثلاثة أردنيين، من بعد ظهر يوم السبت (10/1/2009) كما ودخل 61 طبيبا، 51 منهم مصريون و سبعة أردنيين وثلاثة يمنيين ظهر يوم الاثنين (12/1/2009) وكان ما يزيد عن 27 طبيبا مصريا قد تمكنوا من الدخول في مطلع الأسبوع الماضي ليبلغ عدد الأطباء العرب الذين دخلوا لغاية الآن وبالتنسيق مع إتحاد الأطباء العرب إلى 103 أطباء عرب.
أما الأطباء الأجانب وخاصة اليونانيين منهم فقط طلبت السلطات المصرية أن يزودوها بكتاب رسمي من سفارات بلادهم يبينون فيه أن السفارة على علم بدخولهم وأنهم وقعوا على إقرار بأنهم يعلمون حجم المخاطر التي يواجهونها وأن دخولهم على مسؤوليتهم الشخصية.
مصدر على الحدود المصرية قال لـ "الحقيقة الدولية" إن السلطات المصرية تخشى أن يتم عبور أشخاص أجانب تابعيين للكيان الصهيوني ينتحلون غطاء طبيب ويقومون بأعمال تجسس من داخل القطاع لصالح الأجهزة الأمنية الإسرائيلية ما يقتضي الحذر في التعامل مع الأجانب الذين يحملون جنسيات غير عربية والتدقيق بهوياتهم.
المصدر : الحقيقة الدولية- معبر رفح- خاص - 13.1.2009
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عاشق المملكة
المفضلات