لم يحظ أي مكمل من مكملات الفيتامينات بالقبول العالمي الذي حظي به فيتامين ج-C، فقد منح العالم الاميركي ذو الاصل المجري د.ألبرت زنت ? جيورجي (1893-1986) جائزة نوبل في الطب عن تفسيره للتأكسد البيولوجي الذي يتحكم فيه الفيتامين، وقد عرف د.جيورجي فيما بعد بلقب مؤسس الكيمياء الحيوية الحديثة، فقد توصل من خلال بحثه الى ان فيتامين ج لا يشكل سوى جزء من نظام من العوامل المساعدة الاخرى اللازمة لصحة الانسان.
في الوقت الذي كان فيه د.جيورجي لا يزال منهمكا لعمل شكل خالص من فيتامين ج، طلب منه احد زملائه، فيما تذكر بالتش استشارية التغذية الطبية الاميركية المعتمدة، طلب منه احد زملائه علاج احد مرضاه المصاب على ما ظن بمرض الاسقربوط فقام العالم باعطائه مستحضرا غير خالص يحتوي على فيتامين ج بالاضافة الى مركبات اخرى فشفي المريض بسرعة.
سعى العالم وزميله فيما بعد الى اعداد مستحضر خالص من فيتامين ج، وتجربته على مريض اخر يعاني نفس الاعراض توقعا منهم بان ذلك سوف يحقق نتائج اسرع، وكانت مفاجأة لهم عندما لم يحقق المستحضر اية نتائج بالمرة فعادا الى المحلول غير الخالص، فشفي المريض الثاني ايضا.
في عام 1935 قام د.جيورجي وزميل اخر بفصل احد مركبات عصير الليمون، ودراسته واطلقا عليه اسم فيتامين بي-أ، وقد استغرق ذلك اربعين عاما من الجهد، ومع حلول هذا الوقت، كان اسم فيتامين بي-أ قد اسقط من المراجع الطبية في الولايات المتحدة، على الرغم من انه ما يزال يستخدم في بعض المقالات التي تنشر في روسيا، فان العلماء الاميركان افترضوا ان هذا الفيتامين عديم القيمة، وتتوافر مركبات فيتامين بي في العديد من انواع الطعام بحيث يصعب ان يحدث نقص في استهلاكه.
وقد صنف المركب اوليجو مريك برونثو سيانيدين، الذي اشتهر بحروفه الاولية opcs ضمن انواع الفلافونولات ايضا، وهو يشتق من بذور العنب او لحاء الصنوبر، كما يوجد ضمن مكونات النبيذ الاحمر والعديد من الحشائش والزهور والثمار والحبوب والمكسرات، والشيء الذي يميز هذه المركبات العلاجية عن الفلافونيدات هو تركيبها الكيميائي البسيط، ولها فوائد جمة، وخاصة فيتامين ه-E، الذي يقوم على دعم الانسجة التي تحتوي على الكولاجين والالاستين، وفي دعم صحة الاوعية الدموية، ولذلك تعتبر الفلافونديد ومركبات opcs اليوم احد المركبات الاساسية للصحة، فهي تتفاعل مع فيتامين ج في عدة آليات مما يساعد على معالجة العديد من الامراض التي تتراوح بين قصور الانتباه الى السرطان وامراض الشيخوخة التي تصيب العين وداء باركنسون.
وليس فيتامين ج سوى سكر بسيط محور، يعرف بالحمض الاسكوربي يوجد منه تركيزات مرتفعة جدا في العين وفي قشرة الغدة المجاورة للكلية، ان الضغط stress وافراز الكورتكوتروفين تؤدي الى نفاذه من القشرة المذكورة، لذلك افترض ان الحمض الاسكوري مناط بالاستجابة للضغط، وهو يتوفر في الكثير من المواد الغذائية ولكن يتحطم بسهولة بالحرارة والقلويات، وهو يذوب بالماء، ولذلك فان طرق الطهي التقليدية تقلل منه وربما تتخلص منه نهائيا، الاحتياجات منه قدرت بين 30 و60 ملغ، ويتخزن في الكبد، وتستمر هذه حوالي 5ر2 - 3 شهور تزود الانسان في حالة قصور التزويد الاستهلاكي ونقصه يؤدي الى مرض الاسقربوط.
لقد ورد في الكتابات القديمة ذكر امراض لها صفات الاسقربوط، الا ان اول وصف دقيق للمرض ظهر في عهد الصليبيين، وقد توفي 100 من اصل 160 بحارا رافقوا فاسكو ديجاما في رحلته حول رأس الرجاء الصالح 1497، وبقي الاسقربوط مصدر تهديد للرحالة في البحر لمدة 300 سنة، حتى بعد ان اعلن لند 1753 وكوك 1755 انه يحدث نتيجة عدم استهلاك الخضراوات والفواكه الطازجة مع الوجبات.
من الواضح ان تطور فهمنا لديناميات عمل الكثير من المواد الكيميائية ادى الى تغيير في مفاهيمنا عن الصحة والمرض، وانتهى العهد الذي كان فيتامين ج يصرف روتينيا مع كل عملية جراحية او مرض عام بقصد تقوية مناعة الجسم، واذا لا بد من ذلك فان حبة برتقال او ليمون تؤدي الغرض، بل ربما كانت افضل بفضل محتوياتها الاخرى المساعدة للفيتامين، ولا نشك بان منتجات الحليب المعلبة مدعمة حاليا بالفيتامينات وغيرها من العناصر النادرة اللازمة لنمو الطفل بشكل سليم.
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رمز الوفاء
المفضلات