ثمانية أيام تاريخية غيرت العالم!



شهد عام 2008 مجموعة من الحوادث التي لا يمكن نسيانها على المستوى الاقتصادي، حيث قفزت أسعار النفط إلى مستويات خيالية، وبدأت السنة بمخاوف من تضخم عالمي، لتنتهي بركود دولي، ما يزال الخلاف واضحاً بين الخبراء حول المدى الذي قد يبلغه.



وفي هذا السياق، يمكن تحديد ثمانية أيام لن ينساها العالم بسهولة، إذ أنها سجلت تطورات غير مسبوقة في تاريخ الاقتصاد الأمريكي، انعكست بسرعة على العالم ككل:






- السادس من يونيو/ حزيران.

يعتبر هذا اليوم أسوأ أيام بورصات وول ستريت الأمريكية، قبل أن يبدأ انهيار الأسهم الحقيقي، وذلك بعدما تراجعت المؤشرات مسجلة أكبر خسائر للعام كله بسبب تقارير حول ارتفاع مستويات البطالة، إلى جانب القفزات التي كانت تعيشها أسعار النفط، والتي ستغلق بعد خمسة أيام عند 147.27 لأول مرة في التاريخ.




- 15 سبتمبر/ أيلول.


في هذا اليوم المشؤوم، بدأت الانهيارات الفعلية للأسواق، وذلك بعدما ترددت أنباء حول عزم مصرف ليمان براذرز إعلان إفلاسه، وازدادت وطأة الخسائر مع بدء ظهور التقارير حول عزم مجموعة aig للتأمين بدورها البحث عن تمويل لإنقاذ نفسها، وهو الأمر الذي تأكدت صحته بعد أيام قليلة.



- 29 سبتمبر/ أيلول.

شهد هذا اليوم أكبر خسائر لمؤشر "داو" الذي يرصد نشاط الشركات الصناعية، في تاريخه، إذ أغلق عند 10365 نقطة، فاقداً 777 نقطة دفعة واحدة، ما يجعل من 2008 أسوأ أعوام المؤشر ككل منذ 1931، بعد أن تراجع دون مستوى ثمانية آلاف نقطة مرتين خلال الأسابيع الأخيرة.

وجاءت هذه الخسائر في وقت كان فيه الكونغرس يناقش خطة الإنقاذ التي تبلغ قيمتها 700 مليار دولار، والتي جرى إقرارها لاحقا.




- التاسع من أكتوبر/ تشرين الأول.



قبل هذا اليوم، كان مؤشر "داو" قد تراجع لسبع جلسات متتالية، فاقداً ما مجموعه 2400 نقطة، غير أن جلسة هذا اليوم قادت السوق نحو قاع جديدة، بعدما سرت بين المستثمرين موجة من الفزع حول الحجم الحقيقي للأزمة المالية العالمية، إثر إعلان وزارة الخزينة الأمريكية عزمها تقديم دعم مالي لمصارف تجارية.



- 13 أكتوبر/ تشرين الأول.



بخلاف جلسة 29 سبتمبر/ أيلول، شهدت جلسة هذا اليوم تسجيل أكبر مكاسب لمؤشر "داو" في تاريخه، وذلك بواقع 976 نقطة، ما يعادل زيادة في القيمة السوقية للأسهم توازي 1.2 ترليون دولار، وهي أيضاً أكبر قيمة سوقية تضاف خلال يوم واحد في تاريخ المؤشر.

وجاءت هذه المكاسب بعد إعلان نيل كاشكاري، الشخص الذي اختارته وزرة المالية الأمريكية للإشراف على خطة الإنقاذ، عن بعض الخطوات التي سيقوم بها، إلى جانب بدء مجموعة من المصارف المركزية العالمية بدراسة خطوات عملية مشتركة لمواجهة الأزمة المالية.




- الخامس والسادس من نوفمبر/ تشرين الثاني.




جاءت هذه الجلسات في الأسواق الأمريكية المختلفة، مباشرة بعد إعلان فوز باراك أوباما في السباق الرئاسي إلى البيت الأبيض، ففي حين كان الملايين من الأمريكيين (وغيرهم حول العالم) يحتفلون بالنتيجة، شعر المستثمرون بقلق شديد حيال نوايا الفائز الديمقراطي، واحتمال أن يكون له أراء مختلفة حول سُبل معالجة الأزمة.

وتراجعت الأسواق بقوة خلال تلك الفترة، خاصة وأن التداولات ترافقت مع الإعلان عن أكبر تراجع في عدد الوظائف بالولايات المتحدة منذ 25 عاماً.




- الأول من ديسمبر/ كانون الأول.


حمل معه هذا اليوم أول إقرار رسمي من واشنطن بما كان كل معظم خبراء الاقتصاد حول العالم ينادون به، وهو التأكيد بأن الولايات المتحدة والعالم في حالة ركود، وأن هذا الركود بدأ بالفعل قبل أشهر.

فقد كشف المكتب القومي للأبحاث الاقتصادية حسب السي ان ان أن تراجع الاقتصاد يعود إلى ديسمبر/ كانون الأول 2007، أي إلى ما قبل عام من الزمن، وأدى ظهور هذه الأرقام إلى تراجع مؤشر "داو" إلى مستوى 8149 نقطة، بخسارة 679 نقطة تعادل 7.7 في المائة من قيمته.