إن الحمد لله، نحمده، و نستعينه، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا
و من سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له،
و من يضلل فلن تجد له و ليا مرشدا..
إخواني ان لفي بعض القصص لعبرة.
هذه القصة هي قصة صديقة و أخت في الاسلام،
فقد كانت تعيش حياة غافلة بعيدة عن ذكر الله و عن طاعته
و كانت كلما حاولت أحدى صديقاتها أن تجتذبها الى دروس الدين تأبى
و لا توافق على الذهاب معهن حتى جاء يوم كانت تمر بظروف نفسية قاسية
و يسر لها الله أن قابلت أحدى صديقاتها جلست تحدثها و تشتكي لها،
فقالت لها صديقتها أنه لن يخرجها من هذه الحاله ألا أن تحاول أن تتقرب الى الله ،
و بالفعل وافقت على الذهاب الى أحدى دروس الدين، و ذهبت مع صديقتها
و عندما أستمعت الى كلام الله أخذت تبكي و تتحسر على ما مضى من عمرها بعيدة عن الله
و عن طاعته و قررت أن ترتدي الحجاب
و رفضت أن تنزل من بيت صديقتها ألا و قد أخذت من عندها ملابس للحجاب ،
و نزلت الفتاة من بيت صديقتها مرتدية الحجاب و متجهة الى منزلها عازمة على أن تغير حياتها،
فإذا بسيارة مسرعة تصدمها و هي تعبر الطريق و تفيض روحها الى الرحمن الرحيم،
فنسأل الله تعالى أن يتغمدها برحمته
و أرجو من كل من يقرأ هذه القصة أن يدعو لها بالمغفرة،
الحقيقة أن هذه ليست قصة اهتداء فتاة إلى الحجاب..
بل قصدت بها تذكرة للشباب المسلمين
(اللهم احفظهم، و ردهم إلى دينك مردا جميلا)
نحن في زمن أصبح لا حق فيه إلا الباطل… و لا باطل فيه إلا الحق…
انقلبت الموازين.. و صار الكذب على ألسنتنا كالشهد،
و العرى على أجساد نسائنا كالستر، صارت الصلاة متروكة،
و صار المحافظ عليها منبوذا..
صار الخمر كالماء، لا عيب في شربه،
و إن كنت لا أريد أن أبالغ و أقول لا غنى عنه..
صرنا في زمن تسيطر على الناس فيه حب الشهوات،
و قله الجهاد و ضعف الأنفس أمام شهواتها التي انتقلت من كلمة مندفعة إلى جامحة…
حقا لقد كان لنا في رسول الله صلى الله عليه و سلم أسوة حسنة،
إذ قال صلى الله عليه و سلم عن زمننا هذا للصحابة رضى الله عنهم و أرضاهم
و حكى لهم عنه كثيرا… حكى عن زمن مقلوب..
ظن الناس فيه انهم خالقو أنفسهم.. و تعالوا و تكبروا عن السجود.. و عن الدعاء..
و جريت بنا الدنيا، و غرتنا ببريقها الكاذب، الزائل، و نسينا الله، و نسينا الصلاة…
تلك الدنيا التي إذا جاءت الساعة، تذكرها كل منا كأنها عشية (ليلة) واحدة…
قال الله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
"يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا"1" فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا "2" إِلَى رَبِّكَ مُنتَهَاهَا"3" إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَاهَا"4"
كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا"5"
كل هذه السنين، الشهور، الأيام من عمر كل إنسان حسبها اجمل أيام..
كل المعاصى، كل الشهوات الزائلة، حياته كاملة،
تعرض أمامه ذلك اليوم يوم بيوم، لحظة بلحظة،
كأنها تعرض على شريط سينمائي… و فيما يفيد الندم…
عندما ترى الشريط ملئ بالذنوب… خمر و نساء و صلاة متروكة و حجاب متروك.. و.. و ..و…
ما قيمة كأس خمر أمام لحظة ندم في هذا اليوم؟
ما قيمة ساعة شهوة؟
هل تستطيع أن تتصور أن كل هذه الدنيا التي يتقاتل الناس عليها ستأتي يوم القيامة ليلة أو ضحاها؟
يوم عظيم مريع يقول عنه الرحمن:
"فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره، و من يعمل مثقال ذرة شرا يره"
هل فكرت يوما ما مثقال ذرة الشر؟
كم من مثقال ذرة شر فعلتها ؟
تلك الدنيا الزائلة تأتى يوم القيامة في صورة عجوز شمطاء…
يهرب منها الناس.. و تقول "أنا الحياة الدنيا.."
لم روى لنا الرسول هذا الحديث؟ و ما قيمته؟
قيمته أن تعرف أن هذه الحياة الدنيا قطعا لا قيمة لها..
هي عجوز شمطاء، و لكنها ملتفة في غلاف براق، جميل،
صنعه الشيطان ليغرنا بها…
يا إخواني أفيقوا.. الدنيا زائلة.. الدنيا لا شئ..
يا أهل الدين الحق.. أناشد فيكم حب الله..
و استنهض منكم الغيرة على الدين المضيع،
و العرض المنتهك، و الأرض المهدرة…
بالله عليكم أن لم يكن لشيء أقوى فلهذا الدين ارجعوا…
الإسلام يحتاج إليكم..إن هذا الدين لا يجد رجالا يحملونه على أكتافهم…
كونوا رجالا و نسائا للإسلام..
انظروا إلى القدس...انظروا إلى الشيشان...انظروا إلى المسلمين في كل مكان…
أعداء الله في الشرق و الغرب يخططون للقضاء على الإسلام و المسلمين..
يرتعدون خوفا عندما يسمعون كلمة "آمين"…
يحاولون القضاء علينا بكل الطرق..
يبيدون الأطفال و الشباب قبل الشيوخ…
أعداء الله يخشوننا.. و نحن لا نخشى ربنا…
إن النصر قادم لا محالة..
و لكن هذا النصر سيأتي على قوم يستحقونه…
قوم عددهم في المسجد وقت صلاة الفجر كعددهم فيه وقت صلاة الجمعة..
فنكون نحن هذا القوم..
فلننل نحن هذا الشرف..
فنخلع رداء الذل الذي طالما ظللنا نرتديه..
إن النصر لن يأتي إلا إذا استمسكنا بديننا..
قواد الغرب يمسكون بأناجيلهم و يحمسون جيوشهم..
يقولون لهم "لن تقدروا على الإسلام و المسلمين إلا إذا استمسكتم بهذا الكتاب"…!
يحملون الأناجيل المحرفة..
و نحن لدينا القرآن.. كلام الله الحق.. و لا ندرى بما على صفحاته…
أفيقوا يا عباد الله و أحيوا هذا الدين…
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رمز الوفاء
المفضلات