احباب الاردن التعليمي

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 20

الموضوع: مهارة إدارة الصف

  1. #1
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Jun 2008
    الدولة
    صانعة رجال البواسل رجال الهيه المملكة الهاشمية
    المشاركات
    146,552
    معدل تقييم المستوى
    11586669

    مهارة إدارة الصف

    مهارة إدارة الصف



    تساعد معرفة المعلم للممارسات والعمليات التي تحدث داخل حجرة الدراسة في إدارة الصف بكفاءة وفاعلية ، أيضاً فإن الوقوف على الفروق الفردية بين التلاميذ ، وعلى أساليب تفكير التلاميذ ، يسهم في تحقيق التفاعل التام بين المعلم والتلاميذ ، وذلك بدوره يعمل على تحقيق النجاح في عملية إدارة الصف .
    وبعامة فإن عملية إدارة الصف تتوقف على عوامل عديدة ومتداخلة ، ولعل من أهمها هو مدى اكتساب المعلم للتفكير العلمي الدقيق الذي يساعده على التحليل والربط بين الأحداث التي تحدث داخل حجرة الدراسة . ومن هذه العوامل نذكر أيضاً التخطيط لعملية التدريس ، والإمكانات المادية وغير المادية من منظور : التكلفة ، والعائد من الموقف التدريسي ( مخرجات العملية التعليمية ) ، وقوة العلاقات والصلات البينية بين المعلم والتلاميذ من جهة ، وبين التلاميذ بعضهم البعض من جهة أخرى . كذلك ، فإن الطاقة النفسية المتاحة والممكنة لكل من المعلم والتلميذ يكون لها دورها المؤثر في تحقيق إدارة الصف ، إذ أن معرفة المعلم والتلميذ لهذا الدور يجعلهما يدركان أنهما يعملان سوياً لتحقيق هدف واحد .
    وحتى لا يحدث خلط في الأذهان ، يجدر الإشارة إلى أن عملية إدارة الصف ليست مجرد العملية الشكلية الروتينية التي تضمن استقرار وهدوء التلاميذ ، بحيث لا تحدث بينهم وبين المعلم أية خلافات ، وبحيث لا تحدث بين بعضهم البعض أية صدامات ، وإنما هي العملية التي ينبغي أن يخطط لها المعلم بذكاء وحذاقة لكي يضمن تحقيق أهداف الدرس الذي يقوم بشرحه ، وذلك من خلال جو تعليمي يسمح بالتفاعل بين جميع جوانب العملية التعليمية .
    وتتوقف إدارة الصف على طبيعة المعلم نفسه ، إذ أن المعلم الديمقراطي هو الذي يؤمن بأهمية مشاركة التلاميذ له في التفكير والعمل من بداية الدرس وحتى نهايته . أما المعلم الدكتاتوري ، فإنه لن ينظر بعين الاهتمام للأدوار التي يمكن للتلاميذ القيام بها ، ولا يسمح لأحدهم بإبداء الرأي أو المناقشة إلا في أضيق الحدود .
    أيضاً ، تتوقف إدارة الصف على إمكانات المعلم الذهنية وتمكنه من محتوى المادة العلمية ، إذ أن المعلم الذي يتميز بالتفكير الموضوعي الدقيق ، والذي يسيطر على جميع دقائق وتفصيلات المقرر الذي يقوم بتدريسه ، يستطيع أن يسيطر على الموقف التدريسي وفق الخطة الموضوعة لتحقيق الأهداف التربوية المنشودة ، وذلك دون تعسف أو فرض الأمر الواقع على التلاميذ . بينما يفشل المعلم الذي لا يتمتع بالتفكير العلمي ، وغير المتمكن من المادة العلمية في إدارة الصف بسلاسة ويسر ، إذ غالباً لا يقتنع التلاميذ بتصرفاته الشخصية وبطريقة عرضه وشرحه للدروس ، فيضطر بدوره إلى إدارة الصف بطريقة قهرية وتصادمية .
    كذلك ، تتوقف إدارة الصف على مدى إتقان المعلم لأساليب وطرق التدريس المناسبة ، وعلى معرفته خصائص ومطالب نمو التلاميذ ، فقد يكون المعلم متمكناً بدرجة كبيرة لجميع دقائق المقرر المكلف بتدريسه ، ولكنه لا يستطيع أن ينقل ما في ذهنه إلى أذهان التلاميذ ، لأنه لا يعرف السبيل الأمثل لتحقيق ذلك .
    أيضاً تتوقف إدارة الصف على معرفة المعلم لخصائص ومطالب نمو التلاميذ ، وهناك خطورة تتمثل في عدم رعاية الفائقين ذوي القدرات العالية ، كذا عدم الاهتمام ببطيء التعلم ، إذ أن التلميذ النابه أو التلميذ بطيء التعلم أو التلميذ متدن التحصيل يتطلب أيا منهم مواصفات خاصة في التعامل معه .

    إدارة الصف كنظام

    يقتضي الحديث عن إدارة الصف كنظام أن نوضح أن النظام System بمثابة المجموع الكلي لأجزاء العمل التي يمكن الاعتماد عليها للوصول إلى الإنجاز المنشود ، ولتحقيق المطلوب أو النتائج أو المخرجات التي تم التخطيط لها واعتمادها بدقة .
    فعلى سبيل المثال ، يمكن النظر إلى إدارة الصف كنظام على أساس وجود أهداف تم تحديدها سلفاً ، ونسعى إلى تحقيقها من خلال المواقف التدريسية داخل الصف ، وذلك عن طريق البرامج التعليمية التي يدرسها التلاميذ . وبالتالي ، فإن إدارة الصف كنظام تعني تحقيق مخرجات بعينها نتيجة مدخلات محددة تمر عبر شبكة من القنوات والاتصالات بين جميع أطراف الموقف التعليمي المتفاعل . وتتمثل هذه المخرجات في تحقيق إنجازات أو نواتج أكاديمية أو تربوية أو نفسية ، وفي صورة تصرفات عاقلة ومسئولة من جميع أطراف العملية التعليمية .
    وهنا قد يقول قائل : " أن تحقيق الإنجازات والأغراض المستهدفة ، سواء أكانت أكاديمية أو تربوية أو نفسية ، لهو رد فعل طبيعي ومتوقع للتصرفات العاقلة والمسئولة من جميع أطراف العملية التعليمية " .
    هذا صحيح ، ولكن عندما نقول أن مخرجات الموقف التدريسي تكون في صورة تصرفات عاقلة ومسئولة وذلك بجانب المخرجات الأكاديمية والتربوية والنفسية ، فإننا بذلك نؤكد على أهمية التفاعل بين أطراف الموقف التدريسي بما يحقق العلاقات والصلات البينية المتشابكة ووثيقة الصلة بين هذه الأطراف .

    وتتحدد كفاءة إدارة الصف كنظام بمجموعة من المحكات ، وهي كما حددها " بنجهارت Banghart تتمثل في الآتي :


    1- الأداء Performance :

    ويشير هذا المحك إلى مدى كفاءة النظام عندما يتعرض لحل مشكلة جديدة ، أو عندما يقدم حلول بديلة للحلول المتعارف عليها . لذا ، يكون من المفيد قياس الكفاءة بمقاييس ثبت صدقها وفاعليتها بالنسبة لهذا الغرض ، أو بمقاييس مقننة يتم تصميمها تحقيقاً لهذا الهدف .
    وللتأكد من كفاءة أي نظام جديد ، يجب مقارنة هذا النظام الجديد بأنظمة قد ثبتت صحة كفاءتها وقدرتها على حل المشكلات ، وهذا ما يطلق عليه الإعتمادية ، والاتساق ، والاستقرار . والصدق الذي يرتبط بهذا المحك يسمى صدق التميز ، أو التنبؤ القيمي .


    2– التكلفة Cost :

    المحك الثاني وهو التكلفة المتوفرة للنظام ، وهي قد تكون تكلفة ثابتة أو تكون تكلفة متغيرة . لذا ينبغي وجود أصول وثوابت واضحة للتكلفة ، من حيث العمالة والآلات والأجهزة ، وكل ما يندرج تحت مظلة النظام .
    وعليه ، عندما تكون هناك بدائل لاختيار النظام ، يجب أن نضع في اعتبارنا التكلفة ثم العائد والكفاءة . وتفيد نظرية الاحتمالات وبحوث العمليات في تحديد تلك البدائل بدرجة كبيرة من الدقة .

    3– الفائدة Utility :
    يعني اتخاذ القرار للاختيار من بين البدائل المطروحة . وبمجرد أخذ القرار ، لابد من السؤال عن الفائدة أو العائد أو القيمة الناتجة عن اختيار بديل بعينه دون بقية البدائل .
    وإذا كان التخطيط في أبسط صورة له يعني كم يمكن أن ندفع لكي نحصل على أكبر عائد أو خدمة أو نواتج ، يكون من المهم أن يراعي النظام مقدار المردودات التي يمكن أن تعود علينا .

    4– الوقت :Time
    إذا كان ما نسعى إليه من اختيار بديل بعينه دون بقية البدائل ، هو الحصول على أكبر عائد من الفائدة والكفاءة والأداء المتميز ، فينبغي أن يتحقق ذلك في أقل وقت ممكن ، إذ توجد علاقة بين التكلفة والوقت . وهي علاقة طردية ، أي كلما زاد الوقت زادت قيمة التكلفة .
    ويمكن أن يستخدم في ذلك ما يعرف بالتخطيط والتحكم Planning and Control
    وبعد أن حددنا المحكات التي على أساسها يمكن تحديد كفاءة إدارة الصف كنظام ، يجدر بنا طرح السؤال المهم التالي :

    ما المقصود بمدخل النظام ؟

    يهتم مدخل النظام بالعمليات التي تحدد الحاجات والمشكلات . لذا ينبغي أن نختار من بين البدائل ما يرتبط بالمشكلة ويؤدي إلى حلها . ويجب تحديد البديل أو البدائل التي يتم اختيارها باستخدام التقييم الدوري ، وباستخدام التقييم النهائي أو الجمعي .
    وتستخدم " نظرية تحليل النظم " لتحقيق ما تقدم كنوع لحل المشكلات بطريقة منطقية ، وبذا تضع الأساس الفعال لتخطيط إدارة الصف .
    وبعامة ، توجد العديد من الدلالات المنطقية المقنعة بأن " نظرية تحليل النظم " هي طريقة أكثر فعالية وذات كفاءة عالية بالنسبة لتحديد مخرجات الإدارة الناجحة للصف ، وبالنسبة لأسلوب التفكير الذي يركز على مسألة تحقيق الذات لجميع أطراف الموقف التدريسي .
    وعليه ، تعطي " نظرية تحليل النظم " مؤشراً له دلالاته لمردودات العملية التعليمية داخل الصف ، إذ عن طريقها يمكن تحديد الحل المنطقي لأية مشكلة ، وبخاصة إذا أخذنا في الاعتبار أن جميع الأداءات والممارسات التي تحدث داخل الصف بمثابة عمليات ، إذا تحققت بكفاءة فإنها تسهم في رفع كفاءة التنظيم للعمليات التربوية ، ولا تقتصر على رفع إدارة الصف الدراسي .

    وتعتمد مخرجات إدارة الصف كنظام على الآتي :
    v صحة البيانات التي استخدمت في تحقيق وتحليل المسائل العلمية التي يتم طرحها للدراسة والمناقشة داخل الصف .
    v موضوعية الاستخدام الشخصي لنظرية " تحليل النظم " وارتباط أدواتها بالخطة المطلوب تنفيذها . فإذا ارتبطت أو استخدمت نظرية " تحليل النظم " في وضع خطة إدارة الصف ، ينبغي أن تتضمن الخطة الأدوات المناسبة التي تركز على التلميذ ، وبذلك يمكن التأكد من مستوى طموحه والوقوف على إمكاناته الذهنية والتحصيلية الحقيقية .
    v قوة التفاعل الصفي من الناحيتين العلمية والتكنولوجية ، وبخاصة أن مقتضيات وظروف العصر تتطلب تطبيق العلم والتكنولوجيا في المستويات الحياتيه للأعداد المتزايدة من التلاميذ ، حتى تتحسن مستويات المعيشة لأولئك التلاميذ .
    وبالرغم مما تقدم ، ينبغي التنويه بأن العلم والتكنولوجيا قد لا يكونان بالضرورة الأداتين الأمثل لحل مشكلات الإنسان .
    إمداد وإعطاء التلاميذ الخلفية العلمية ، واكسابهم القدرة على التفكير الموضوعي الدقيق ، حتى يستطيعوا مواصلة الدراسات العلمية في المستويات الأعلى ، وحتى تكون لديهم القدرة على استخدام التفكير العلمي في حل المشكلات الحياتية التي قد تصادفهم .وينبغي أن يدرك التلميذ أن حل أية مشكلة من المشكلات يمكن تحقيقه عن طريق :
    !تقديم أكبر عدد ممكن من الحلول .
    !اختيار أفضل البدائل في ضوء المحكات الملائمة لمن يقوم بعملية التخطيط لإدارة الصف .


    ما المقصود بالتخطيط لإدارة الصف ؟
    المقصود بالتخطيط التعليمي بعامة أنه العملية المتصلة المنتظمة التي تتضمن أساليب البحث الاجتماعي ، ومبادئ وطرق التربية ، وعلوم الإدارة والاقتصاد والمالية ، والتي تكون غايتها وهدفها النهائي أن يحصل التلاميذ على تعليم كاف ذو أهداف واضحة وعلى مراحل محددة تحديداً دقيقاً ، وبذلك يمكن لكل فرد الحصول على الفرص المناسبة التي عن طريقها يستطيع أن ينمي قدراته في شتى المجالات والميادين ، وذلك ينعمل أثره إيجابياً على إسهاماته المؤثرة والفعالة بالنسبة لما يقوم به من أعمال وأفعال ، وبالنسبة لما يقدمه من آراء ومقترحات . وهذه ، وتلك يكون لها دورها الفاعل في تقدم المجتمع في النواحي الاجتماعية والثقافية والعلمية والاقتصادية … الخ .
    والتخطيط التعليمي يكون عملية مقصودة تهدف إلى استخدام طرق البحث العلمي في تحقيق الأهداف السابقة في ضوء احتياجات المستقبل وإمكانات الحاضر .
    ويكون التخطيط لإدارة الصف بمثابة العملية العلمية المنظمة لدراسة مجتمع التلاميذ دراسة وافية وكافية ليقف المعلم على معرفة إمكانات كل متعلم على حدة ، وليعرف كيفية تطوير هذه الإمكانات نحو الأفضل ، باستخدام أساليب التدريس المناسبة ، وباستخدام التقنيات التربوية التي تخدم المواقف التعليمية / التعلمية ، وذلك باستخدام أساليب التقويم الحديثة والمتطورة ، بشرط أن يتحقق ذلك عن طريق مواقف تعليمية / تعلمية فاعلة ومتفاعلة بين جميع أطرافها ، وبذلك يتم مراعاة مطالب النمو الحالية للمتعلم ، كما أنه يكتسب في ذات الوقت كيفية مواجهة المستقبل ، دون صعوبات أو عقبات لأنه يعرف جيداً السبيل الأمثل للتعامل مع تلك الصعوبات أو العقبات .
    وأخيراً فإن التخطيط العلمي بات السبيل لرسم إطارات العمل المستقبلي على المدى القصير والبعيد . وإذا كانت إدارة الصف بمثابة الأداة الرئيسية للتربية بالنسبة لتخريج الإنسان الصالح علمياً وسلوكياً ونفسياً وانفعالياً .. الخ ، فإن التخطيط لهذه العملية هو السبيل لتحقيق متطلبات التلاميذ في الرفاهية والعدالة الاجتماعية ، ثم تحديد الأسلوب الأمثل لتحقيق تلك الأهداف .


    معلم الصف كقائد
    تحتم طبيعة الموقف التدريسي أن يكون المعلم هو قائد الجماعة . وبعيداً عن مناقشة السمات الشخصية المتعارف عليها بالنسبة للمعلم والقائد على السواء ، ينبغي النظر إلى القيادة هنا في إطار دورين مهمين ، وهما المبادأة بتكوين الجماعة والاعتبار .
    ويشير مبدأ تكوين الجماعة إلى أهمية تحقيق المعلم لأنواع من السلوك ، لعل أهمها : يجعل الطريق الذي يراه أو يتبعه واضحاً لجماعة الصف ، يحاول تجربة أفكار جديدة ، ينتقد العمل الضعيف ، يؤكد أهمية إنجاز العمل في الوقت المخصص له .

    ومعلم الصف كقائـد ، عليه أن يوجـه ويتصرف وينسق العمل ، ويتخذ القرارات ، ويقوم " بمبادأت تكوين الجماعة " بهدف تنفيذ العمل والمهام المطلوبة .
    وتشير الدراسات إلى أن المعلمين الذين ينالون أعلى تقدير لجوانب الشخصية كلها ، والذين يتمتعون بأعلى تقدير في مجال الشهرة يميلون إلى أن يقوموا بدور المبادأة بتكوين الجماعة خير قيام ، أيضاً ، تشير الدراسات إلى أن المعلمين القادة ذوي الكفاءة يؤدون الدور الثاني الخاص بالاعتبار خير أداء ، حيث يطلق على هذا الجانب مجال " العلاقات الإنسانية " لسلوك القائد .
    وليحقق المعلم القائد الجانب المرتبط بالعلاقات الإنسانية ، ينبغي أن يقوم بأعمال بسيطة تجعل انضمام الفرد للجماعة أمراً محبباً إلى النفس ، وأن يقضي أوقاتاً طويلة مع التلاميذ ليستمع لآرائهم ويوضح في الوقت نفسه أبعاد ما يقوم به من عمل ، وأن يعامل جميع التلاميذ على قدم المساواة ، وأن يبدي استعداده لأن يقوم بعمل التغيرات المنطقية التي يطلبها منه التلاميذ ، وأن يحصل على موافقة جميع التلاميذ أو أغلبيتهم قبل البدء في العمل المرتبط بالأنشطة الجديدة ، وأن يتطلع إلى تحقيق الرفاهية الشخصية لجميع التلاميذ .
    ما تقدم هو مختصر لصورة المعلم القائد الذي يهتم بالتلاميذ ، ويضع في اعتباره آراءهم واهتماماتهم ومشاعرهم ، وبخاصة أن التلاميذ الآن أصبحوا يقررون بأنفسهم العديد من أمورهم في نطاق التكوين الكلي لتنظيم الجماعة .
    تأسيساً على ما تقدم ، يستطيع المعلم القائد تكوين جماعات جيدة من التلاميذ يمكنها أن تصل إلى أهدافها ، وأن تسهم في منح ألوان شتى من الرضا لأعضائها ، وأن يدركوا أهمية تنمية مفاهيم العملية الجماعية .
    ومن المهم أن يدرك المعلم وجود التباينات بين جماعة الصفوف المختلفة التي تختلف في السن والنضج ، وفي القدرة العقلية ، وفي المكانة الاجتماعية – الاقتصادية ، وأن يدرك كذلك الاختلافات بين " شلل " الصف الواحد ، وأن يعرف أدوار هذه الشلل ، وكيف تتلاقى أو تتصارع باختلاف شخصياتها .

    ويمكن للمعلم تطبيق الأفكار التالية لوضع حلول للمشكلة السابقة :
    1)يمكن اعتبار الصف جماعة لها خصوصيتها ، ولها أهدافها التي تتضمن إنجاز مهام بعينها ، كما تتطلب تحقيق الرضا الذاتي والانسجام مع الجماعات الأخرى . وتفسر مهام هذه الجماعة في نهاية الأمر بتعلم كل فرد من التلاميذ .
    2)بالرغم من أن جماعة الصف ينظر إليها كجماعة واحدة ، فأنه يمكن تقسيم هذه الجماعة إلى جماعات جزئية أو فرعية ، وقد تنسجم أو لا تنسجم هذه المجموعات الجزئية بعضها مع بعض . ويوجد اختلاف في كل صف فيما يتصل بمدى تقبل أو نبذ الأفراد الأعضاء في الجماعة الأم أو في المجموعات الجزئية . وهناك أدوار مختلفة وأنماط خاصة للسلوك يقوم بها أفراد بعينهم دون بقية الأفراد .
    3)يقوم تفاعل بين معلم الصف مع الجماعة كقائد جيد على أساس إنجازه لدورين رئيسين ، وهما المباءأة بتكوين الجماعة والاعتبار ( السلوك الإنساني ) . وفي إطار هذين الدورين يوجه المعلم التلاميذ ، ويحدد المستويات ، وينظم المناشط ، ويندمج في جميع أوجه النشاطات التي يمارسها التلاميذ ، ويحترم أفكار التلميذ ومقترحاته وآراءه الشخصية . ويؤدي عدم القدرة على القيام بهذين الدورين أو رفض أدائهما ، إلى وجود العديد من المشكلات والصعوبات الخاصة بتفاعل التلاميذ بعضهم مع بعض ، كما أن المعلم يعجز شخصياً عن إنجاز العمل والمهام التي تتطلبها جماعة الصف .
    4)يعتمد التعليم الفردي المعين على محتوى المناشط والممارسات التي يطلبها معلم الصف من التلميذ . كما أنه يعتمد أيضاً على طبيعة أفراد الصف ، وعلى السلوك القيادي للمعلم . وتؤثر جماعة الصف كما يؤثر المعلم بطريقة مباشرة في دافعية التلميذ نحو التعلم إيجاباً أو سلباً .
    ويظهر تأثير سلوك جماعة الصف المباشر في مجالات التفكير الناقد ، وتكوين الاتجاهات ، وأداء المهارات الاجتماعية .
    موضوعية المعلم في إدارة الصف
    حيث أن المدرسة تفتح أبوابها للجميع ، بغض النظر عن مظهر التلميذ أو موطنه أو مكانته الاجتماعية ، لذا ينبغي أن تتلاءم برامج المدرسة مع سياسة الباب المفتوح .
    ولكن ، يشير الواقع الفعلي أن بعض المعلمين أحياناً ما ينجذبون إلى تفضيل مجموعة بعينها من التلاميذ على حساب بقية التلاميذ . وربما لا يقصد المعلمون ذلك في كثير من الأحيان .
    أيضا يلاحظ أن التلاميذ الذين ينحدرون من أسر موسرة يشغلون في أحيان كثيرة مراكز ممتازة في المدرسة ، كما أنهم يشتركون في النشاط المدرسي ، وينضمون بسهولة إلى الجماعات المدرسية ، ولا يتساوى معهم في ذلك التلاميذ المعوزون . وهنا يشعر التلاميذ المعوزون بالدونية والاضطهاد داخل المدرسة ، فينسحب بعضهم من المدرسة ويتركها نهائياً ، أما البقية الباقية منهم فسوف يمثلون شوكة في ظهر المعلمين ، إذ بسبب إحساسهم بأن المدرسة تعاملهم دون المستوى الإنساني المطلوب، وبطريقة أقل كثيراً من زملائهم الموسرين ، فإنهم يتحدون المعلمين بطريقة سافرة ، وتحدث منهم تصرفات غير لائقة ، قد تصل أحياناً إلى حد الصدام والتصادم المباشر .
    لتفادي المشكلة السابقة ، وللخروج من الأزمات المتوقع حدوثها بين المعلمين والتلاميذ ذوي الدخول الاقتصادية المنخفضة أو الأوضاع الاجتماعية الغير عالية

    ينبغي على كل معلم موضوعي أن يجد إجابات دقيقة ومحددة عن الأسئلة التالية :
    vما الجماعات الاقتصادية والاجتماعية الموجودة في الصف ؟
    vهل توجد توترات بين الجماعات التي يتكون منها الصف ؟
    vما مكانة كل جماعة من جماعات الصف في المجتمع ؟
    إن الإجابة عن هذه الأسئلة السابقة تساعد المعلم في :
    ¨تحديد نوع العلاقات بين الجماعات الموجودة في المجتمع الذي تخدمه المدرسة .
    ¨تحديد المفاهيم التي يجب أن تستفيد منها العلاقات بين الجماعات الموجودة في الصف .
    وهنا ينبغي التنويه إلى أهمية أن يواجه المعلم موقفه ومشاعره بموضوعية وصراحة تجاه الاختلافات بين جماعات الصف ، وأن يقنع نفسه بأهمية وضرورة تطبيق القانون الأخلاقي والقيمي الذي لا يضع حدوداً فاصلة بين التلاميذ غير مستوى التفوق والإجادة .
    وينبغي أن يدرك المعلم أن تغيير الاتجاهات التي تركز على نبذ التلاميذ لبعضهم البعض إلى اتجاهات تركز على تقبل التلاميذ لبعضهم البعض ليس بالمهمة السهلة ، ولكنها ليست بالمستحيلة ، إذ من الممكن التأثير في هذه الاتجاهات عن طريق خلق جو مدرسي يسود فيه قبول الاختلافات بين الجماعات إلى حد كبير .
    وتكمن المشكلة في إمكانية وضع المدرسة لخطة علاجية طويلة المدى لتستمر مع التلميذ طوال العمر المدرسي له ، كذا قدرة المعلم على وضع خطة مماثلة لتستمر مع التلميذ طوال العام الدراسي ، وبذلك يمكن للمدرسة بعامة وللمعلم بخاصة مواءمة واجباته مع مقدرة التلميذ ، والتقليل من المواقف التنافسية غير العادلة وغير الشريفة .
    وعند وضع الخطة العلاجية – التي سبق الإشارة إليها فيما تقدم – ينبغي مراعاة المقترحات التالية :
    1 - تقوي وتتدعم العلاقات الناجحة بين التلاميذ إذا تجنب المعلم إجراء مقارنات لا لزوم لها بينهم .
    2 - إن التغيرات في الاتجاهات هي أيضاً تغيرات في المشاعر ، لذا يجب أن يقرن المعلم بين الحقائق والاعتبارات العاطفية لمساعدة التلاميذ على تغيير اتجاهاتهم .
    3 - من الممكن أن تتغير اتجاهات التلاميذ عن طريق الخبرات المباشرة .
    4 - أن يساعد المعلم التلميذ على تبصر وتفهم الحقائق ، أن يعمل المعلم على إكساب التلميذ التفكير العميق في أية خلافات ظاهرة ، من الأمور المهمة التي تسهم في تغيير الاتجاهات السلبية للمتعلم .
    5 - يجب على التلاميذ أن يروا ويتعلموا عن الأشخاص الأفذاذ والمكافحين الذين تمكنوا من الوصول إلى مراكز اجتماعية عالية وسمعة طيبة .
    6 - حيث أن السلوك الظاهري قد يختلف في أحيان كثيرة عن الدوافع الكامنة ، لذا يجب أن يلجأ المعلم إلى المتخصصين ليفهم التناقض بين قول وفعل بعض التلاميذ ، وليعرف الاحتياجات الحقيقية للمتعلمين .
    7 - يحتاج التلاميذ إلى معاونتهم على فهم وشعور وأحاسيس بعضهم البعض ، حتى يتحقق التجاوب الكامل بينهم .
    8 - يستطيع المعلم أن يستفيد من مواقف التشاحن والاحتكاك التي قد تحدث بين التلاميذ وتخل بنظام الصف ، وذلك بجعل موضوع أي مشكلة مادة للتدريس والمناقشة داخل الصف ، وبذلك يساعد على حل هذه المشكلة ، ويقرب وجهات النظر بين أطرافها

  2. #2
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Sep 2008
    العمر
    34
    المشاركات
    2,088
    معدل تقييم المستوى
    18

  3. #3
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Jun 2008
    الدولة
    صانعة رجال البواسل رجال الهيه المملكة الهاشمية
    المشاركات
    146,552
    معدل تقييم المستوى
    11586669
    شاكره مرورك اخوي
    لك تقديري

  4. #4
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Fri Aug 2008
    الدولة
    قوات الــدرك
    العمر
    36
    المشاركات
    5,401
    معدل تقييم المستوى
    21

  5. #5
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Jun 2008
    الدولة
    صانعة رجال البواسل رجال الهيه المملكة الهاشمية
    المشاركات
    146,552
    معدل تقييم المستوى
    11586669
    مشكور اخوي
    لك احترامي

  6. #6
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Sat May 2007
    الدولة
    أم الدنيا وارض الكنانه
    العمر
    39
    المشاركات
    120,668
    معدل تقييم المستوى
    21474973
    مشكوره غاليتى

    على الطرح الرائع والمفيد

    ورده

  7. #7
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Sat Nov 2008
    الدولة
    الامارات ابو ظبي
    المشاركات
    1,583
    معدل تقييم المستوى
    17
    موضوع جميل جدا يحمل الكثير من التميز والابداع كل الشكر لك على الطرح الراقي

  8. #8
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Jun 2008
    الدولة
    صانعة رجال البواسل رجال الهيه المملكة الهاشمية
    المشاركات
    146,552
    معدل تقييم المستوى
    11586669

  9. #9
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Sun Jul 2008
    المشاركات
    8,722
    معدل تقييم المستوى
    4295000
    جزاك الله خيرا

    وبارك الله فيك

    وزادك الله تالقا وتميزا

  10. #10
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Thu Oct 2009
    الدولة
    الزرقاء
    العمر
    40
    المشاركات
    104
    معدل تقييم المستوى
    15

    Smile thnxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxx x

    thnxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxx x

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 11-05-2010, 02:18 PM
  2. إدارة الصف
    بواسطة أحمد ربابعة في المنتدى طلاب - منتدى طلاب الاردن
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 09-12-2009, 11:34 PM
  3. بحث علمي بعنوان إدارة الصف الفاعلة
    بواسطة عصير ليمون في المنتدى المطويات - ابحاث - الاذاعة المدرسية
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 02-11-2009, 10:18 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
معجبوا منتدي احباب الاردن على الفايسبوك