احباب الاردن التعليمي

النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: *** لماذا لا نفهم التاريخ ... ولا نتعلّم منه ..... ؟!!! ***

  1. #1
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Feb 2008
    الدولة
    الأردن - عمـــــان
    المشاركات
    7,471
    معدل تقييم المستوى
    24

    Arrow *** لماذا لا نفهم التاريخ ... ولا نتعلّم منه ..... ؟!!! ***





    *** لماذا لا نفهم التاريخ ... ولا نتعلّم منه ..... ؟!!! ***

    gmt 2:00:00 2008 الإثنين 15 ديسمبر

    الشرق الاوسط اللندنية



    العاجزون عن التعلّم من دروس التاريخ محكومون بتكراره

    (جورج سانتايانا)

    من قلب الكونغرس الأميركي حيث ما زال المشرّعون يقامِرون بالقاعدة الصناعية للولايات المتحدة عبر تسجيل المواقف والكيد والكيد المضاد ضد شركات صناعة السيارات، إلى كهوف الشرق الأوسط حيث دخلت ممارسة السياسة مرحلة خطرة من المناكفة والتعصب والانغلاق والاحقاد .. يخرج المتابع منا باقتناع سوداوي بأننا رغم تقدّمنا الحضاري النسبي ما زلنا زمراً وكتلاً متباغضة قصيرة النظر.

    عندما أتيت للعيش في بريطانيا في أواخر عقد السبعينات من القرن المنصرم كانت صناعة السيارات البريطانية المستقلة تلفظ أنفاسها الأخيرة. وكانت الحكومة محتارة بأمر شركة بريتيش ليلاند ـ التي انتهت فيها مجموعة كبيرة من أشهر الصانعين البريطانيين خلال القرن العشرين، بل وفي أواخر القرن التاسع عشر ـ تأميماً أو خصخصةً. واستقرت الأمور مرحلياً على تحوّل بريتيش ليلاند إلى القطاع الخاص تحت اسم روفر، ومن ثم إلى إم جي روفر، بعدما انتقلت ملكيتها غير مرة، فصارت جزئياً أو كلياً أميركية وألمانية ثم صينية.. فهندية (ضمن مجموعة تاتا).

    ومن قبلها كانت هناك شركة كبيرة أخرى اسمها روتس، التي امتلكت بدورها صانعين عريقين مثل هيلمن وهمبر وصنبيم، قبل أن تشتريها شركة كرايسلر الأميركية، ثم تبيع معظمها إلى بيجو الفرنسية. وإن ننسى فلا يمكن نسيان أسماء طبّقت شهرتها الخافقين مثل رولز وريس وبنتلي وجاغوار التي خرجت كلها من أيدي المالكين البريطانيين وغدا مصيرها بأيدي مالكيها الحاليين الألمان والهنود.

    في أميركا لعبت السيارة، بعد السكك الحديدية ومسدّسات الكولت وبنادق الوينشستر، دوراً مركزياً في نمو البلاد وتوسّعها وازدهارها. ونهضت بفضل صناعة السيارات وبموازاتها عشرات بل مئات الصناعات الرافدة. وأسّست عبر العقود منذ أواخر القرن التاسع عشر مئات المؤسّسات والورش الصانعة، اختصرت كلها فعلياً خلال عقد الستينات من القرن العشرين بثلاث شركات كبيرة هي جنرال موتورز وفورد وكرايسلر، كل منها تضم عدداً من الماركات التي كان بعضها من الصانعين المستقلين المرموقين.

    صناعة السيارات البريطانية استفادت، بلا شك، من اتساع رقعة الامبراطورية البريطانية ونفوذها، وكان من الطبيعي أيضاً أن تعاني من منافسة لم تكن مستعدة لها بعد استقلال عشرات المستعمرات السابقة عنها على امتداد آسيا وأفريقيا والقارة الأميركية.

    وصناعة السيارات الأميركية، بدورها، كانت تتمتع بشبه احتكار داخل بلادها الغنية المتسعة الأطراف قبل بدء غزو الصادرات الأجنبية في أعقاب نهاية الحرب العالمية الثانية، بدءاً بالفولكسفاغن «الخنفساء» في النصف الأول من عقد الخمسينات، وانتهاء بالصادرات اليابانية.. ولاحقاً الكورية.

    اليوم يمكن القول إنه لم تعد في بريطانيا صناعة سيارات يملكها بريطانيون وقرارها الإداري والمالي بريطاني. وإذا واصل الكونغرس الأميركي، كما فعل أعضاء مجلس الشيوخ خلال الأسبوع الماضي، الجدل السفسطائي الاستعراضي بغية تسجيل المواقف، ستواجه صناعة السيارات الأميركية المصير ذاته. ومع أنه من الواجب الإقرار بارتكاب كبار مسؤولي الشركات الأميركية الثلاث أخطاءً جسيمة في تقييم ظروفها وظروف السوق، على المشرّعين الأميركيين ـ الذين هم أجبن من أن ينتقدوا ناخبيهم ـ أن يتذكّروا أن المستهلك الأميركي نفسه هو مَن فرض على صانعيه خلال العقود الثلاثة الماضية صنع مركبات (أو شاحنات) ضخمة الحجم، استهلاكها للوقود كبير، وملوِّثة جداً للبيئة.

    الساسة في المجتمعات الديمقراطية، مثل الولايات المتحدة، اجبن وأعجز من يقولوا للشعب «أنت أخطأت» حيث أخطأ وحيث يمكن أن يكرّر الخطأ، والسبب أنهم ديماغوجيّون.. وبالتالي، مدينون للمزاج الشعبي في إعادة انتخابهم.

    ثم ان في أميركا، بالذات، أزمة في مسألة التعامل مع التاريخ.

    في أميركا أحياناً يأتي التطلع إلى المستقبل على حساب احترام التاريخ واستيعاب دروسه.

    ولكن في بلداننا العربية، حيث يقول المتشائمون إن ماضينا أفضل من حاضرنا، وحاضرنا أقل سوءاً من مستقبلنا، لدينا أيضاً أزمة مع فهم التاريخ. نحن أيضاً، البعيدون كل البعد عن ممارسة الديمقراطية، لا نحب تحمّل المسؤولية.. ولا نقبل اللوم.

    دائماً الحق على الآخرين،.. على العدو أو على الحليف «المتخاذل»،.. على «الظروف»، وعلى «الطرف الثالث»!

    وبالنتيجة، تصبح مسائل الصّواب والخطأ عرضة لـ«الشخصنة» تارة وللنكاية تارة أخرى. ولئن كان عرب الأندلس لم ينتبهوا على امتداد 400 سنة لمسار حركة التاريخ وللخطر المصيري المحدق بهم بين سقوط طليطلة عام 1085 وسقوط غرناطة عام 1492، لا يعود مستغرباً كيف أصبح العرب اللاعب الأضعف في «لعبة الأمم» الشرق أوسطية الدائرة حالياً مع أنهم أكثر شعوب المنطقة عدداً وأغناها موارد وأوسعها أرضاً.

    ولا يعود مستغرباً كيف ينحدر مستوى فهم الأولويات عند الأكثريات العرقية والدينية والطائفية في المنطقة إلى مستوى الانغلاق الغبي الذي يخلط بين العدو والصديق، ولا يقيّم الفوارق بين الأهم والأقل أهمية.. وبين الداهم والمؤجل، في حين تجنح الأقليات لتحالفات «انتحارية» مستحيلة.. يمكن أن تربح جولات، لكنها محكومة على المدى البعيد ـ ما لم تحسن إدارة اختلافها مع الأكثريات ـ بخسارة حرب الوجود.

    إن الاستقطاب الفظيع الحاصل في عموم منطقة الشرق الأوسط، والعلاقة الغريبة بيننا عربا ومسلمين مع العالم المحيط بنا، ينمّان أكثر فأكثر عن جهلنا بحركة التاريخ وقصور فهمنا لتداعياتها ونتائجها.

    فلماذا نحن مُجبَرون على المفاضلة دائماً بين الفساد والتخلف، وبين التخاذل والتعصّب، وبين التكاذب والعداء المفتوح ضد الداخل والخارج؟ لماذا انقلبت مفاهيمنا إلى اختصار الوجود بلونين إما أبيض وإما أسود.. ولا لون غيرهما؟ لماذا يجب أن يكون زيد هنا لمجرد أن عمراً هناك؟

    جميل جداً أن يكتشف بعضنا إيجابيات ما في مَن كانوا خصوماً له بالأمس.. ولكن الأجمل أن يكتشف فضيلة الاعتراف بالخطأ، ويحترم الالتزام بالمبادئ بدلاً من المتاجرة بعواطف الناس وغرائزها وأحقادها ساعة يشاء.


    المصدر
    ايلاف
    المقالات







  2. #2
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Jun 2008
    الدولة
    صانعة رجال البواسل رجال الهيه المملكة الهاشمية
    المشاركات
    146,552
    معدل تقييم المستوى
    11586669
    إن الاستقطاب الفظيع الحاصل في عموم منطقة الشرق الأوسط، والعلاقة الغريبة بيننا عربا ومسلمين مع العالم المحيط بنا، ينمّان أكثر فأكثر عن جهلنا بحركة التاريخ وقصور فهمنا لتداعياتها ونتائجها.

    نعم صحيح وذلك لعدم الوعي باصاله تاريخنا العريق وتبجيل الغرب واساس الحضاره نابعه منا
    القصور لاننا نواكب التطور السريع دون معرفة اساسة من اين وماذا يخفي لنا
    نحن كما شخص يحارب نفسة
    كالنزاع بين الامعاء داخل الاحشاء
    لقد نسينا التاريخ لاننا لا نرغب بالرجوع اليه



    مشكور اخي عدنان
    سلمت لما نقلت
    لك تقدير ي

  3. #3
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Sep 2008
    العمر
    34
    المشاركات
    2,088
    معدل تقييم المستوى
    18

  4. #4
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Fri Sep 2008
    العمر
    34
    المشاركات
    3,292
    معدل تقييم المستوى
    19
    يسلموووووووووووووووووووووووووووووووو

  5. #5
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Sat May 2007
    الدولة
    أم الدنيا وارض الكنانه
    العمر
    39
    المشاركات
    120,668
    معدل تقييم المستوى
    21474973

المواضيع المتشابهه

  1. كيف نفهم القرأن الكريم
    بواسطة محمد الدراوشه في المنتدى المنتدى الاسلامي العام
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 08-10-2009, 11:14 AM
  2. التاريخ .. ومن المسؤول عن تسجيل التاريخ .. ؟؟
    بواسطة jamalbader في المنتدى منتديات المهباش الاردنية
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 08-06-2009, 06:28 PM
  3. ليتنـــــا نفهم الحب كما أردهـ الله ,,
    بواسطة الجريح في المنتدى المنتدى الاسلامي العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 22-09-2008, 01:09 PM
  4. كيف نفهم اطفالنا؟؟؟؟؟
    بواسطة حبوبه في المنتدى منتدى الطفل - الرضاعة - التربية
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 14-08-2008, 09:53 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
معجبوا منتدي احباب الاردن على الفايسبوك